أهالي قنا لعصام شرف علي خلفية تعيين محافظ قبطي لمدينتهم: شكراً لأنكم ستجعلوننا نستخدم العقل الصعيدي تقع محافظة قناجنوب مصر تحدها من الشمال محافظة سوهاج ومن الجنوبأسوان ومن الشرق البحر الأحمر ومن الغرب محافظة الوادي الجديد، وعاصمتها مدينة قنا، وتبلغ مساحة محافظة قنا 10798 كم مربع، تضم 11 مركزا إداريا تابع لها، وقنا من المحافظات التي ترتفع بها نسبة الأمية، حيث يبلغ عدد الأميين بالمحافظة نحو 8.34% من إجمالي عدد السكان والذي يبلغ 2326408 نسمة، فيما لا يتعدي الحاصلون علي مؤهل عال فما فوق نسبة 5% من إجمالي السكان ذلك وفقا لتعداد الجهاز المركزي للتعبئة العامةوالاحصاء سنة 2006. خلفية الأحداث مع تصاعد الضغط الشعبي علي المجلس العسكري وحكومته لتغيير المحافظين قام في 14 ابريل 2011 بحركة تغييرات في المحافظين، وقد شمل القرار تعيين عدد 18 محافظا جديدا وعدد 2 محافظين تم نقلهما إلي محافظات أخري، وفي حين ظل 5 محافظين في مواقعهما بنفس المحافظات. وبالرغم مما تناولته وسائل الإعلام بأن حركة المحافظين الجديدة ستتضمن عدداً كبيراً من الشخصيات ذات الخلفيات المدنية من خارج المؤسسة العسكرية أو جهاز الشرطة، بالإضافة إلي أنها ستتضمن عدداً من المحافظين المسيحيين، ولأول مرة ستأتي حركة المحافظين الجدد بمحافظة سيدة، إلا أن هذا لم يحدث حيث أتت حركة المحافظين بها بتسعة لواءات من أفراد القوات المسلحة كمحافظين وثمانية محافظين من جهاز الشرطة، ولا يوجد أي تمثيل للنساء في حركة المحافظين الأخيرة، كما تم تعيين محافظ واحد مسيحي وهو اللواء عماد شحاتة ميخائيل محافظا لقنا، وذلك خلفا للواء مجدي أيوب وهو مسيحي أيضا. استقبل أهل قنا هذا الخبر بالتذمر والاحتجاج، حتي قبل حلف المحافظين اليمين الدستورية، واعتبر أهالي قنا أن الحكومة المركزية في القاهرة لا توليهم اهتماما وأن الحكومة تريد أن تكرر التجربة الفاشلة علي حد وصفهم بتعيين محافظ مسيحي ثان لقنا، وأن محافظة قنا أصبحت حقل تجارب وحصة للمسيحيين، هذا فضلا عن الاعتقاد السائد لدي أهالي قنا أن عدم اهتمام الحكومة بالمحافظة يرجع إلي عدم مشاركة محافظة قنا في أحداث ثورة الخامس والعشرين من يناير، مما قد يترك انطباعاً بأن أهالي محافظة قنا سلبيون. وفي مساء ذات اليوم قام أهل قنا بمظاهرات محدودة في ميدان الساعة معترضين علي تولي محافظ قبطي لمنصب محافظ قنا، خلفا للواء مجدي أيوب، وأثناء تلك المظاهرات قام المتظاهرون بالدعوة لمظاهرة حاشدة يوم الجمعة الموافق 15 ابريل 2011 بعد صلاة الجمعة من جميع مساجد المحافظة، وقد تم توجيه الدعوات بشكل شفهي علي المقاهي، وباستخدام شبكات التواصل الاجتماعي. تصاعد وتيرة الأحداث يوم الجمعة الموافق 15 ابريل 2011 عقب صلاة الجمعة خرجت مظاهرات تضم قرابة الثلاثين ألف شخص، منادين بتولي محافظ مسلم لمحافظة قنا، أعلن فيها المتظاهرون الدخول في اعتصام مفتوح أمام مبني المحافظة ومنع أي موظف بديوان عام المحافظة من