كشف "هادي البحرة" الرئيس السابق للائتلاف السوري المعارض إن مصادر من داخل نظام بشار الأسد سربت أن "هناك معلومات عن وجود مخطط إيراني لإقناع العالم بأنه في حال سقوط النظام سيكون داعش هو البديل الوحيد"، وأضاف أن المصادر التي سربت تلك المعلومات من داخل النظام، وهي جهات ممتعضة من السيطرة الإيرانية على مفاصل القرار لدى النظام وتتخوف من أن هذه الخطة ستؤدي إلى توريط ما تبقى من ميليشيات النظام وضباط جيشه خاصة العلويين في معركة كبيرة تستنزف ما تبقى منهم وتؤدي إلى جلب شبح مشروع التقسيم". وأضاف أن "تنفيذ هذا المخطط سيقتضي بأن يستمر داعش في تقدمه للسيطرة على طريق تدمر- حمص، وريف حمص الشمالي، ومن ثم ينتقل للتوجه نحو دمشق". أما في العراق، يسيطر التنظيم منذ يناير من العام الماضي على مدينة الفلوجة، التي تبعد فقط نحو 70 كيلومترا عن العاصمة بغداد، وهي أقرب نقطة قد يتمكن من خلالها العبور نحو المدينة التي تتمركز فيها الحكومة. ويقول مراقبون إن التنظيم ومنذ إحكام قبضته على الفلوجة لم يقدم على شن أي هجمات في اتجاه بغداد التي تحظى بتأمين عال وتتولى حمايتها قوات النخبة في الجيش العراقي، وإن حاول ذلك في المستقبل فسيواجه صعوبات كبيرة في دخول المدينة التي تحظى بأهمية قصوى لدى كل الطوائف في العراق، كما توليها الإدارة الأميركية أهمية كبيرة وتعول عليها كنقطة انطلاق للمصالحة التي تخطط لها الحكومة في المستقبل. كما أن التنظيم لا يضع السيطرة على دمشق ضمن أولوياته، وهو يعلم أن الهجوم عليها سيتركه في مرمى جميع القوى المحلية والإقليمية، وعلى رأسها المعارضة التي تمثل دمشق بالنسبة إليها مركز السلطة المستقبلية في مرحلة ما بعد الأسد. ويلهث التنظيم في المقابل في السيطرة على أكبر قدر من المدن السنية في سوريا التي يدرك أن مرحلة التسوية على السلطة فيها باتت وشيكة مع اقتراب سقوط النظام السوري الذي يعاني من خسائر ميدانية غير مسبوقة. كما يحاول التنظيم، الذي نجح في وضع نصف سوريا تحت سيطرته، تجنب الدخول في معارك مع العلويين في محافظتي طرطوس واللاذقية في الشمال، ويرى دبلوماسيون أن النظام السوري قد يجد نفسه أمام هذه التحركات مضطرا للاكتفاء بتعزيز سيطرته على المناطق الممتدة من دمشق إلى الساحل السوري غربا. ويحسب الخبير الفرنسي في الشؤون السورية "فابريس بالانش" “يعيش ما بين 10 و15 % من السكان في مناطق تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية، وما بين 20 و25 % تحت سيطرة جبهة النصرة، وما بين 5 و10 % تحت سيطرة الأكراد، فيما لا يزال ما بين 50 و60 % من السكان يعيشون في مناطق تحت سيطرة النظام". ويقول مصدر سياسي من دمشق "بات تقسيم سوريا خيارا لا مفر منه، فالنظام يريد السيطرة على الشريط الساحلي ومدينتي حمص وحماة في وسط البلاد والعاصمة"، وأن النظام وضع "خطوط حمر ولا يمكن تجاوزها وتتمثل في طريق دمشقبيروت الدولي وطريق دمشق حمص الدولي بالإضافة إلى مناطق الساحل كمدينتي طرطوس واللاذقية".