كيف نفهم هذا الذي يحدث في المجتمع - نفهمه بطريقة العقل المجرد من النزعات الشخصية والنزعات العنصرية التي تضرب في المجتمع في مقتل وبعيدا عن المنفعجية لأن ما يحدث في المجتمع مرتبط بالفلسفة المنفعجية، فنحن أمام أربع قوي تعمل جاهدة علي سحب الوطن إلي ملعبها ومن ثم يتم التحكم فيه بطريقة أو بأخري. فالحزب الوطني لا يختلف عن الإخوان في التعامل مع الوطن والسلفيون لا يختلفون عن الكنيسة في التعامل مع الوطن، فكما أن الكنيسة عرضت الوطن لعدة محن قاتلة نتيجة لسياسة (التقية) التي تتبعها مع شبابها خلف الأبواب المغلقة فهي أي الكنيسة أصبحت هي الحكومة والقانون والأب والأم بالنسبة للمصري المسيحي، وهي- أي الكنيسة - تلعب هذا الدور وهي تتغاضي عن الخطر الذي يمكن أن يلحق بالوطن من وراء هذه السياسة وهذا الأسلوب في التفكير. كذلك تفعل الإخوان مع شبابها فالشاب الإخواني لا يعترف بالدولة أو بالحكومة أو بالقانون وإنما الذي يحدث هو أن يساير الوضع لحين؟! موقعة النقاب لكن موقعة النقاب التي هزمت فيها الدولة برغبتها أوضحت لنا أن السحر انقلب علي الساحر فالتاريخ ماذا يقول لنا بأعلي صوته وبكل لغات العالم أن من يلعب بالنار لابد أن يحترق بها فنحن لا يمكن أن ننسي السادات هو الذي أخرج الإخوان من القمقم الذي وضعهم فيه عبد الناصر...من أجل القضاء علي اليسار الذين أقلقوا راحته فكان الحل في الإخوان أعداء اليسار نفس اللعبة تلعبها الحكومة الآن حيث الآن الإخوان يهددون الحكومة لدي الناس فلابد من إيجاد منافس للإخوان وكان هذا في السلفيين الذين أخذوا مساحة كبيرة وبسرعة في الملعب حيث أصبح لهم وجود مادي ملموس في الشارع وفي الإعلام خمس محطات فضائية تلعب في عقول الناس ليل نهار ولا أحد يبالي أو يهتم بما سوف يؤل إليه حال البلد. يرفضون كل مظاهر الحياة ويحاولون جاهدين علي سحب الناس للخلف. مع ملاحظة شيء مهم للغاية وهو أن الدين الإسلامي هو دين الغد والغد يعني العمل ...يعني القيادات والقيادات تعني الانتخابات أو الانتخابات تعني الديمقراطية والديمقراطية هي عدو السلفيين اللدود لماذا لأنها كما يقولون لم تكن موجودة أيام الرسول عليه الصلاة والسلام. ومن تلك النقطة فمعظم شئون حياة الإنسان التي عمل علي تطويرها مرفوضة بل والانكي هو الفهم للأحاديث الشريفة يجب أن وضد مثل (في أحد الأيام وقفت في عصارة قصب أخي وأتي أحد الشباب لكي يشرب عصيراً طلب «شوب عصير» فأدرت الماكينة وصنعت له الكوب وعندما بدأت أصب العصير في الكوب الكبير قال لي (تيمنوا) وكأني لم أسمع واستمريت في صب العصير وأنا أمسك دورق العصير بيدي اليسري وهو مازال يقول لي (تيمنوا) وما كدت أنتهي من صب العصير وقدمته له حتي قلت له (يكون في معلوم السيد اليمين ليس مطلوبا منها غير شيئين اثنين لا ثالث لهم تناول الأكل والسلام) فيرد علي تيمنوا وهو رافض تماما أن يفهم الحديث وهذا يعني أن السلفيين يطبقون ظاهر الدين دون أي مجهود في تشغيل العقل ولما تعبت منه القيت في وجهه بأخري قنبلة من ذخيرتي علي فكرة أنا (شمالي-يعني عسراوي) يعني أكل والسلام باليمين فقط أما أي شئ أخر فالشمال تقوم به وبالسلامة يآه). أحزاب غير موجودة هل تتذكرون جريدة النبأ عندما نشرت صورة وموضوعاً أوقفا الوطن علي قدم واحدة وكاد يحترق لولا الحكمة التي تعاملت بها الحكومة مع الموقف. وكذلك ولأن اليأس باليأس يذكر- واقعة (وليمة لأعشاب البحر) والتي وجدتها جريدة الشعب سبقاً صحفياً يكسر الدنيا وبالفعل كاد يكسر البلد علي دماغنا وأيضا لولا الحكمة في التعامل مع الواقعة لحدث مالا يحمد عقباه.