الدخول لمبني المحافظة لممارسة أعماله، وهدد المتظاهرون بأنه إذا لم يتم الاستجابة لمطالبهم سوف يقومون بقطع كل الطرق المؤدية إلي قنا وقطع السكة الحديد. وبالفعل تم قطع طريق مصر أسوان السريع بشكل تدريجي بغلقه لمدة 4 ساعات ثم إعادة فتحه لمدة مماثلة، وقد مارس عمداء العائلات والقبائل في المحافظة بعض الضغوط علي المعتصمين لعدم غلق الطريق بشكل نهائي، وقضي المتظاهرون ليلتهم الأولي أمام ديوان عام المحافظة. وفي اليوم التالي أدي المحافظون الجدد ونوابهم اليمين الدستورية أمام المشير حسين طنطاوي، ولم تلق الحكومة المصرية بالا لاحتجاجات أهالي قنا فقد حلف اليمين السيد اللواء عماد شحاتة ميخائيل محافظ قنا، ووجه المعتصمون من خلال الميكروفون رسالة غاضبة لرئيس مجلس الوزراء وللمجلس العسكري تقول «شكرا لأنكم ستجعلوننا نستخدم العقل الصعيدي»، معتبرين أداء اللواء عماد ميخائيل اليمين الدستورية كمحافظ لقنا هو استخفاف بأهالي قنا. ونفذ المعتصمون تهديداتهم وقاموا بقطع الطرق السريعة، وذلك بأن قاموا بقطع الطريق الغربي عند كوبري دندرة، والطريق الشرقي قناأسوان عند منطقة البياضة، ثم قاموا بقطع طريق قنا البحر الأحمر، وقاموا بقطع طريق السكة الحديد من ناحية مزلقان قرية المعنة، ثم تلي ذلك قطع طريق السكة الحديد من عند مزلقان سيدي عبدالرحيم القنائي، وأخيرا قام المتظاهرون بقطع السكة الحديد من ناحية منطقة البياضية. المجلس الشعبي يجمد أعماله تضامنا مع أهالي قنا قرر المجلس الشعبي المحلي بقنا يوم الأحد الموافق 17 ابريل 2011 تجميد أعماله لحين الاستجابة لمطالب المتظاهرين، وتصادف ذلك مع وصول بعثة من السيد وزير التنمية المحلية اللواء محسن النعماني، والسيد وزير الداخلية اللواء منصور العيسوي لإقناع عمداء القبائل والعائلات وبعض من رموز القوي السياسية ذات التيار الديني بقنا من جماعة الإخوان والسلفيين لاقناعهم بفتح طرق المواصلات والسكة الحديد، إلا أن المعتصمين قد أعلنوا رفضهم التفاوض مع وزيري الداخلية والتنمية المحلية، وقالوا إن من استقبلهم ويتفاوض معهم لا يمثل المعتصمين، وبعد أن فشل الوزيران في اقناع الأهالي والعائلات بفتح طرق المواصلات والسكة الحديد، تعهدا للمعتصمين برفع مطالبهم إلي المجلس العسكري ولرئيس مجلس الوزراء، مع إقرارهما للمحتجين بأنهما لن يجبروا أهالي قنا علي قبول محافظ يرفضه شعب قنا. المجلس العسكري إلي قنا أوفد المجلس العسكري يوم الثلاثاء الموافق 19 ابريل 2011 كلا من الشيخ محمد حسان والشيخ صفوت حجازي والكاتب الصحفي مصطفي بكري من أجل التفاوض مع المعتصمين لانهاء اعتصامهم وفتح طرق المواصلات والسكة الحديد، وقد حاول وفد المجلس العسكري اقناع المعتصمين بعودة الحياة الطبيعية لمدينة قنا وفتح طرق المواصلات والسكة الحديد، وأنه سوف تتم الاستجابة لمطالبهم خلال 6 أيام، وقد تعهد كل من أعضاء الوفد للمتظاهرين أنه في حالة عدم الاستجابة إلي مطالبهم سوف يكونوا من أوائل المعتصمين