تنتظر محافظة سوهاج زيارة الرئيس مبارك فور عودته من ليبيا لافتتاح مستشفى الهلال وطريق سوهاج البحر الأحمر، وبعيداً عن تصريحات المسئولين الوردية، فالأهالى يعانون من عدة شكاوى قد لا تصل إلى الرئيس مبارك صداها خلال زيارته المرتقبة. فى شمال المحافظة يأتى مركز طما أكثر مراكز المحافظة إصابة بمرض الفشل الكلوى، حيث وصلت نسبة الإصابة إلى أكثر من 3000 مواطن بسبب المياه الملوثة التى يشربها المواطنون والغنية بكافة الأملاح والمعادن الضارة، ومع ذلك لم يلتفت أحد إليها ولم يتم تغيير محطة المياه التى تعمل منذ أكثر من 30 عاماً بما فى ذلك اختلاط المياه الجوفية بمياه الصرف الصحى لكثرة البيارات التى يقوم بحفرها الأهالى بمنازلهم ومن فرط خوف المواطن الطماوى اضطر أن يشترى جركن المياه من قرية العتامنة المجاورة له بمبلغ خمسة جنيهات. بالإضافة إلى أن المركز يضم أفقر قرية على مستوى المحافظة والثالثة على مستوى الجمهورية طبقاً لتقرير التنمية البشرية الأخير، فالقرية تفتقد إلى كل مقومات الحياة الكريمة من صحة وتعليم وطرق وصرف صحى ومياه شرب، ومع ذلك لم نشاهد مسئولاً واحداً ذهب إلى تلك القرية وقدم لها أى نوع من أنواع الخدمات التى من شأنها رفع مستوى المعيشة بها. أما عن الطرق فحدث ولا حرج على مستوى المحافظة، فبدأ من الجنوب وإلى الشمال فالمحافظة تحتوى على 160 مطباً صناعياً تحوى المراكز الجنوبية منها على 65 مطباً من جرجاً إلى مركز سوهاج و95 مطباً صناعياً من مركز سوهاج إلى طما وجميعها غير مطابقة للمواصفات، وجميعها على طريق أسوانالقاهرة الزراعى مما تسبب فى العديد من الحوادث التى راح ضحيتها أكثر من 400 مواطن العام الماضى. أما فى حى شرق سوهاج والذى سيفتتح فيه الرئيس مبارك مستشفى الهلال للتأمين الصحى كأحدث مستشفى للتأمين الصحى، حيث تكلفت المستشفى 250 مليون جنيه تم افتتاحه ثلاثة مرات من قبل الأولى افتتحها الدكتور سعيد راتب مدير عام التأمين الصحى فى عام 2007 ثم الدكتور حاتم الجبلى وزير الصحة فى نهاية نفس العام، وفى عام 2008 قام الدكتور أحمد نظيف برفقة وزير الصحة بافتتاح نفس المستشفى وبالرغم من كل هذه الافتتاحات، إلا أن المستشفى حصل فى تقيم وزارة الصحة مؤخراً على أربع درجات من عشرة وجاء المستشفى فى الترتيب الأخير بالنسبة لمستشفيات الموجودة على مستوى المحافظة وكان التقييم قد شمل نسبة الإشغال ومستوى الخدمة وحالة الاستقبال، بالإضافة إلى احتراق المستشفى مرتين متتاليتين فى عام 2009 بسبب التشوينات العشوائية داخل الطرقات لكميات كبيرة من الأقطان والمفروشات ونتج عنه إصابة بعض المرضى بحالات. لا يختلف الحال كثيراً فى حى غرب، فالقمامة تحاصر المساكن والمدارس ومياه الصرف تملأ الشوارع، وهو الأمر المتكرر فى أنحاء المحافظة، فمثلاً فى حى شرق تجد رئيس الحى يهتم اهتماماً بالغاً بشارع الجمهورية، حيث يقطن المحافظ فى حين يقع على بعد 100 متر منه شارع 15 تملأ جنباته القمامة وتنتشر الكلاب الضالة والحيوانات. الغريب أن طريق سوهاج البحر الأحمر والمقرر افتتاحه خلال زيارة الرئيس، لم يكتمل حتى الآن حيث يفتقد الخدمات الأساسية من وحدات إسعاف واستراحات ومحطة تموين سيارات، وجارى رصف البوابة الأولى من الطريق، رغم تأكيد وزير الاستثمار أثناء تفقده للطريق الشهر الماضى أنه سوف يتم توفير 40 سيارة إسعاف لم يتحقق منها شيئاً. فى المقابل ينتظر الأهالى افتتاح المستشفى العسكرى بمدينة مبارك الطبية حيث تم اكتماله، ويحتاج الأهالى الاستفادة من خدماته. تعد سوهاج إحدى محافظات جنوب الصعيد تبعد عن القاهرة بحوالى 467 كم وعن أسوان حوالى 412 كم ويحدها من الشمال محافظة أسيوط ومن الجنوب محافظة قنا ويحدها من الشرق محافظة البحر الأحمر ومن محافظة الوادى الجديد وتبلغ مساحتها حوالى (11022) كم وتشمل أرض وادى النيل، بالإضافة إلى الظهير الصحراوى يمتد حوالى 90 كم شرقاً. وتتكون محافظة سوهاج من عدد 11 مركزاً ومدينة وثلاثة أحياء وعدد 51 وحدة محلية قروية (بقرية رئيسية) يتبعها عدد 270 قرية وعدد 1600 نجع تابع ويبلغ عدد سكان المحافظة تقديرى فى يناير 2009 حوالى (3928732 نسمة) يمثل سكان الريف نسبة 78.61% وسكان الحضر 21.39% وتبلغ نسبة الذكور حوالى 50.6% بينما تبلغ نسبة الإناث 49.4% من إجمالى عدد السكان.