عاد الهدوء بشكل شبه كامل إلى مدينة سيدي بوزيدالتونسية صباح السبت بعد ان فرضت السلطات حظر تجوال ليلة الجمعة فيها عقب اعمال الشغب التي شهدتها. وتقول موفدتنا الى تونس كارين طربيه ان اهالي المدينة شرعوا السبت بحملة تنظيف للمحال والمباني التي تعرضت للحرق أو التخريب. وتضيف ان المدينة عاودت نشاطها الطبيعي وفتحت الأسواق بشكل اعتيادي. الا ان حظر التجوال مستمر من الساعة السابعة مساء وحتى الخامسة صباحا حتى اشعار آخر. وكانت المدينة شهدت اعمال عنف بسبب قرار لجنة الانتخابات شطب فوز بعض المرشحين في دوائر انتخابية، في اول انتخابات حرة في تونس. وما زالت بعض المدرعات والدبابات تشاهد في ارجاء المدينة، قرب مراكز الشرطة، والبلدية، لكن المدارس فتحت ابوابها. وتقول موفدتنا ان الهاشمي الحامدي، رئيس العريضة الشعبية، تراجع عن قراره سحب القوائم الفائزة للعريضة في المجلس التأسيسي. وكان الهاشمي، وهو رجل اعمال مقيم في لندن ويملك قناة "المستقلة" التلفزيونية، قد أعلن مساء الجمعة سحب تلك القوائم احتجاجا على قرار هيئة الانتخابات إلغاء قوائم العريضة في ست دوائر بسبب ما قيل عن مخالفات مادية. يذكر ان مدينة سيدي بوزيد هي التي شهدت احراق محمد البوعزيزي نفسه في السابع عشر من ديسمبر/كانون الاول من عام 2010 ووفاته بعد ذلك بيومين، احتجاجا على نظام حكم الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي. وادى هذا الحادث لاحقا الى سقوط نظام بن علي في انتفاضة شعبية انعكس صداها في المنطقة، وعلى الاخص في مصر واليمن وسورية وليبيا. وكانت الشرطة التونسية قد اطلقت النار في الهواء لتفريق مئات من المتظاهرين في المدينة. والقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين الذين القوا الحجارة على رجال الأمن وخربوا مقر حزب النهضة الإسلامي الذي فاز بأغلبية مقاعد المجلس التأسيسي. الغنوشي تعهد بإقامة مجتمع تعددي وعلماني يحترم الحقوق وقالت لجنة الانتخابات التونسية إن قرار إلغاء تلك القوائم جاء نتيجة حدوث "انتهاكات" في تمويل الحملات الانتخابية. وكانت اللجنة قد أعلنت أن حزب النهضة الإسلامي فاز ب90 مقعدا من مقاعد المجلس التأسيسي ال217. وبذلك يكون حزب النهضة قد حصل على أكثر من 41 في المئة من مقاعد المجلس. وقال كمال جندوبي رئيس لجنة الانتخابات إن حزب المؤتمر من أجل الجمهورية العلماني بزعامة منصف المرزوقي حل في المرتبة الثانية حيث حصل على 30 مقعدا. بينما حل التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات بزعامة مصطفى بن جعفر في المرتبة الثالثة محققا 21 مقعدا. وبذلك يكون حزب النهضة قد حصل على ثلاثة أضعاف المقاعد التي حاز عليها أقرب منافسيه. وعقب الإعلان الرسمي عن فوز حزبه، تعهد راشد الغنوشي زعيم الحزب بحماية حقوق المرأة وغير المتدينين في تونس. وقال الغنوشي امام جمع من مؤيديه "سنواصل هذه الثورة لتحقيق أهدافها المتمثلة في أن تكون تونس حرة ومستقلة ومتطورة ومزدهرة، حيث تضمن حقوق الله والرسول والنساء والرجال، المتدينين وغير المتدينين، لأن تونس ملك للجميع". وتعهدت حركة النهضة إثر ذلك بإقامة نظام تعددي ديمقراطي في تونس، وقد أعلنت أنها لن تستبعد أي حزب تونسي من تلك المشاورات. كما تعهد الحزب بالعمل على اقامة مجتمع تعددي وعلماني واحترام حقوق الانسان.