معهم، وقد تعهد المعتصمون بفتح الطريق الشرقي والغربي وطريق قنا البحر الأحمر، مع استمرار قطع السكك الحديدية. وأثناء المفاوضات مع وفد المجلس العسكري وفي حضور قائد المنطقة الجنوبية العسكرية اقترح بعض ممثلي المعتصمين بتولي السيد اللواء مدير أمن قنا مهام المحافظ، الجدير بالذكر أن السيد مدير أمن قنا المذكور قد تولي مهام منصبه منذ 40 يوما فقط. وفي ذات اليوم الذي وصل فيه وفد المجلس العسكري لقنا، عقد الدكتور أيمن نور ندوة بجامعة قنا أقر فيها أن المحافظ الجديد اللواء عماد شحاتة ميخائيل قد قام بتعذيبه أثناء تواجده في السجن لقضاء فترة عقوبة في قضية تزوير توكيلات حزب الغد. أعمال بعثة تقصي الحقائق وصلت بعثة تقصي الحقائق الخاصة بالمجموعة المتحدة - محامون ومستشارون قانونيون - إلي محافظة قنا صباح يوم الأربعاء الموافق 20 إبريل 2011 للوقوف علي حقيقة أسباب اعتراض المحتجين علي تعيين اللواء عماد شحاتة ميخائيل محافظا لقنا. وكان السؤال الأول الذي يدور في ذهن البعثة هو هل اعتراض أهالي قنا علي المحافظ الجديد بسبب ديانته كمسيحي، أم بسبب وظيفته السابقة كمساعد لمدير أمن الجيزة ومسئول عن قتل المتظاهرين في ثورة 25 يناير؟ جاءت اجابة سائق سيارة أجرة شاب في أوائل العشرينات من العمر واضحة بشكل لا لبس فيه «يعني هو اشمعني محافظة قنا اللي يكون المحافظ بتاعها «خواجة»؟ وهو لفظ دارج معناه «مسيحي»، وهذا يوضح أن كثيرين لا يعتبرون أن المسيحيين مصريون، المحافظ اللي فات كان «خواجة» والمحافظ الحالي «خواجة» 2، والناس هنا لن تفض الاعتصام ولن تفتح الطريق إلا بصدور قرار بتغيير المحافظ ويعينون محافظاً جديداً ويصلي معانا صلاة الجمعة القادمة». ويؤكد ما وصلت إليه البعثة من أن المتظاهرين لا يرفضون المحافظ الجديد لكونه رجلاً عسكرياً عمل كضابط شرطة في منصب مساعد لمدير أمن الجيزة، إن هؤلاء المتظاهرين هم أنفسهم الذين حاولوا يوم الثلاثاء 19 إبريل 2011 تنصيب اللواء محمد إبراهيم مدير أمن قنا محافظا، وذلك بهدف تحدي الحكومة المركزية في القاهرة، بل إنه في اجتماع مع قائد المنطقة الجنوبية العسكرية وممثلين عن العائلات والقبائل في قنا تم طرح هذا الأمر من قبل ممثلي العائلات. وتتجلي مسألة رفض المحافظ الجديد لكونه مسيحيا أيضا من خلال الشعارات التي رفعها المعتصمون أو من هتافاتهم أو من خلال خطابهم في جموع المعتصمون أو من المقابلات التي أجريناها مع بعض من المتظاهرين، والتي لا تخلو أيضا من الطائفية إلي حد بعيد. اللافتات التي حملها المتظاهرون تركزت اللافتات المنددة بالمحافظ عماد شحاتة ميخائيل في المكان الكائن فيه ديوان عام المحافظة والجدير بالذكر مطرانية الأقباط الأرثوذكس تبعد بمسافة 50 مترا، عن مبني المحافظة وبالرغم من قصر المسافة بينهما إلا أن المتظاهرين علقوا علي الجدران المحيطة بديوان عام المحافظة العديد من اللافتات التي تندد بالمحافظ الجديد اللواء عماد شحاتة ميخائيل بسبب ديانته، وقد