تتجه الدولة خلال الفترة القادمة الى دعم السينما من خلال انتاج العدي دمن الأفلام حرصاً منها على أهمية هذا الفن وما حققه لمصر عبر تاريخها الطويل، ويعد هذا الاتجاه مغامرة كبرى في ظل ما تعانيه الدولة من تراجع كبير في مواردها منذ ثورة 25 يناير 2011، لذلك أصبح هناك جدل شديد حول هذا الأمر، هل تنتج الدولة، وهناك نقص حاد في بعض السلع، أم أن السينما ضرورة حتمية حتي ننقذ تلك الصناعة من الانهيار في ظل حالة التراجع الفني الذي تشهدها، في هذا التحقيق نستطلع رأي أصحاب المهنة ويجيبون عن السؤال: هل اتجاه الدولة للانتاج ضرورة أم لا؟ عادل إمام: الدولة تريد وضع النقاط على الحروف الزعيم عادل إمام قال: إن الحكومة الحالية تحاول وضع النقاط على الحروف في جميع جوانب الدولة، واشار الى أن هذا ينطلق من هدف التخلص من استمرار المظاهرات الفئوية والغليان المستمر في الشارع والذي يعرقل دائما مسيرة العمل، وأضاف: اتجاه الدولة لدعم الفن في الوقت الحالي مغامرة كبيرة، ولكن كان لابد منها، خاصة أن ما حدث للفن في السنوات الأخيرة وحالة الاسفاف التي انتشرت بشدة كان لها تأثير سلبي على سلوك المجتمع بأكمله، وأشار إلى أن شباب الفنانين هم من يحتاجون بشدة الى يد الدولة، خاصة في ظل اتجاه معظم جهات الانتاج الخاص للأسماء الكبيرة، وبالاضافة ايضاً الى أن دعم الدولة سيخلق حالة من تداخل الأجيال بين الأجيال الشابة والأجيال الأخرى، ولكن علينا ان نتحلى بالصبر ونساعد الحكومة حتى تحقق جميع مطالبنا، خاصة أنها بادرت بحسن النية على العمل والجهد. ليلى علوي: الإنتاج الحكومي صنع النجوم الكبار وأشارت الفنانة ليلى علوي إلى أن أهم عصور الفن المصري كانت بالأعمال التي قامت بإنتاجها الدولة، والنجوم الكبار صعدوا من خلال هذا الأعمال، وقالت: أعتقد أن أهم مجالات الفن التي تحتاج دعم الدولة هى السينما، في ظل المهازل التي تتعرض لها، فما نشاهده حالياً بعيد تماما عن هوية السينما المصرية، باستثناء بعض الأعمال في الفترة الأخيرة التي اراد خلالها الكبار انقاذ السينما، ورغبة الدولة في عودة دعم الفن من جديد هى تكليل لجهود عمالقة الفن المصري، التي لا يمكن أن تذهب اعمالهم الى المجهول نتيجة ما يدور حالياً على ساحة السينما أو يتم تشويه معالم الفن المصري، وما علينا هو أن نفعل دورنا كفنانين في مساعدة المسئولين على انهاء الابتذال الفني، بالعودة للعمل ولاختيار الجيد وضرورة البحث عن رسالة للجمهور المتلقي، بالاضافة لضرورة الحرص على أننا نمر حالياً بمرحلة انتقالية وكل ما يطرح هو خطوط عريضة للعمل على مشروعات في المرحلة القادمة، بمعنى أن البداية لن تكون خلال الفترة الحالية ولكنها ستكون مع عمل كثيف وجهد كبير علينا أن نبذله حتى نعبر الأزمة الاقتصادية التي نمر بها. مجدي أحمد علي: الدولة أدركت قوة الفن بعد ثورة 30 يونية المخرج مجدي أحمد علي قال: إن الفن ظل سلاح مصر لتجاوز محنتها الداخلية الى وقتنا هذا، وهو ما حدث مع حكم جماعة الارهاب، حينما بدأت شرارة الثورة ضدهم من الفنانين واعتصامهم في وزارة الثقافة، وهو أيضاً ما أدركه المسئولون حالياً، أن الفن قيمة ثقافية وقوة كبيرة لا يصح أن يتم تهميشها بهذا الشكل وضرورة وضعها ضمن ملف الاصلاح، وهذا ما كنا نبحث عنه كفنانين طيلة السنوات الماضية، أما بخصوص كيفية التطبيق في ظل الظروف الحالية، فنحن نعلم جيداً الوضع الحالي، ولكن لابد من الاهتمام وتفعيل دور الرقابة حتى لا تظهر أعمالنا بشكل سيئ أمام الدول الاخرى، لأن الكم الكبير من الأعمال التي ظهرت خلال الفترة الماضية تسىء لسمعة مصر وثقافتها وفنها، بالاضافة الى ضرورة الرقابة على المؤسسات الحكومية مثل ماسبيرو وغيرها وعودة الاستقرار الاداري بداخلها. أحمد عبدالعزيز: تغيير إدارات قطاع الإنتاج الحكومي الفنان أحمد عبد العزيز قال: أحاول بقدر الامكان أن أظل في الوجه الذي تعود أن يشاهدني الجمهور فيه، ففي ظل «هوجة» الانتاج الخاص حرصت على أن أعمل مع قطاع الانتاج الى آخر أعمالي التي قدمتها «حارة خمس نجوم» بالرغم من أني تلقيت أعمالا من جهات أخرى ولكنني رفضتها لأنها ليست هادفة، صحيح أن هناك أعمالا ذات رسالة وقضية مجتمعية، ولكن اتحدث عن الغالب وبنظرة عامة على الأعمال التي تأتي بدعم الدولة فسنجد الحس الوطني والمضمون والسياق الدرامي، وسأتحدث عن أعمالي «ذئاب الجبل» تناقش قضايا الصعيد بواقعية مصرية، و«سوق العصر» روح ثورة يوليو، وما حدث لأبطالها، وهذا ما نحتاجه في الفترة الحالية، وليس من الصعب تطبيق دعم رغبة الدولة في دعم الفنون خلال الوقت الحالي لأن المؤسسات موجودة ولكن ينقصها الادارة الجيدة وخاصة من حيث التسوق، لأننا بعد ثورة يناير انتابت التليفزيون المصري وجهاز السينما ومدينة الانتاج الاعلامي حالة من التراخي بشكل غريب، فأصبح له دور شرفي فقط واحتكرت الفضائيات الخاصة كل شىء. طارق الشناوي: خطوة جيدة لإنهاء على الإسفاف الناقد طارق الشناوي قال: عودة دور الدولة من جديد في تدعيم الفن خطوة كبيرة وجيدة للقضاء على الاسفاف الفني وعودة الفن الجاد من جديد، ولكن أعتقد أنه لن يكون خلال المرحلة الحالية بالشكل الذي نتمناه لأن مصر في مرحلة التقاط الأنفاس، فمازلنا ننتظر العديد من الأحداث السياسية المهمة على رأسها انتخابات الرئاسة وبعدها انتخابات السلطة التشريعية ولذلك سيكون هذا الاتجاه ضمن ملف الرئيس القادم وهذا ما يدب في نفوسنا التفاؤل بعد المرحلة العصيبة التي مرت على الفن المصري خلال السنوات الماضية وتحول السينما الى عشوائيات والدراما أيضاً الى مشروع تجاري فقط والغناء كما نشاهده اجتهادات فقط من أجل البقاء، فكان لابد أن تعي الدولة أن الوقت قد حان لتدخلها، خاصة أن الشىء الذي أثار القلق خلال المرحلة الماضية أن الانتاج الحكومي شارك في انتاج احد اعمال سينما العشوائيات، وهذا ما رفضه الجميع بشكل مباشر، لأن هذه الفنون بعيدة تماما عن الهوية الفنية المصرية التي يعرفها العالم، وأعتقد أن تدعيم الفن سيحدث في عهد الرئيس الجديد وليس خلال المرحلة الحالية بسبب الحالة المادية المتعثرة التي نعاني منها الى جانب الأحداث السياسية كما ذكرت التي ننتظرها ولكن ستكون هناك محاولات لتغيير النطاق العام وسيفعل دور الرقابة بشكل صحيح حتى نمحو مشهد الظلام الذي عرفه الفن المصري خلال السنوات الماضية خلال فترة ما بعد ثورة يناير التي تأثر فيها كثيراً الفن بسبب حالة الاضطراب السياسي. ماجدة موريس: رد الاعتبار للفنانين ومن جانبها اعتبرت الناقدة ماجدة موريس اهتمام الدولة بعودة دعم الفن من جديد من أهم المطالب خلال الفترة الماضية، فمصر تربي أجيالها على الأعمال الفنية التي تحثم على الوطنية والعمل الجاد والتضحية من أجل الوطن ولهذا كانت هناك أجيال فعلت اشياء كثيرة من أجل هذا البلد وتحملت مسئوليتها كاملة ولكن الأعمال التي خاطبت عقول المراهقين ولعبت على غرائزهم من أجل رفع نسب المشاهدة أو الايرادات هى التي تسببت فيما نشاهده الآن. وعن كيفية دعم الدولة للفن وعودتها للانتاج من جديد في ظل تدهور الحالة المادية ووجود اولويات اخرى، قالت ماجدة: هذا التصريح يعني أن الدولة وجهت انظارها تجاه الفن من جديد ومن المؤكد أنه ستكون هناك رقابة شديدة على الأعمال الهابطة التي نشاهدها يوما تلو الآخر وهذه بداية جيدة الى حد كبير. نادر عدلي: الرقابة نقطة البداية وأشار الناقد نادر عدلي إلى أن الفن ظل ينادي الدولة طيلة السنوات الماضية لانقاذه من برك الانحدار التي غاص فيها، وحان وقت الدولة لكي تضع الفن ضمن ملف الاصلاح الشامل الذي ستقوم به خلال الفترات القادمة، وقال: لابد أن تخصص له الدولة مسئولين قائمين على حل ما يواجهه من عقبات، وهم من يضعون موازنة خاصة به تتكفل بشئونه حتى إن كانت ضئيلة في الوقت الحالي نظراً للأولويات الأخرى، ولكنها ستكون خطوة حقيقية للقضاء على الإسفاف الفني الذي عاشته مصر خلال السنوات الماضية إلى جانب ضرورة تفعيل دور الرقابة حيث تعبر من تحت يديها أعمال لا ترتقي لمستوى جميع فئات الجمهور المصري ولكنها تخاطب فئة وحيدة فقط.