جمالها الخلاب وأجواءها الناعمة وهواها المُشبَع برذاذ البحيرات وانعكاسات البحر الأدرياتيكى على قباب الأبنية والقصور التاريخية العريقة المُتزينة بأقراطها وحُليها من الورود النضرة ، تجعلك حتماً متأهباً لجولة رائعة على الجندول السابح بأحضان البحيرات برفقة أضواء الجمال والرومانسية المتلألئة على المياه الهادئة .. يمكنك أن تنعم برحلة إفتراضية على صفحة مياه مدينة فينسيا ..البندقية الجميلة.. مدينة العشاق . فقط أَغمِض عينيك وضع سماعتك فى أُذنيك واصغِ لنغمات ناعمة هادئة من تأليف ملك الأوبرا "فيردى" صاحب أجمل السيمفونيات الإيطالية ، واضعاً فى مخيلتك خلفية هذه الطبيعة الساحرة وإذا بك تَجِد أنفك رغماً عنها تستقبل رائحة البحر المتمازجة مع أريج الزهور المتدلية من قصور العشق والحب وأضواء خافتة تداعب خيالك وتبسط غلالتها الذهبية فوق جفونك المٌغلَقة المتأملة ...وإذا بضربات المجاديف الخشبية الرشيقة بجانبى الجندول تُحرِك فى وعيِك الساكن تموجات مائية لا نهائية وتستدعى بداخلك كل ما حلمت به واقعاً لا تخيلاً عبر تلك الرحلة المثيرة الشيقة ... وفى أحضان ذلك المسرح الساحر تلمح فى الأفق " روميو وجوليت " بطلى أشهر قصص الأدب الإنجليزى.. العاشقان التى دارت قصة حبهما بسماء مدينة "فيرونا " الإيطالية ، فتكاد تراهما فى حُلة ملائكية يرفرفان فوق جندولك السابح ليلاً .. تراهما يلقيان ورود الروح بمياه فينسيا العاشقة الممتلئة بتنهيدات المحبين وترانيم العاشقين ، وإذا بها تدق فى أذنيك - فى حضرة طيفهما المُحلِق - معزوفتهما الشهيرة ، ويَصِل بك التأمل منتهاه حين تُبحِر روحك بين أمواج تلك الروعة النائمة على آرائك الأحلام . وبعد أن تأخذ قِسطَك من التجوال فى منحنيات أمنياتك وتنعم بنسائم رحلتك الأسطورية ، أسمح لمقلتيك فحسب أن يستيقظا، ليُشبعهما نظرة رضا رغم المفاجاة بأنك لاتزال بحجرتك لم تغادر ولم تطِر ولم تقطع الأميال.. حقاً فقد بلغ التقمص منتهاه وكذلك استدراك الخيال وكأنه الواقع ..! نعم قطعت رحلتك بطرقات ذهنك الصافى على جناحى قناعاتك الراسخة بأن تستشعر الجمال والرومانسية والنعومة وقتما تشاء وليس وقتما يأذنون لك ، فلا تهتز لكونك لا تزال فى بُقعتِك بلا حراك ، فمن تولى أمرك أثناء هذا الإبحار حواسك التى هرولت لاهثة الى مثل هذا الجنوح الإفتراضى الممتلىء بوهج الخيال، فارتشفته لأخر قطرة وكأنه الظمآ بعد الإرتواء . والأن عليك أن تخطط لما هو آت ... من أين ستقلع طائرة أحلامك المقبلة ؟ وإلى أين ستهبط بك..؟ وماذا عن برنامج الرحلة الصاخب..؟ لابد وأن تفرغه بعناية على جدران قلبك وأغلفة روحك وشرفات جفونك .....واستحضر مُتعتِك على طريقتك ولا تعبأ بحدود الزمان والمكان ... فخريطة إنطلاقك مخبأة بزواياك الشفافة التى لم تقربها أنامل الواقع .. واطلق تنهيداتك من رئتيك بكل الرضا والإشباع دون الإكتراث بمحدودية المتاح وتخوم الواقع . فى انتظار إبحارِك القادم أيتها النفس البشرية الطليقة التى إذا ما بدأت عدوها سبقت سرعة الرياح وقفزت قفزة الثقة من أعلى مرتفعات جبال الألب وأستقرت بشواطىء الكاريبى وبجزر المالديف...وغفت بذلك الجندول الممشوق على صفحة ماء فينيسى يُشع سحراً وفتنة .. !! https://www.youtube.com/watch?v=TEVGLXVhhns فينيسيا فينيسيا