في البداية أين أنت؟! وما الجديد لديك؟ - انتهيت من مسلسل الرجل والطريق للكاتب سعد مكاوي، كما عرض لي مؤخراً فيلم تلك الأيام للكاتب فتحي غانم وقد قدمت فيه دوراً صغيراً وهو ختام الفيلم تمثل في أربعة مشاهد فقط ولكنها مؤثرة فمساحة الدور لم تعنيني بشيء قدر اقتناعي به، وردود الأفعال كانت مؤثرة حيث العودة بشيء مهم وقوي في المقابل أقرأ حالياً عملاً وسأعتذر عنه، حيث لاأري ثقل للشخصية. أعمالك الأخيرة مأخوذة عن نصوص أدبية. فهل حرصت علي ذلك؟ -لا تتخيلي مدي سعادتي بهذين العملين لأنهما أخذا عن نصوص لأدباء كبار يمثلون قيمة كبيرة في المجتمع.حيث يعي الأديب كل كلمة يكتبها فيقدم عملاًذات قيمة. الأدب معين مهم لن ينتهي وأعظم أعمالنا الفنية أخذت عن نصوص أدبية. العودة لأحضان الأدب ولماذا عادت السينما إلي الأدب حالياً؟ - يوجد فترات من الزمان مليئة بغزارة في الفكر والإنتاج والمشاعر وأشياء كثيرة يغذيها المناخ العام، وأحياناً أخري يكون هناك تعثر ونوع من الجفاف والفن عموماً حصيلة ونتاج مجتمع. وأين أنت من السينما الحالية؟ - آخر فيلمين قدمتهما للسينما هما المصير والمهاجر. انظري إلي مستوي فريق العمل وأخر من تعاملت معهم فلا يجوز أن أقبل عملاً دون مستوي أفلامي التي قدمتها ونالت استحسان الناس واحترامهم فأنا من جيل القيمة وتركيبته تهتم بالكيف وليس الكم ولايهمني التواجد علي الساحة الا بعمل ذي قيمة ولم أجد ذلك الا في الدور الصغير بفيلم «تلك الأيام». السينما الحالية إذن أنت تعترضين علي السينما الحالية؟ - لأنني أحب بلدي جداً وأتمني أن أراها في صورة تشرف من يحمل لقب «مصري». ولكن في الفترة الأخيرة قدمت السينما نماذج تظهر صورة المجتمع بصورة سيئة. لا أنكر أن لدينا عشوائيات وكثيراً من القضايا والمشاكل وأنا كسفيرة تعرضت لها في عملي ورأيت مناطق تحت خط الفقر ولكن هذه المشاكل لا تقتصر علي مصروحدها بل توجد في كل المجتمعات العربية والعالمية. ومع الأسف نعظم هذه الأمور في مصر ونشوة صورتها بأيدينا نحن. فلنقدم النموذج السلبي والإيجابي معاً . لانقصر الرؤية علي السلبيات فقط. الجيل الحالي ما رأيك في الجيل الحالي ومن الذي لفت نظرك منه؟ الجيل الحالي نجح في وضع بصمته في مجال الفن وكل يوم يظهر العديد من النجوم الذين يحترمون الفن ويقدرونه لذلك استطاعوا أن يثبتوا أسماءهم في الوسط. وقد لفت نظري العديد مثل مني زكي والسقا ودنيا سمير غانم وهي بالفعل موهوبة وليس لأنها من عائلة فنية. ما الدور الذي تتمنين تقديمه؟ -لا أذكر دوراً معيناً فكل يوم تولد أدوار جديدة ومن الممكن أن ما أقولة اليوم أغيره غداً ولكني بشكل عام أتمني أن أقدم المرأة المصرية بشكل جيد. قدمتي الأعمال السينمائية والتليفزيونية. فأين تجدين نفسك؟ -أجد نفسي في الدور الجيد سواء في السينما أو التليفزيون ذلك الدور الذي يسرق النوم من عيني وهذا ماحدث لي مع دور نازك السلحدار وحتي دوري الأخير في فيلم «تلك الأيام». التحام الأجيال ما معايير اختيارك للأدوار وهل اختلفت عن الماضي؟ - معايير اختياري للدور لم تختلف إطلاقاً عن الماضي ويمكن اليوم وهذا طبيعي تسلسل الوقت وظهور أبطال جدد ولكن ما يسعدني أن تلتحم الأجيال والأبطال مع بعضها فتتكون توليفة من أعمار فنية مختلفة، فيقدم كل فنان عصارة خبرته للفنان الأصغر منه وأعتقد أن ذلك بدء يتحقق بعودة الفنان الكبير محمود ياسين ومحمود عبد العزيز وغيرهما، وهذا شئ رائع أن ينظر لكبار فنانينا ولكن المشكلة ان التركيز يكون علي البطل والبطلة فلا تكتب أدوار تناسب جميع الأعمار فلكل جيل معجبون وهذه مشكلة الكتاب. قدمت العديد من الأعمال فهل ترضين عن جميع أعمالك وما أقربها إليك؟ - لم أندم علي عمل قدمته لأنني لم أقدم عملاً هابطاً أو شخصية تخجل منها عائلتي، أفتخر بجميع أعمالي ولكني قدمت بعض الأدوار مجاملة في بداياتي وأقرب أعمالي هي التي ترتبط بذكرياتي وفريق العمل ومنها البيه البواب وحب لايري الشمس والمصير. وهذا يضع علي مسئولية كبيرة وهي عدم التنازل عن مستوي تلك الأعمال وقبول أعمال دون المستوي فقد تعاملت مع زملاء احترموا الفن وقدروه والآن اختلفت الموازين. ما رأيك في تحويل بعض الأفلام إلي مسلسلات تليفزيونية؟ - لا أحب إعادة الأفلام التي أحببناها بأبطالها، ولا أستطيع رؤية هذا العمل بأبطال جدد، نعم المسلسل تكون مساحته أكبر ومن الممكن أن يقدم بشكل جيد ولكن العمل الأصلي يرتبط بذكريات مع أبطاله. ما رأيك في مسلسلات السير الذاتية واعتراض البعض علي تجسيد السوريين لها؟ - لا أحب تلك الأعمال وأفضل قراءتها في كتاب. فهناك فنان يظُلم ولا يوجد إنسان ملاك علاوة علي المشاكل التي تصاحبها سواء من الورثة أو السيناريست، وهذا لا ينفي إعجابي بمسلسل الملك فاروق حيث عرف الأجيال الجديدة بالملك والناس عموماً تحب الأدوار التاريخية. وهل ستوافقين علي تقديم قصة حياتك في عمل فني؟ أرفض تقديم قصة حياتي سواء وأنا علي قيد الحياة أوبعد وفاتي فهي لن تضيف للناس جديداً لأن حياتي عادية جداً وكل ما يهمني هو أن يذكرني الناس بالخير فقط. لمن تدينين بالفضل في مشوارك الفني؟ - لم يساعدني أحد في بداية طريقي. صحيح أن من اكتشفني هو رمسيس نجيب ووضعني في أول بطولة في فيلم «العذاب فوق شفاة تبتسم»، ثم انطلقت بعد ذلك بجهدي وإصراري. ما تعليقك علي تصريح الفنان عادل إمام بعدم وجود فنانات يصلحن للتمثيل؟ - أنا لم أكن موجودة الفترة الماضية وأحمد الله أنني لم أكن موجودة. وهذا رأيي وهو حرفيه ومن الممكن الا نكون وصلنا إلي المستوي الذي يقنع الفنان الكبير عادل إمام. أنت أول سفيرة عربية للنوايا الحسنة. فماذا تمثل لك هذه التجربة؟ - هذه التجربة بمثابة اختبار الإنسان لنفسه والكشف عن دوره وقد كشفت لي عن جوانب كثيرة في المجتمع ومأساته. قديماً كان ما يشغلنا هو أنفسنا وكيفية ظهورنا في الصحف فقد كان النجم في شبه غيبوبة ولكن هذا العمل أظهر لي العديد من الأمور التي يعاني منها الآخرون. ولقد كان لي دور في العمل الاجتماعي قبل هذا المنصب منذ زلزال 1992 وهو ما لفت أنظار الأممالمتحدة لمنطقة الشرق الأوسط حيث كان المنصب مقتصراً علي الغرب فقط؟ ولكن ألم يأخذك من العمل الفني؟ - لقد أخذني من الفن لفترة طويلة وأشاع البعض بأنني تخليت عن الفن بسبب سفري الكثير ولكني لم أندم فأي مؤتمر مهما طال وقته لن يستغرق اكثر من أسبوع وهذا منصب تطوعي لن أندم عليه. أعطيته من روحي وجهدي وقل رصيدي الفني ولكن في المقابل زاد رصيدي الأإساني، وقد عملت به منذ 14 عاماً ومستعدة للعمل أكثر وأكثر. هل تنتقدين نفسك؟ - أكره نفسي علي الشاشة وحتي الآن لم أر فيلمي الجديد «تلك الأيام» لأنني أري كل عيوب الدنيا في نفسي فأنا ناقدة غير رحيمة. ودائماً لا يرضي الفنان عن نفسه. هل توجد فنانة حالياً تعتبر خليفة لك؟ كل فنانة لها شكل معين وأسلوب مختلف ولاأحد يشبه الآخر. لو لم تعملي بالفن فأي مجال كنت ستعملين؟ - كنت سأعمل بأي نوع أخر من الفن سواء الفن التشكيلي أو أعمل كعازفة بيانو فأنا عاشقة للفنون بجميع أنواعها وأعشق آلة الكمان لأنها تعطي نغمات كثيرة تجعلك في حالة شجن وفرح معاً. وماذا عن هواياتك الأخري؟ - القراءة والموسيقي وما نوعية الكتب التي تجذبك؟ -قراءة الكتب الأدبية ولكني هذه الأيام أركز في كتب الفضاء والفلك للتأمل في خلق اللة وقراءة كل ما به لمسة من الخالق. الفن صداقات، منهم من هم مصالح.ومنهم أصدقاؤك؟! - الفن يشمل الاثنين معاً وأصدقائي كثيرون من جميع الأوساوط التي أتعامل معها ولكنني قريبة وبعيدة في نفس الوقت ولاأحب الظهور كثيراً حتي لا يقال إن هذا من أجل العمل والظهور في الصحف. ما أصعب لحظات حياتك؟ - عندما سافر أبنائي إلي أمريكا لاستكمال دراستهم هناك حيث شعرت أنهم ابتعدوا عني وخفت من اختلاطهم بحضارة مختلفة عن حياتنا الشرقية بعادتها وتقاليدها ولكني أقنعت نفسي بأنني قد أديت دوري ورسالتي تجاههم. ألا توجد لديهم موهبة الفن رغم كونهم من عائلة فنية؟ - ابني وليد كانت لديه الموهبة ولكني وقفت ضده حتي يكمل دراسته. ولأنني رأيت الوسط ومتابعة فلا أفضل للأبنائي نفس الطريق. ما الذي أخذه الفن منك والذي أضافه إليك؟ - الفن أخذ وأعطي وأحمد الله علي تجربتي الفنية وإن كانت قاسية ولكني سعدت بها. ما أبرز عيوب الفنانة صفية العمري؟ - أنا إنسانة طبيعية جداً ولكني أحياناً أصبح عصبية عندما أستفز وإذا حدث وتعصبت علي أحد لا أستطيع النوم قبل أن أعتذر له حتي لوكان هذا الشخص هو المخطئ في حقي. والاعتذار ليس ضعفاً بل قوة. كما أنني عنيدة جداً ولا أقبل المساس بكرامتي وأحتفظ دائماً بمسافة بيني وبين الآخرين. لمن تلجئين عند الشدة؟ - إلي الله سبحانه وتعالي حيث أصلي كثيراً وأقرأ القرآن الكريم، ثم الجأ إلي نفسي حيث أغلق علي نفسي ولا أحب أن يراني أو يسمع أحد صوتي لأن صوتي يكشفني وأنتظر حتي تفك الأزمة تدريجياً. أذا أردت توجيه رسالة. فلمن ستوجهينها؟ - أريد أن أوجه رسالة للسيد الرئيس حسني مبارك لأنني كنت في الخارج أثناء مرضه وأقول له حمدلله علي سلامتك ياريس. ما أمنياتك؟ - الستر والصحة لي ولأولادي وأمنياتي متواضعة ولكن في مضمونها كبيرة.