استقبل المشير عبد الفتاح السيسى المرشح لرئاسة الجمهورية وفداً من رؤساء تحرير الصحف المصرية بمختلف توجهاتها القومية والحزبية والخاصة، ونشرت حملته تفاصيل اللقاء على "فيس بوك" وأعرب السيسي، في بداية اللقاء عن سعادته بالتواصل مع رؤساء تحرير الصحف، وأكد أن الصحافة تقوم بدور كبير في خدمة المجتمع والتعبير عن قضاياه المختلفة، ويمكنها أن تساهم بدور كبير في تحقيق نقلة نوعية على مستوى الوعي المجتمعى المطلوب تنميته خلال المرحلة القادمة، لمواجهة التحديات التي تعترض طريق بناء الدولة المصرية. وأكد المشير، خلال اللقاء، أن هناك مشكلة كبيرة في قراءة الواقع الذي نعيشه الآن، حيث نتجه دائما إلى استدعاء صورة في ديمقراطيات مستقرة، ودول سبقتنا بسنوات طويلة، ومقارنتها بالوضع في مصر، موضحًا أن تطبيق النماذج الديمقراطية الغربية على الواقع المصري يظلم المصريين، ولا يساهم في عملية بناء الدولة المصرية بشكل حقيقي. وأضاف المشير السيسي: «نحن نخلط بين التطور الذي يحدث فى مصر الآن، وأسس بناء الديمقراطية»، مؤكدًا أن «المجتمع المصري مازال أمامه وقت حتى ينعم بالديمقراطية الحقيقة كما ينبغى أن تكون، وهذا أمر يدعونا إلى ضرورة الالتصاق بالواقع المصرى وما يحدث فيه وعدم الانفصال عنه، وضرورة الإجابة على السؤال الرئيسي في قضية الديمقراطية بمصر، وهو هل آليات الديمقراطية الموجودة في مصر الآن تساعد على خلق ديمقراطية حقيقة في هذا البلد أم لا؟، وحتى نرى ديمقراطية حقيقية فى مصر يجب أن نرضى بالنتائج التى يفرزها الواقع المصري». وأوضح المشير أن اختلاف المستوى الثقافي والفكري والتعليمي بين الأنساق الغربية والبئية المصرية، لا يمكن أن يخلق ديمقراطية فى مصر تتماثل مع النموذج الغربي. وبيّن المشير عبد الفتاح السيسي أن المجتمع المصرى غير مستريح لفكرة الإسلام السياسي، التي قدمتها الجماعات التى حكمت مصر في الفترة الماضية، إنطلاقا من فكرة قلقه على حاضره ومستقبله، خاصة بعد التجربة السابقة لذلك التيار في الحكم خلال الفترة الماضية. وأشار المرشح الرئاسي خلال اللقاء إلى أن رؤساء التحرير والصحفيين يديرون آلة عملاقة جدا ، لها دور خطير فى توجيه وقيادة الرأي العام، بل لهم دور أيضا فى صياغته وتطويره، بما يضع عليهم مسئوليات كبيرة، وتحديات ثقيلة لخدمة وطنهم خلال الفترة المقبلة ، بما يقوده نحو النهوض والاستمرار التطور . وأوضح السيسي أن حديث الصحف ووسائل الإعلام عن الديمقراطية فقط، دون النظر إلى المشكلات والتحديات المحيطة بالمجتمع، يخلق حالة من الشك والإقلاق للمجتمع، وسيقودنا في النهاية إلى أن مصر ستتقطع، مؤكدا أن السنوات الثلاث الماضية أثرت بشكل كبير تطور مستويات الفكر والثقافة ومستوى الوعي لدى المواطن المصري، إلا أنها اثرت أيضا على الاقتصاد وعجلة الإنتاج ، ومستويات الأمن والخدمات الاجتماعية . وذكر أن الخطاب الإعلامي يجب أن يقود وعى الناس، ويدفع مع الدولة في إتجاه التنمية خلال المرحلة القادمة، قائلًا: «ثورتا 25 يناير و30 يونيو خطوة عملاقة جدا على طريق الديمقراطية، والتجربة التى نؤسس لها الآن فى حكم مصر ، سيحكم عليها بعد نحو 100 سنة، حيث نستهدف خلالها مستقبل أفضل للأجيال القادمة ، فى بلد يسير وفق خريطة تنموية حقيقية». وأكد المشير أن المصلحة الوطنية لمصر ليست رؤيتنا الشخصية للأمور فقط، أو التشكيك فى كل إجراء تتخذه الدولة، فهذا أمر سيفقد وسائل الإعلام جزء كبير من مصداقيتها لدى الرأي العام، مؤكدا أن التعامل مع المشكلات الوطنية يجب أن يتم فى إطار شديد التجرد، والوطن لا يحتمل التجربة لمرة أخرى.