ومن ثم تجميد الحزب وغلق الجريدة فلم يخسر الوطن شيئا من غلق الحزب ووقف الجريدة- لأن الأحزاب زي قلتها والجرائد علي قفا من يشيل وبلا عدد أو معني - ومن هنا وهنا فقط نتوجه بهذا السؤال إلي الحكومة التي تلعب بالنار ما الحكمة من السماح لكل تلك القنوات السلفية .ما الفائدة البرجماتية التي نقدمها للوطن غير اللعب في عقول الناس البسيطة والتي تجلس تشاهد تلك القنوات وهي فاتحة عقولها وفاها لكي يصب فيها كل غريب أو بعيد عن الدين لكنه لن يستفيد منه غير إحداث دربكة في عقله وفي حياته - لأن المسلم ليس مطلوباً منه غير الإيمان بالله -ثم الاستقامة وإن استقام المسلم (المسلمة) استقامت حياته بالتي هي أحسن كما يريد الإسلام بعيدا عن المظهر الممثل في اللحية والجلباب والنقاب (عدة الشغل) وليس كما يريد مشايخ الهواء الذين برعوا في اللعب في الدماغ فأصبح النقاب هو شعار المرأة السلفية واللحية شعار الرجل السلفي وشتم الحكومة هو شعار الإخوان. يا سادة يجب علينا أن نعيد الوقفة مع أنفسنا ونعرف ونفهم ما المطلوب منا لكي نتمكن من العيش عيشة كريمة نحب بعضنا ونطبق أبسط قواعد الإسلام التي بعدنا عنها لما أصبحنا فرقا... إخواني - سلفي- وطني -قبطي فلا أحد من هؤلاء يلقي السلام علي أي فرد من الفرق الأخري إن تقابلا بطريق الصدفة هي كارثة بكل المقاييس لأن رفع السلام عليكم من حياتنا يعني قتل المحبة الموجودة في حياتنا وأن قتلت المحبة بيننا أصبحنا أعداء نحارب بعضنا البعض ولأن نرحم أنفسنا دون النظر إلي القرابة والدم والدين والوطن يجب أن تفيق الحكومة قبل أن تفيق والسفينة (الوطن) تغرق كما تيتانك أو السلام 98 ولن نجد من يصلي علينا. ضغط ونقاب سلفي أما الضغط السلفي- هناك ملاحظة يجب أن نقف أمامها ونفهما جيدا وهي أن النقاب زي خاص بنساء السلفيين أي أن نساء السلفيين فقط هن اللاتي يرتدين النقاب ومن النادر أن نجد رجلا غير سلفي زوجته منقبة وإن كان الرجل سلفيا ولا يعرف القراءة والكتابة لكنه ينقب زوجته ويترك لحيته ويرتدي الجلباب البكستاني - علي أساس أنه زي اسلامي. إن الزي الإسلامي الذي أقره الدين وعمل علي أن يتبعه كل المسلمين رجال ونساء -شباب وفتيات هو زي الاحتشام أي أن الاحتشام هو المطلب الأول والأخير من وراء الزي أي ارتدي ما تحب لكن في حدود الاحتشام. هل تعلمون أن من ترتدي النقاب ترتدي فوق الميكب وبعد اكتمال الزينة التي تبرز جمال وسحر وروعة العينين 0وما المرأة إلا عينين) طريقة وفلسفة نساء بعض الأقطار العربية في التعامل مع النقاب ونحن كما البلهاء نقلد وندعي التقوي والورع ونسير وراء أي قول وأي فعل أننا نغرق يا سادة والبلد ممزقة قطعا قطعا وكل فرقة تريد أن تأخذ كل ما تقدر عليه لأنه لم يعد يولي أحد ولاءه للوطن وإنما الولاء الآن للحزب - للإخوان للسلفيين-للكنيسة. أما الولاء للوطن فلم يعد موجوداً إلا في كتب التاريخ التي تؤرخ لما قبل الثورة أما من بعد الثورة فلم يعد هناك ولاء للوطن.