كتب علي تلك اللافتات مايلي: ولن ترضي عنك اليهود ولا النصاري حتي تتبع ملتهم. نعم للحفاظ علي هوية مصر الإسلامية. شعب محافظة قنا «نرفض المحافظ المسيحي عماد ميخائيل حتي لا تبدأ الفتن». إسلامية إسلامية. لا إله إلا الله - محمد رسوال الله- شباب قنا- شباب سوهاج شباب كلية الدراسات الإسلامية «مسلمون» يرفضون ميخائيل محافظا لقنا - قال تعالي «لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون الله» صدق الله العظيم قال تعالي«إن الدين عند الله الإسلام» صدق الله العظيم. عايزينه مسلم. لا إله إلا الله محمد رسول الله- أهالي فرشوط وضواحيها الكرام لا يريدون عماد ميخائيل. شباب معهد الخط العربي بقنا يتضامنون مع إخوانهم ضد تعيين محافظ قنا ويريدون محافظا مسلما. ويلاحظ من نصوص تلك اللافتات أن السبب الأول لرفض المحافظ الجديد ليس لكونه عسكريا وليس مدنيا أو بسبب وظيفته كمساعد مدير أمن الجيزة السابق أو لمسئوليته عن قتل المتظاهرين في ثورة 25 يناير، وهي أمور وأن ذكرها المعتصمون إلا أنهم أوردوها كأمور ثانوية يمكن التغاضي عنها، أو التحقق منها، أما ما كان واضحا فهي الشعارات التي ارتفعت تندد بديانة المحافظ الجديد وترفضها. المعتصمون أمام مزلقان السكة الحديد قامت البعثة بإجراء مقابلات مع العديد من المعتصمين وقادة الاعتصام للوقوف علي أسباب رفضهم للمحافظ الجديد، وتوجهت البعثة في بادئ الأمر إلي مزلقان السكة الحديد بمنطقة سيدي عبدالرحيم القناوي، حيث نصب المعتصمون فراشة كبيرة علي المزلقان مفترشين قضبان السكة الحديد، وقد وضع المعتصمون بعض العوارض الخشبية علي قضبان السكة الحديد علي بعد 10 أمتار من جانبي مكان الاعتصام، وكان عدد المعتصمين لا يتعدي الخمسين فردا. الشيخ حجاج مصطفي أحمد: وقف الشيخ حجاج يخطب في جموع المعتصمين عند مزلقان السكة الحديد بمنطقة سيدي عبدالرحيم القناوي، وقد أشار إلي أنه يجب أن نختار المحافظ بشكل حر ودون تدخل من أحد، وقال إنه فيما مضي كان جهاز أمن الدولة يتدخل في اختيار كل القيادات في المجتمع بداية من إمام المسجد ونهاية بالمحافظ، أما الآن وبعد قيام الثورة فلن يجبرنا أحد علي شيء»، وقد انتقد الشيخ حجاج مصطفي الدكتور يحيي الجمل بسبب تصريحه بأن محافظ قنا اللواء عماد ميخائيل باق في منصبه، وقال لجموع المعتصمين «والدكتور يحيي الجمل لمن لا يعرفه هو رجل علماني، قال إن الله لم يجتمع عليه 90% من أهل الأرض ، وإن الخطر الحقيقي علي مصر هو التيارات الإسلامية، فألا يعلم أن كل ما تصل إليه أمريكا وأوروبا من اختراعات نحن نجدها في بضع كلمات في القرآن الكريم». ثم استطرد الشيخ حجاج مصطفي في حديثه «نحن نريد رجلا مسلما يستطيع أن يدخل بيوت الله، لذا فنحن نريد رجلا مسلما، لأن المسلم طاهر، فالمحافظ المسلم يستطيع أن يكون بيننا في صلاة العيد وصلاة الجمعة، وليس كالمحافظ السابق الذي كان ينتظر خارج الجامع يوم صلاة العيد لتهنئتنا ولا يجرؤ أن يدخل المسجد». وقد