ثلاثة ملايين ونصف المليون جنيه ..هذا هو إجمالي المبلغ الذي قام عدد كبير من المطربين والمطربات المصريين بإنفاقه من جيوبهم الخاصة، وبعيداً عن أي شركات إنتاجية علي مجموعة كبيرة من الأغنيات الجديدة قاموا بتسجيلها خلال الأسابيع الماضية ليتم إذاعتها بجميع القنوات والمحطات الفضائية بل والرياضية أيضا بعد انتهاء مباراة مصر والجزائر من منطلق أن نتيجة المباراة ستكون في صالح الفريق المصري كما كانوا جميعاً يأملون .. إلا أن الرياح لم تأت بما تشتهي السفن حيث هزمت مصر وبالتالي فلن يتم إذاعة الأغنيات بأي محطة أو قناة!! وترجع الخسائر إلي أن المطربين والمطربات قاموا بإعداد هذه الأغاني خصيصاً لهذه المباراة دون غيرها، حيث كتبت كلماتها خصيصا لهذه المناسبة "تأهل منتخب مصر لكأس العالم 2010"، بمعني أنها لن تكون مناسبة لأية أحداث رياضية أو وطنية أخري، فبعضهم قام بوضع لقطات من مباراة مصر والجزائر والتي أقيمت بالقاهرة يوم السبت 14 نوفمبر الماضي ضمن الأغنية المصورة وبعضهم الآخر تغني بأسماء لاعبي المنتخب القومي الذين شاركوا في هذه المباراة مع استعراض قدرات كل لاعب بشكل خاص من خلال أدائه في المباراة الأولي، والتي فاز بها منتخب مصر بهدفين مقابل لا شئ! طوفان الوطنية أبرز هؤلاء المطربين الذين قاموا بتسجيل وتصوير أغنيات لهذه المناسبة تحديداً نانسي عجرم وتامر حسني وحمادة هلال وعمدة وسعد الصغير وطارق عبدالحليم وعصام كاريكا، والغريب أن معظمهم رفضوا الاستجابة لنصائح البعض بأن يجعلوا أغنياتهم صالحة لمناسبات أخري خشية أن يضيع الحلم كما حدث علي أرض الواقع وأكدوا علي ثقتهم في فوز المنتخب وتفوقه في المباراة الفاصلة وهو ما لم يحدث يذكر أن الفترة الماضية شهدت طوفانا من الأغاني الوطنية التي تباري المطربون في تقديمها مع تصاعد الأحداث والشحن الإعلامي ومنهم من قام بتسجيل أغنيات جديدة مثل إيهاب توفيق ومحمد فؤاد وشيرين وعلاء عبدالخالق و غيرهم ومنهم من قام بإعادة توزيع أغاني وطنية قديمة قدمت في الستينات والسبعينات من أبرزهم شيرين وجدي . تاريخ وهناك سابقة لنفس الموقف حينما خسر النادي الأهلي بطل مصر أمام النجم الساحلي التونسي بثلاثة أهداف مقابل هدف، في اللقاء الذي جمعهما أواخر عام 2007 علي أرض استاد القاهرة في إياب الدور النهائي لبطولة دوري أبطال أفريقيا، فقد الأهلي لقبه وتوّج الفريق التونسي بطلا للقارة، للمرة الأولي في تاريخه، وحصل علي تأشيرة السفر إلي اليابان للمشاركة في مونديال العالم للأندية. ولم يتوقف نزيف الخسائر، التي سببتها هزيمة الأهلي لعشرات الملايين من جماهيره باعتباره مجرد فقدان بطولة، بل إن نتيجة المباراة تسببت في خسائر مادية فادحة لمطربين كانوا يستعدون لاستثمار فوز نادي القرن المصري علي النجم الساحلي. قائمة الخاسرين ضمت وقتها إيهاب توفيق وحمادة هلال وسعد الصغير وطارق عبد الحليم ومحمد عدوية وحجازي متقال وسيد الشاعر وحسن إش إش، وإحدي الفرق الموسيقية التي جهزت نشيدا خاصا للأهلي، فضلا عن عدد من المطربين الذين بنوا كل خططهم علي أن فوز الأهلي مضمون، فأنفقوا مبالغ طائلة علي تجهيز أغان تحتفل بفوزه، ليتم بث أغانيهم بعد تتويج الفريق مباشرة علي مختلف القنوات الأرضية والفضائية، غير أن النجم الساحلي ضرب أحلامهم في مقتل. ولم تتوقف الخسائر عند المطربين، فقد لحقت بهم فضائيات رياضية عديدة، أصيبت بالارتباك والشلل فور انتهاء اللقاء وإعلان فوز الجزائر، فقد كانت فرق العمل في برامج هذه القنوات قد جهزت الاستوديوهات التحليلية واتفقت مع عدد من الضيوف للحضور والحديث عن إنجاز المنتخب غير المسبوق، ولم تجد إحدي هذه الفضائيات سوي الحديث عن الأحداث الدموية التي أعقبت مباراة "أم درمان". وخسرت عدد من شركات إنتاج نغمات المحمول مكاسب كانوا يتوقعونها من وراء ترويج نغمات الأغاني، التي تتحدث عن انتصار المنتخب المصري ، ومعظم هذه الأغاني كان مركزا علي محمد أبو تريكة نجم نجوم الفريق. كسبان قبل المباراة وفي محاولة ناجحة منه لاستثمار الحدث قبل بدايته بصرف النظر عن نتيجته، والتي قد تأتي في غير صالحه، نظم المطرب المصري محمد منير حفلا غنائيا كبيرا برفقة المطرب الجزائري الشاب خالد، وزينت اللجنة المنظمة الطريق المؤدي إلي موقع الحفل بمدينة 6 أكتوبر، بلوحات إعلانية عملاقة استبدلت صور منير وخالد بعبارات ''مرحباً بالأشقاء الجزائريين في بلدهم مصر''.. واستغرق الحفل 6 ساعات كاملة بحضور حشد من الجمهور المصري ونظيره الجزائري، حيث احتشد أكثر من 56 ألف متفرج غير عابئين بثمن تذكرة الحفل والتي وصلت في السوق السوداء إلي 500 جنيه للتذكرة الواحدة، بعد أن نفد عدد 50 ألف تذكرة بسعر 100 جنيه من منافذ البيع الرسمية، وهو ما يعني أن منظمي الحفل حصدوا أكثر من خمسة ملايين من جيوب المصريين والجزائريين قبل بدء المباراة.