ألقى الرئيس السوري بشار الأسد كلمة أمام جمع لمناصريه في ساحة الأمويين بدمشق التي شهدت مسيرة شارك فيها الآلاف من أنصاره. فيما أورد محمد بلوط موفد بي بي سي إلى حمص نبأ مقتل ثمانية مدنيين وصحفيي أجنبي وإصابة آخر حين استهدفت قذيفتان مظاهرة مؤيدة للأسد في حي الزهراء وسط مدينة حمص، وأغلبية سكانه من الطائفة العلوية. والصحفي القتيل فرنسي كان يعمل لدى القناة الفرنسية الثانية واسمه جيل جاكيي، أما المصاب فهو بلجيكي يعمل لدى الراديو البلجيكي واسمه ستيفن فيسنير وقد أصيب لإصابة بالغة. وجاء ظهور الأسد الذي كان مصحوبا بزوجته وابنه وابنته إثر ورود تكهنات بمغادرة أسرته البلاد إلى الخارج. وقال الأسد في كلمته "شعرت برغبة عارمة أن اكون معكم في هذا الحشد لكي أستمد القوة بوجه كل ما تتعرض له سوريا، أردت أن اكون معكم في دمشق التي أرادوا أن يزرعوها بالدمار ولكن هيهات أن يحققوا ذلك". وأعرب الرئيس السوري عن ثقته بتحقق "النصر على المؤامرة التي أصبحت في مرحلتها الاخيرة". وكان الأسد قد اتهم في خطاب ألقاه الثلاثاء اطرافا دولية واقليمية بمحاولة تزوير الاحداث في سوريا وتشويه صورتها، قائلا "انقشع الضباب ولا يمكن تزوير الاحداث من قبل اطراف دولية واقليمية، الخداع ضد سوريا لم يعد ينطلي على احد". واشار الى أن هذه الاطراف تحاول الحاق "هزيمة نفسية ومعنوية" بسوريا و"ان يشلوا ارادتنا وان يدفعوننا الى الانهيار" مضيفا ان "ثمة اكثر من 60 محطة تلفزيونية والعشرات من مواقع الانترنت والصحف تعمل ضد سوريا". وتعهد باجراء استفتاء على دستور جديد لسوريا في بداية شهر آذار/مارس المقبل، تليه انتخابات تشريعية في ايار/مايو او حزيران/يونيو. وأثار خطاب الثلاثاء اتهامات للرئيس السوري بمحاولة حرف أنظار شعبه عما تعهد به من إنهاء العنف وبدفع البلاد إلى أتون الحرب الأهلية. وقالت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن على الأسد الوفاء بتعهداته امام الجامعة العربية بالقضاء على العنف وسحب أسلحته الثقيلة من المدن وتسهيل دخول وسائل الإعلام والإفراج عن السجناء السياسيين والسماح بإجراء حوار سياسي حقيقي. في حين رد المجلس الوطني السوري المعارض على الخطاب في مؤتمر صحفي في اسطنبول اعلن فيه رفض ما جاء في الخطاب "الذي هو نوع من الهلوسة وتأكيد على الاستمرار في استخدام العنف ودفع الشعب الى الانقسام". وقال رئيس المجلس برهان غليون ان دلالة خطاب الاسد تعني "ان النظام السوري يرفض المبادرة العربية ويجب رفع الملف الى مجلس الامن". وأضاف أن المجلس سيرسل وفدا الى الأممالمتحدة ليعرض وجهة نظره، ويطلب تحويل الملف السوري الى مجلس الامن، مؤكدا أنه" يعمل بالتنسيق مع الجامعة العربية، وأنه لن يتخلى عن الطرف العربي في أي مبادرة يتم تقديمها".