في المواجهة .. محورية الشر ما بين "داعش" وأخواتها في ليبيا "الإرهاب كالنار تأكل نفسها حين لاتجد ما تأكله" كثيرة هي الأسئلة التي باتت تطرح نفسها بشأن التواجد الداعشي في ليبيا، خاصة أنه بات يتوسع في سيطرته على أماكن عدة، منها "درنة، سرت، النوفلية" ولن يكون عجيبا إذا سمعنا أنا داعش بات يسيطر على العاصمة الليبية سرت. الحقيقة أنا لن نستطيع الإجابة على كل الأسئلة بشكل قاطع، بل يمكننا فك خيوط اللعبة القذرة ومعرفة ملامحها بالكامل، وهو ما قد يمكن معه الإجابة على أغلب الأسئلة المطروحة. التواجد الداعشي في ليبيا، وبحسب ما كنت قد أنفردت به، بدأ في سبتمبر2014، بعدما أرسل التنظيم بعض عناصره على ظهر سفينة تركية وكانت عمليات التنسيق مع ما يعرف بمجلس "شورى شباب الإسلام" المتطرف المتواجد في درنة، وكذلك ما يعرف ب"مجلس شورى المجاهدين، والجماعة الإسلامية المقاتلة" ثم دخلت العناصر إلى ليبيا وظلت مختفية فترة طويلة حتى تمكنت من جذب المزيد من العناصر من سورياوالعراق، وكذلك استقطاب العناصر المتطرفة من من التنظيمات الإرهابية المماثلة، وفي مارس 2015 كان بدء تنفيذ المؤامرة التي ظنت "فجر ليبيا "أنها ستنهي على عملية الكرامة، أو أنها ستستمد شرعيتها من هذه اللعبة، وهي انسحاب قواتها من سرت بعد مهاجمة عناصر "داعش" وكذلك من "النوفلية"، لكنهم نسوا ما حدث لأهالي سورياوالعراق الذين احتضنوا التنظيم فذبحوا على يد التنظيم الإرهابي في شوارع وميادين البلاد. الأوضاع التي استفاد منها التنظيم في ليبيا مشابهة بشكل كبيرللأوضاع التي أستفاد منها في سوريا، فزعم محاربة الأسد جعل بعض فصائل المعارضة ترحب بوجود العناصر الإرهابية، وكذلك زعم محاربة الجيش الليبي والمؤسسات الحكومية جعل "فجر ليبيا" تفسح لها المجال أملا في التخلص من البرلمان والجيش الليبي، لتبقى وحدها على الساحة الليبية، كما أن هناك أمر آخر لابد من الإشارة إليه في سرت تحديدا، وهو وجود قبائل "القذافي" التي رأت في وجود داعش إنتقاما من كافة الأطراف فغطت البصر عن دخول العناصر وتمركزها وسيطرتها على المدينة، واليوم تكوى بنيران هذا الصمت وهذا الترجيح أو التخطيط الخاطئ. غدا أو بعد غد ستذبح عناصر فجر ليبيا أيضا على يد التنظيم الإرهابي، فالإرهاب كالنار تأكل نفسها حين لا تجد ما ما تأكله، وستكرر السيناريو العراقي والسوري في ليبيا، وسيندم كل من غض البصر عن هذه الكارثة. المجتمع الدولي الذي فعل بليبيا كما فعل بالعراق، والذي كان يجب أن يعمل بالمثل الشهير" اللي حضر العفريت يصرفه" إلا أن المجتمع الدولي لم يقم بضرب النظام فقط في العراق وليبيا ، بل ضرب كافة البنى التحتية، وما يمكن أن يساهم في تماسك الدولة، ثم ترك الأرض وهو يعلم ما سيحدث بعد ذلك، ومع ذلك ما زال مصرا على عدم قيام دولة ليبيا من خلال استمرار فرض حظر على عملية تسليح الجيش الليبي. كما يجب على القائمين على الأمر في ليبيا معرفة المخطط الذي تقوده بعض الدول التي تدعي العروبة حاليا لعزل الجنوب الليبي، وتقسيم ليبيا إلى عدة دويلات صغيرة للإستفادة من النفط الليبي والخيرات الموجودة في باطن الأرض، وذلك بالإتفاق مع دول الاتحاد الأوربي. السؤال الأهم في هذه العملية هو موقف الدول العربية ودول الجوار، والتي لن تكون بمأمن من نيران داعش إذا استوحشت في ليبيا، فإنها ستتجه إلى كافة الدول المجاورة وأولها دول المغرب الإسلامي وكذلك الدولة المصرية، وهو ما يحتم قيام هذه الدول بضربات إستباقية للتنظيم، أو إتخاذ موقف دولي موحد وجاد لدعم الجيش الليبي للتمكن من فرض السيطرة على البلاد وقيام دولة مدنية، إما هذا وإما أن هذه الدول ستندم يوم لا ينفع الندم. ملخص المشهد أن فجر ليبيا التي سمحت لداعش بالتوغل في الأراضي الليبية ستذبح على يد عناصر الإرهاب، وكذلك القبائل الموالية للقذافي التي سمحت لهم بدخول سرت ستذبح أيضا، وربما أن أحداث سرت الأخيرة التي مازالت مستمرة خير دليل على ذلك. لوجو المشهد لوجو المشهد