قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الاثنين، إن مصر تقف في طليعة الدول الإسلامية وفي أول خط الدفاع أمام الإرهاب لدحره في كل مكان. وأضاف السيسي، في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، "لقد تابعنا جميعا كيف انزلقت ليبيا إلى مستنقع الإرهاب"، مشيرا إلى أن مصر تدعم جهود الأممالمتحدة في التوصل إلى حل للأزمة الليبية وهو ما تمثل في تأييد مصر لاتفاق الصخيرات.
وأكد السيسي على الاستمرار في تهيئة الأجواء لجمع الفرقاء الليبيبن ومواجهة المتطرفين بلا هوادة في نفس الوقت.
وحذر السيسي من خطر امتداد التنظيمات الإرهابية إلى باقي دول الجوار متأثرين بما يحدث في فلسطين، داعيا إلى تسوية القضية الفلسطينية دون إبطاء حتى تتفرغ دول المنطقة معا للتقدم والازدهار، معتبرا أن "التوصل إلى السلام مازال يواجه صعوبات علينا مواجهتها بشكل حاسم".
وشدد على أن إقامة دولة فلسطين بحدود عام 1967 وعاصمتها القدسالشرقية سيقضي على أهم عوامل عدم استقرار المنطقة.
وقال إن سوريا اليوم تتمزق وتعاني التقسيم في ظل أزمة انسانية غير مسبوقة وأطماع مكشوفة، مطالبا القوي الوطنية السورية للتفاوض والخروج من الأزمة، بشكل يحقق تطلعات الشعب السوري.
وقال إن مصر تعتزم أن تطرح بالتنسيق مع الأممالمتحدة مبادرة حول الأمل والعمل وفق رؤية جديدة، لافتا إلى أنها تسعى إلى توظيف قدرات الشباب لتأخذهم بعيدا عن التطرف والتشدد.
وتابع أنه "لا بد من فهم الدين الإسلامي بشكل صحيح بعيدا عن القلة القليلة التي تدعي التحدث باسمه".
وأعلن السيسي أن مصر تسعى للترشح للعضوية غير الدائمة في مجلس الأمن عن العامين القادمين، في إطار تطلعها إلى إرساء السلام الدولي، مشيرا إلى أنها سوف تطلق "المبادرة المصرية للأمل والعمل".
قناة السويس الجديدة أثبتت قدرة المصريين على العمل بإخلاص وتحدي الصعاب، مشيرًا إلى أن القناة تمثل قيمة الأمل لكل المصريين.
وأجرى السيسي، بعد ظهر اليوم، مباحثات مع عدد كبير من القادة المشاركين في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، بينهم الرئيس الفرنسي فرنسوا أولوند، والرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، ورئيس قبرص نيكوس أناستاسيادس، ورئيس روسيا البيضاء ألكسندر لوكاشينكو.
والتقى السيسي، خلال زيارته الحالية لنيويورك، بكبار المسؤولين ورجال الأعمال الأمريكيين وبسكرتير عام الأممالمتحدة بان كي مون، ورئيس الوزراء الإثيوبي هايلي ميريام ديسالين والرئيس السنغالي ماكي سالي، ورئيس الوزراء الهولندي مارك روتي. واستعرض مجمل تطورات الأوضاع في مصر خلال السنوات القليلة الماضية، منوهاً إلى أن التغيير جاء استجابة لإرادة الشعب المصري وخياراته الحرة.
كما التقى الرئيس اليوم مع رؤساء وزراء اليونان أليكسيس تسيبراس، ولبنان تمام سلام، والعراق حيدر العبادي.
وكان الرئيس السيسي ذكر، في كلمته التي ألقاها أمام قمة المناخ بالأممالمتحدة يوم الجمعة الماضي، أن مصر تمضي قدماً على طريق التحول الديمقراطي، حيث تم إنجاز استحقاقين رئيسين من استحقاقات خارطة المستقبل، وهما الدستور والانتخابات الرئاسية، وسيتم إجراء الانتخابات البرلمانية خلال الشهرين المقبلين ليكتمل بذلك البناء المؤسسي والتشريعي للدولة المصرية.
ويشارك السيسي في قمة الأممالمتحدة لهذا العام بهدف اِعتماد أجندة التنمية لما بعد عام 2015. كما شارك في سبتمبر 2014 في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها ال69، حيث ألقى كلمة مصر التي تركزت على مكافحة الإرهاب، وأوضاع البلاد بعد ثورة 30 يونيو.