الأحزاب الاسلامية حققت مكاسب كبيرة في الجولتين الأولى والثانية من الانتخابات تتوافد إلى مدينة المنيا التي تعرف بعروس الصعيد وتقع على بعد نحو ثلاثمائة كيلو متر جنوبي القاهرة شخصيات مشهورة من التيار الإسلامي. ومع اقتراب موعد الجولة الثالثة من انتخابات مجلس الشعب، زار المنيا المرشح لانتخابات الرئاسة محمد سليم العوا لدعم مرشحي حزب الوسط والداعية السلفي حازم شومان لمساندة مرشحي حزب النور السلفي وعصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين لتأييد مرشحي الحزب. ويتوقع أن تشهد محافظة المنيا منافسة حامية بين الأحزاب وخاصة الإسلامية فهناك من يريد أن يعزز مكاسبه الانتخابية مثل الحرية والعدالة الذي حصل على نسبة 46 في المئة من اجمالي مقاعد البرلمان بعد إعلان نتائج المرحلتين الأولى والثانية. أو حزب النور الذي حصل على نسبة 23 في المئة من اجمالي المقاعد. وهناك من يريد أن يحقق مكاسب يعوض بها ما فاته مثل حزب الوسط الذي لم يحصل إلا على حوالي اثنين في المائة من المقاعد. ومما يزيد من قوة المنافسة بين الأحزاب الإسلامية وجود شخصيات كبيرة على رؤوس القوائم فعلى قائمة حزب الحرية والعدالة للدائرة الأولى الدكتور محمد سعد الكتاتني وهو الأمين العام لحزب الحرية والعدالة والرئيس السابق لكتلة الإخوان المسلمين في البرلمان بين عامي الفين وخمسة وألفين وعشرة. أما على رأس قائمة حزب الوسط التي تنافس على الدائرة نفسها فجاء أبو العلا ماضي رئيس الحزب ومؤسسه الذي تخرج من كلية الهندسة في جامعة المنيا ورأس اتحاد طلاب الجامعة وكان عضوا في الجماعة الإسلامية وجماعة الإخوان المسلمين لينشق عنها مؤسسا تيار الوسط. "منافسة شرسة" ويقول عبد الرحيم علي الكاتب المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية إن المنافسة شرسة بين الأحزاب الإسلامية في المنيا. وتوقع علي في تصريحات لموفد بي بي سي أن تزداد سخونة المنافسة مع اقتراب التصويت مشيرا إلى المناوشات التي حدثت بين الاخوان والسلفيين في الاسكندرية خلال المرحلة الأولى من الانتخابات. وأشار أيضا إلى أن الإخوان كانوا وراء هزيمة أحد اقطاب الدعوة السلفية عبد المنعم الشحات وكان السلفيون وراء هزيمة الدكتور حمدي حسن أحد أبرز قيادات الاخوان المسلمين ويقول إن هذا السيناريو قد يتكرر في المنيا. ورجح علي أن يعمل الاخوان على إلحاق الهزيمة بقائمة حزب الوسط ورئيس الحزب ابو العلا ماضي. وأوضح أن "ماضي قاد اكبر انشقاق داخل الاخوان عام 1996 وأن رئيس الحزب ونائبه عصام سلطان من أكثر المنتقدين لجماعة الإخوان المسلمين". "غير حقيقي" ولكن الدكتور ضياء مغازي أمين عام حزب الحرية والعدالة في المنيا يرفض وجهة النظر هذه قائلا إن "هذا الكلام غير حقيقي على الاطلاق فهذا ليس من خلق حزب الحرية والعدالة والاخوان المسلمين". وأضاف أن "الإخوان هم الأكثر عرضة للهجوم من وسائل الإعلام" موضحا "نحن الاكثر ايمانا بالتعددية وأعلنا أكثر من مرة أن حزبا واحدا لن يستطيع تحمل المسؤولية وحده والعملية الانتخابية يجب أن تقوم على المنافسة الشريفة". وقال مغازي " أري أن هذا الكلام جزءا من مخطط لاحداث فتنة بين التيارات الفاعلة في مصر وللأسف بعض وسائل الاعلام والمثقفين تورطوا في محاولات الايقاع بين التيارات". معقل يذكر أن المنيا كانت المعقل الرئيسي للجماعة الاسلامية في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي عندما كانت الجماعة تضم شباب الإخوان المسلمين مثل ابو العلا ماضي وشباب الجماعة الاسلامية ومنها قائدها كرم زهدي ورئيس الجناح العسكري صفوت عبد الغني وكيل مؤسسي حزب البناء والتنمية حاليا. وكانت المنيا مركز الزخم الحقيقي للجماعة حيث كانت تضم ثمانين في المائة من قادتها وتسعين في المئة من عناصر مجلس الشورى وفقا لما قال عبد الرحيم علي.