أجرت البعثة مع الشيخ حجاج مصطفي أحمد حوارا لمعرفة أسباب رفضه للمحافظ الجديد عماد ميخائيل وأرجع الرفض إلي أنه هو وأهالي قنا لا يرغبون في تكرار نفس التجربة الفاشلة وهي تعيين محافظ مسيحي، مثلما حدث مع المحافظ السابق اللواء مجدي أيوب محافظ قنا السابق، وأكد الشيخ حجاج أنه «يجب إعمال مبدأ المواطنة في تولي منصب محافظ قنا، ولما كان المحافظ السابق مسيحيا، فيجب أن يكون المحافظ الجديد مسلما» وأكد الشيخ حجاج علي رفضه أن تكون قنا بمثابة «حصة» للمسيحيين لأن هذا تمييز لن نقبل به وأنه إذا كان هناك محافظون مسيحيون في محافظات أخري غير محافظة قنا لكننا قبلنا بالمحافظ المسيحي دون اعتراض لكن اعتراضنا منصب علي لماذا قنا فقط؟ هل أصبحت كوتة 3 للمسيحيين؟ وأكمل الشيخ حجاج «إن اللواء عادل لبيب محافظ قنا قبل السابق كان رجلا تنمويا واستطاع أن ينهض بالمحافظة كثيرا وكان مسلما، إلا أن المحافظ السابق اللواء مجدي أيوب والذي أتي خلفا للواء عادل لبيب لم يقم بعمل شيء» وقال الشيخ حجاج مصطفي « إن هناك شائعات بأنهم سوف يستبدلون المحافظ عماد شحاتة ميخائيل بالمستشارة تهاني الجبالي وهذا أيضا مرفوض أن يتولي منصب المحافظ امرأة» علي أن الشيخ حجاج أكد أيضا أن جزءا من رفضهم للمحافظ الجديد يأتي نتيجة كونه ضابط شرطة وعمل كنائب مدير أمن الجيزة ومسئولا عن قتل المتظاهرين في الجيزة ، ورفض أن يتم اختيار المحافظين من العسكريين وذلك لعدم اهتمامهم بالبعد التنموي للمحافظة. الشيخ عبدالله : وقد قال الشيخ عبدالله وهو أحد المعتصمين بمزلقان سيدي عبدالرحيم القنائي: نحن نريد محافظا مسلما ومدنيا ويكون عفيف اليد ويهتم بمشاكل الناس، إنما المحافظ السابق كان دائما ما يصدَّر السكرتير العام في التعامل مع مشاكل المواطنين، وأننا نعتذر عن قطع السكك الحديدية لكن هذه كانت الطريقة الوحيدة لإيصال صوتنا لأن منذ بداية الاعتصام لم يستجب لنا أحد أو يلتفت لنا إلا بعد قطع السكة الحديد، وأضاف أنه لو لم يتم الاستجابة إلي مطالبنا فسوف ينضم إلينا عمال شركة توزيع الكهرباء وسوف نقوم بقطع خط الكهرباء رقم (500) الذي يغذي محافظة القاهرة ومحافظات شرق الدلتا بالكهرباء ومحبس المية اللي بيغذي الغردقة والبحر الأحمر وسفاجا عندنا وهنقطعه لو لم يتم تغيير المحافظ. وصعد أحد المعتصمين علي منصة الاعتصام بمزلقان سيدي عبدالرحيم القنائي ووجه خطابا للمعتصمين استهله ب«الحمد لله وكفي وصلاة وسلاما علي عباده الذين اصطفي هكذا المسلمون أي ورب الكعبة هكذا المسلمون» ثم أخذ يعرض أدلة شرعية علي عدم جواز ولاية غير المسلم علي المسلم قائلا «وقد أجمع علماء المسلمين علي عدم جواز إمارة غير المسلم علي المسلمين، والإمارة في الإسلام إمارتان، إمارة عامة وإمارة خاصة : فالإمارة العامة لا يجوز فيها أن يكون الرجل غير مسلم، شرطها أولا أن يكون مسلما، والشرط الثاني أن يكون عاقلا والثالث أن يكون بالغا. أما الإمارة الخاصة، وهو أن يكون مديرا لشركة وهذا لا نحتج أو نعترض عليه، أو أن يكون مديرا لمصلحة، وهذا أيضا لا نحتج عليه، أما أن يكون أميرا لمحافظة مسلمة النسبة فيها 95% من المسلمين! لا حول ولا قوة إلا بالله، أين الدستور الذي صوتنا عليه؟ والذي يقول إن المصدر الرئيسي للتشريع هو الإسلام، والإسلام يقول إن من يولي علي المسلمين يجب أن يكون رجلا مسلما». المعتصمون أمام مبني المحافظة توجهت البعثة بعد ذلك إلي مبني ديوان عام محافظة قنا حيث توجد مجموعة من المعتصمين لا يزيدون علي مائة فرد، وقد قام المعتصمون في أيام سابقة بوضع متاريس علي جميع الطرق المؤدية إلي مباني ديوان المحافظة ووضع أسلاك شائكة، كما قام المعتصمون بتعليق بعض الأقمشة والصور فوق مكان الاعتصام للحماية من أشعة الشمس، وكانت توجد منصة تم نصبها أمام مدخل مبني ديوان عام المحافظة ومكبرات صوت في أربعة اتجاهات، وقامت القوات المسلحة والداخلية بغلق جميع المداخل الخاصة بمبني ديوان عام المحافظة، أول ما سمعته البعثة عند اقترابها من مبني ديوان عام المحافظة هتاف عال يقول «لا اشتراكية ولا بعثية ولا ديمقراطية بل إسلامية» وهتاف آخر.. «لا إله إلا الله.. إسلامية إن شاء الله» وصعدت إحدي المتظاهرات إلي المنصة عرفها المسئول عن إذاعة الاعتصام «بالأبلة إيمان وتعمل مدرسة» بدأت حديثها بقول «لا إله إلا الله محمد رسول الله» وهتفت «يا أيوب قول لأخوك لو جيت قنا حيدبحوك» ثم قالت بعد ذلك «أول حاجة المحافظ المسيحي مرفوض تماماً، وليس لأي سبب أو لسوابقه كضابط شرطة، بل لكونه مسيحيا، نحن نريد محافظا يكون موجودا معنا في المناسبات الدينية، وليس واقفا علي باب المسجد لا يستطيع الدخول، مثل المحافظ السابق مجدي أيوب». وأجرت البعثة بعض الحوارات مع المعتصمين ومنهم الأستاذ عوض عبدالواحد- عضو نقابة الصحفيين - الذي قال للبعثة «نريده رجلاً مدنيا مسلما، فكيف يكون محافظا مسيحيا لمحافظة أغلبية سكانها مسلمون؟ وهذه مطالب جميع القبائل في قنا». وحول موقفه من الهتافات التي يرددها المعتصمون وما إذا كانت بها قدر من جرح مشاعر الأقباط قال «لا يوجد في الهتافات ما يجرح مشاعر الإخوة الأقباط، لأن المحافظ السابق مجدي أيوب كان مسيحياً، وأكثر من عانوا ظلمه هم الأقباط وانه كان دائماً يرضي المسلمين علي حساب المسيحيين مثلما حدث في حادثة نجع حمادي، بعكس المحافظ السابق عادل لبيب الذي كان لا يفرق بين المسلمين والمسيحيين، وهم أيضا يشاركون في المظاهرات ورافضون تولي محافظ مسيحي لقنا». الأستاذ محمود عباس- موظف بإدارة الشباب بمدينة قنا، قال: نريد محافظا مسلما مدنيا ذكرا، ويجب ان يكون الحاكم ذكرا، لأنه خاب قوم ولي عليهم امرأة ولأن الرجال قوامون علي النساء، وان النساء عندهم عاطفة يغلبنها علي العقل وخصوصا في الحكم». الشيخ علي محمود أبو زيد بدأ حواره ب «أنا لا إخواني ولا سلفي ولا أي جماعة، وفي رأيي أن الحكومة هي السبب وهي لم تقدر المسئولية، ان المحافظ السابق كان مسيحيا وأبدي فشله ونرفض ان تكون قنا كوتة للمسيحيين»، وحول ان هناك رأيا للشيخ محمد حسان لا يحرم تولي المحافظ المسيحي لكونها ولاية خاصة وليست عامة؟ أجاب «رغم احترامي لرأيه فأنا أرفضه ودي آراء متناقضة ومرفوضة». الشيخ بدوي أحمد علي قال: «إن الأقباط كمان رافضين ان يتم تعيين محافظ مسيحي مرة أخري لقنا، وبالأمس أتي لمكان الاعتصام الدكتور نادر وهبة وعاطف مايكل والأنبا شاروبيم وقال الثلاثة أمام كل المعتصمين انهم أيضاً رافضون المحافظ المسيحي ومتضامنون مع كل القناوية وعايزينه مسلم فلماذا العناد من قبل مجلس الوزراء؟ يأتون بمحافظ مسلم مدني». أحد المعتصمين لم يذكر اسمه: «اقترح ان الحل للخروج من هذه المشكلة هو عمل انتخابات استثنائية لمحافظة قنا فقط ومن سيختاره أهل قنا يكون المحافظ، وعقب عليه أحد المعتصمين وقال: «أنا قلقان من موضوع الانتخابات عشان نجيب ساويرس بيلعب في المنطقة ولو حصلت انتخابات ساويرس هيهجّر مسيحيين للمحافظة، ويكسب الانتخابات ويخلي قنا مسيحية ويعمل فيها زي اللي حصل في جنوب السودان وينفصل واحنا رافضين المخطط ده». ضياء دبش- المحامي: رأي انه لا يجوز ان يتم تعيين محافظ مسيحي مرتين متتاليتين، خصوصاً ان التجربة الأولي «تجربة اللواء مجدي أيوب» كانت فاشلة بكل المقاييس، ورأي ان هذا القرار يهدد الوحدة الوطنية بين مسلمين ومسيحيين محافظة قنا، وتساءل الأستاذ ضياء «لماذا نحن الوحيدون في الجمهورية الذين أتي عليهم محافظان متتاليان أقباط؟ هل نحن حقل تجارب؟ هل هناك كوتة للأقباط في محافظة قنا؟» وعن وظيفة المحافظ عماد ميخائيل تساءل الأستاذ ضياء «هل البلد خلصت ولا يوجد بها سوي لواءات شرطة ليعينوهم كمحافظين؟» واستطرد قائلا «عماد ميخائيل كان مساعد مدير أمن الجيزة وكان رجلا قمعيا». الشيخ قرشي سلامة من رموز الاعتصام في قنا وهو منتم لقبيلة أشراف قنا، وكان إمام مسجد النصر لفترة طويلة، وقد أشيع في بعض الصحف ووسائل الإعلام أثناء تغطيتها لأحداث قنا أن المعتصمين قد قرروا إقامة إمارة إسلامية بقنا ومبايعة الشيخ قرشي سلامة أميرا لمحافظة قنا، إلا ان المعتصمين في قنا ومعهم الشيخ قرشي سلامة كانوا يسخرون من تلك الادعاءات، نافين أي أساس لصحتها. إلا أن هذا لا ينفي أن سبب رفض الشيخ قرشي سلامة للمحافظ الجديد اللواء عماد شحاتة ميخائيل كان بسبب ديانته، وهذا يبدو جليا من حوار الشيخ قرشي مع بعثة تقصي الحقائق، فبدأ حواره «نحن مطالبنا واضحة ومحددة، احنا عايزين محافظ مسلم لمحافظة قنا». وعن أسباب مواجهة المحافظ الجديد المسيحي بموجة من الرفض بسبب ديانته بالرغم من ان المحافظ السابق مجدي أيوب كان مسيحياً أيضاً ولم توجد في حينها أصوات ترفضه بسبب ديانته، قال الشيخ قرشي «أولا هذا كان بسبب تضييق النظام السابق علي التعبير عن الرأي، ثانيا- هذه كانت تجربة لدي الحكومة وأرادت ان تجربها- يقصد تعيين محافظ مسيحي- ثم ان الظلم الذي وقع علي أهالي قنا من المحافظ السابق بالإضافة إلي ديانته بالإضافة