شهدت الصحافة المصرية، على مدار الأيام القليلة الماضية عدة أزمات، تنوعت بين الضوائق المالية ومنع الصدور لسباب سياسية تتعلق بالمحتوى، وآخرها إعلان وقف صدور جريدة "التحرير" اليومية، مطلع سبتمبر المقبل. بدأت الأزمات مع صحيفة "صوت الأمة" الأسبوعية، ورئيس تحريرها عبد الحليم قنديل، والتي منعت من إصدار عدد 14 أغسطس الحالي، وتم سحب العدد من مراكز التوزيع وفرمه، بسبب ملف عن رموز نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك ووزير العدل الحالي أحمد الزند، وكذلك تضمنه خبرا عن وفاة والدة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وتأجيل إعلان خبر الوفاة لما بعد افتتاح قناة السويس الجديدة. انتقلت عواصف الأزمة إلى جريدة "المصريون"، التي أعلنت صباح اليوم السبت، وقف طباعة عدد الجريدة الأسبوعي، بسبب مقال رئيس تحريرها جمال سلطان بعنوان "لماذا لا يتوقف السيسي عن دور المفكر الإسلامي؟!"، وكذلك أحد الموضوعات عن غموض إجراءات زيارة الرئيس السيسي لبريطانيا، خوفا من الاعتقال هناك، واشتراط مطابع "الأهرام" استبدال الموضوعين لإتمام الطباعة، وهو ما اضطر إدارة الجريدة لقبوله. بعدها بساعات، أعلنت جريدة "الصباح" الأسبوعية، التي يرأس تحريرها الكاتب وائل لطفي، منع طباعة عددها الأسبوعي، بسبب مقال للدكتور أحمد رفعت، تناول فيه السياسي الشاب محمد بدران، رئيس حزب "مستقبل مصر"، وخطواته التسعة ليصبح "طفل الرئيس السيسي"، كما ورد بالمقال. وتدخلت مطابع "الأهرام" أيضا، وطلبت استبدال المقال، وهو ما استجابت له إدارة الجريدة أيضا. عواصف الأزمات المالية والسياسية اقتلعت أوتاد جريدة "التحرير" اليومية، حيث أعلنت إدارتها وقف العدد اليومي، بداية مطلع سبتمبر المقبل، والاكتفاء بالموقع الإلكتروني، وعدد جريدة "الأهم" الأسبوعية، التي تصدر عن المؤسسة ذاتها. وكتب الصحفي علي كامل، عبر صفحته على "فيس بوك": "في حديث هاتفي مع المهندس أكمل قرطام رئيس مجلس إدارة جريدة التحرير، أبلغني بغلق النسخة الورقية من جريدة التحرير نهاية الشهر الحالي، والاكتفاء بالموقع الإلكتروني وجريدة الأهم الأسبوعية، لبلوغ حجم الخسائر 55 مليون جنيه خلال عامين (طباعة ورواتب)، بجانب مشاكل في إدارة التحرير". وعن موقف الصحفيين، رد قرطام، بأن المعينين في المؤسسة سيتم توزيعهم على الموقع الإخباري، وتسريح غير المعينين، عدا أصحاب الكفاءات والمؤثرين. وفي الوقت الذي أرجع قرطام الوقف للخسائر المالية، أكدت مصادر داخل الجريدة ل"المشهد" أن السبب ضغوط على الإدارة، نتيجة ارتفاع نبرة المعارضة على صفحاتها، لاسيما بعد انضمام الكاتب أنور الهواري لمجلس تحريرها، مع تعويض الملاك برخصة جريدة "الأهم" الأسبوعية.