خالد يوسف مخرج متجدد. فهو يقف علي أرض صلبة تجعله يقاوم العواصف التي يتعرض لها.. من هنا كانت أفلامه التي قدمها خلال السنوات الأخيرة والتي جاء آخرها «كلمني شكرًا» الذي تعرض لهجوم شديد قبل وبعد عرضه. الفيلم لم يكن هو المفاجأة الوحيدة التي يدخرها خالد يوسف لجمهوره مع العام الجديد حيث فاجأ الوسط الفني بترشيح نفسه لمنصب نقيب السينمائيين الذي خلا بانتخاب النقيب السابق ممدوح الليثي رئيسًا لاتحاد النقابات الفنية خلفًا للراحل السيد راضي. قلت له: عمرو عبدالجليل بطلاً لأول مرة! فأجاب: عمرو صديق قديم وأنا مقتنع بموهبته الكبيرة إلا أنني كنت أنتظر الدور المناسب الذي يستحقه ليظهر قدراته العالية.. كما أن الأدوار التي سبق وقدمها معي. أو مع أستاذي يوسف شاهين لا تقل عن دوره في فيلم «كلمني شكرًا» إلا أن دور «إبراهيم توشكا» سيبقي علامة فاصلة في حياة عمرو وهو ما سعيت إليه. قدمت في أفلامك عددًا من الممثلات لا تمتلكن غير المؤهلات الجسدية. فكيف تغامر بتاريخك؟ - أتحدي كل من اتهمني بأنني قدمت ممثلة اعتمادا فقط علي جمالها. إلا إذا تطلبت الشخصية ذلك. ومن يقول غير ذلك فليقدم دليله. الجمال فقط في فيلم «خيانة مشروعة» قدمت ثلاث فتيات أشهرهن «ساندي» والفتاتين الأخريتين لم يسمع بهما أحد لأنهما لم تتركا بصمة؟ - مواصفات السكرتيرة في هذا الفيلم كان الأساس فيها الجمال، ولم أقدمها في دور رئيسي. ولا أعتقد أن مساحة الدور وطبيعته كانتا تستلزمان أكثر من ذلك. كما أنني لا أقدم إلا الممثل الذي يقنعني بقدرته علي تجسيد الشخصية أما خطواته بعد ذلك فلست مسئولاً عنها، وما لا ينكره أحد أن الجمال في المرأة يلعب دورًا مهمًا في عدد الأدوار التي ترشح لها. لكن في حالة وجود الموهبة. النجم الأوحد خالد يوسف يهتم بأن يكون النجم الأوحد في أعماله؟ - لا أفهم ما هي النجومية التي تتحدثين عنها. إذا كان معناها القيادة.. فالمخرج هو قائد أي فيلم سينمائي أو عمل فني بشكل عام. وهذا ليس رأيي الشخصي. وإنما هذا هو الأساس. والمدرسة التي تخرجت فيها هي مدرسة يوسف شاهين الأستاذ.. والقائد. لذلك لا تتعامل مع النجوم وتحرص علي الاستعانة بالوجوه الجديدة؟ أول أفلامي قدمته مع نجمة كبيرة هي يسرا في فيلم «العاصفة». كما تعاملت مع نجوم الشباك هاني رمزي وحنان ترك وهاني سلامة وغيرهم. كبار السن أما النجوم الكبار الذين تقصدينهم فهل هم كبار السن.. أم من ذكرتهم أن ليسوا كبارًا.. ومع ذلك فأنا لا أمانع في التعامل مع كل الممثلين. إذا وجدت الشخصيات الملائمة لهم. والنصوص التي يوافقون عليها، فلم يسبق لي أن اعترضت علي التعامل مع نجوم أمثال نور الشريف أو محمود عبدالعزيز أو غيرهما. إذا كان هذا هو مقصد سؤالك.. علي أن يتواجد النص المناسب. ماذا عن التعامل مع الوجوه الجديدة؟ - التعامل مع الوجوه الجديدة له أكثر من هدف. منها ما يتعلق بميزانية الفيلم وأجور الفنانين. وهو ما يحدده المنتج الذي يطرح بعض الأسماء في كثير من الأحيان. ومنها ما يرتبط بأعمار معينة لا يكون متوافرًا إلا مع الوجوه الجديدة.. كذلك طبيعة الشخصية التي ربما تفرض وجهًا جديدًا لم يعتد عليه المشاهد كما أنني أشعر أن لي دورًا كبيرًا في خلق فرص أمام وجوه جديدة تمتلك الموهبة ولا تجد من يقف بجانبها. سر النجومية إذًا ما سر نجومية خالد يوسف؟ - أنا مخرج ملتزم بما عليه من واجبات. ولا يتواني عن المطالبة بحقوقه. وأحرص علي تقديم هموم المجتمع سواء اختلف معي الناس. أو وافقوني، كما لا ألتفت إلي العراقيل والمعوقات التي تعترض طريقي. ولا أعبأ بها. والحمدلله أثق في نفسي، ولا أعيش بمنأي عن الأحداث التي تدور من حولي. الوفاء بالعقود ليس من باب الحسد.. ولكنك المخرج الوحيد الذي يقدم فيلمًا كل عام؟ - واضح أنه ليس حسدًا.. ولكن اسمحي لي أن أوضح نقطة مهمة ألا وهي أن ما يحدث معي توفيق من الله إلي جانب الاجتهاد وثقة جهات الإنتاج في أفلامي. لذلك أقدم فيلمًا تقريبًا كل عام وهو أمر يأخذ الكثير من صحتي وتركيزي ويبعدني عن أسرتي. والكثير من الواجبات الاجتماعية، فلا أجد وقتًا لإجازة أقضيها مع أبنائي. إلا أن العقود التي أوقعها ترغمني علي الوفاء بها.. ودعينا نتحدث بشكل عام، المنتج يضع ثقته دائمًا في المخرج الذي يقبل الجمهور علي أفلامه. ورغم أن أفلامي يعارضها الكثيرون وهذا حقهم. إلا أنني بنيت قاعدة جماهيرية لا بأس بها. كلمني شكرًا.. هل توقعت رد الفعل تجاهه؟ - في كل أفلامي اجتهد لتوصيل الفكرة. وأسلوبي الخاص ولا أفكر في رد فعلها علي الناس. فلا يوجد شخص اتفق عليه الجميع و«كلمني شكرًا» كغيره يحظي بإعجاب البعض وانتقاد البعض الآخر. مشروعك عن «الرئيس والمشير» متي تبدأ فيه؟ - أفضل عدم الحديث عنه الآن. لأنني لم أخطو أية خطوة فيه سوي أنني قبلته. وقبلت العمل فيه. هل يواجه مشاكل مع الرقابة أم المخابرات؟ - المخابرات نعم. أما الرقابة فلا. هذا الفيلم محاط بالمشاكل منذ 20 عامًا مع المخابرات للمطالبة بحذف بعض الشخصيات. مثل من؟ - الشخصية الرئيسية رئيس المخابرات الأسبق صلاح نصر. ورفعنا قضية وربحناها. إلا أن اللجنة العليا للرقابة طعنت في الحكم ومازال الفيلم أمام المحكمة العليا للقضاء الإداري. انتخابات النقابة تخوض تجربة جديدة مع الانتخابات علي منصب نقيب السينمائيين.. فلماذا؟ - شجعني الكثير من الفنانين علي خوض التجربة والتي لم أكن أشغل نفسي بها في السنوات الماضية. ولا أعلم إلي أين تقودني؟ يتردد أن وراءها النقيب الحالي ممدوح الليثي خاصة إن مشروعك السينمائي القادم معه. - في حال خروج ممدوح الليثي من منصب النقيب فكيف يكون هو نفسه وراء ترشيحي.. ومشروعي القادم سيكون معه كرئيس لجهاز السينما ولولا أن الكثير من أصدقائي الفنانين دفعوني لهذه الخطوة ما فكرت فيها فمنصب النقيب خدمي وأتمني أن أكون جديرًا به حتي أشغله.