إلي ان تكرار التجربة بنفس المواصفات وفي نفس المحافظة هو الذي ساعدنا في جمع أهالي قنا علي كلمة واحدة»، وقد رفض الشيخ قرشي ان يتم قولبة المسيحيين جميعهم في قالب واحد إلا أن كرر رفضه لإعادة تجربة المحافظ المسيحي في قنا، ورأي أن الحكومة «لو عايزين يعينوا محافظ مسيحي ممكن يعينوا في محافظة تانية، لكن احنا في قنا كفاية علينا التجربة الأولي». ثم استطرد الشيخ قرشي وقال «نحن كان بيتم معايرتنا عرفيا، حينما نذهب إلي محافظة أخري مثل سوهاج أو أسيوط كانوا بيعيرونا ويقولوا: يا للي محافظكم نصراني»، أما عن رأيه في ان المحافظ يكون عسكريا أو مدنيا فقال «لا توجد مشكلة ان يأتي المحافظ من جهاز الشرطة شرط ان يكون نظيفا وغير محسوب علي النظام السابق ولم يعذب أو يقتل المتظاهرين». وعن طريقة اختيار المحافظين قال الشيخ قرشي: «إنه يقال بعد انتخابات مجلسي الشعب والشوري القادمين فسوف يتم اختيار المحافظين بالانتخاب، وفي هذه الحالة ليس لدينا مشكلة في ان يولي علينا ما أتت به صناديق الانتخاب حتي لو كان نصرانيا». وقد قال الشيخ قرشي: «أنا من الناس الذين صوتوا «بنعم» علي التعديلات الدستورية وذلك لتفويت الفرصة علي المتربصين للنيل من استقرار البلاد» وبسؤاله وهل قطع الطرق والسكة الحديدية يؤدي إلي استقرار البلاد؟ قال «هذا عمل غير جائز شرعا إلا أن الشباب لجئوا إلي ذلك بسبب عدم وجود استجابة للمطالب وهم معذورون في ذلك، ورأي الشباب ان هذه الطريقة لتوصيل صوتنا، نحن هنا في أقاصي الصعيد ولا يدري بنا أحد في القاهرة. ورأي الشيخ قرشي «أن مظاهرات قنا لا تقل عن ثورة 25 يناير، لأن الثانية طالبت بتغيير النظام ومظاهرات قنا طالبت بتغيير المحافظ الذي يحمل نفس مواصفات سابقة». لقاء مع أمين صندوق حزب الوفد بقنا الشيخ محمود نصر الله عبدالمعطي: يري الشيخ محمود نصر الله: «أن تعيين هذا المحافظ خطأ فادح والإسلاميون يرفضونه عشان مسيحي والليبراليون يرفضونه لمعاناتهم مع المحافظ السابق والخوف من تكرار التجربة السابقة التي أثبتت فشلها».. واستطرد الشيخ وقال «كيف يأتون بمحافظ مسيحي والشريعة الإسلامية منعت ولاية غير المسلم علي المسلم، أما قول الشيخ محمد حسان بأن هناك ولايتين الولاية العامة والولاية الخاصة وجواز تولي غير المسلم للولاية الثانية والتي تشمل منصب المحافظ، فأقول إن الشيخ محمد حسان غلطان ومش حنقبل ولاية لغير المسلم أيا ما كان». وعن أسباب عدم الاعتراض علي المحافظ السابق مجدي أيوب وهو مسيحي أيضاً بينما اعترضوا علي المحافظ الجديد عماد ميخائل قال: «يا أستاذ كان في أمن دولة ومحدش كان قادر يفتح فمه» وعن تهديد المعتصمين بقطع المياه عن محافظة البحر الأحمر ومدينة الغردقة قال: «ما دامت الحكومة لا تسمعنا ولا تنفذ مطالبنا فما المانع من تصعيد حدة الاحتجاجات؟، ثم ما المانع من قطع المياه عن الغردقة؟ فمدينة الغردقة مليئة بالسياح والدعارة والخمور، وليس حرام شرعاً إننا نعمل فيهم أي حاجة».