صرح سفير قبرص لدى مصر، سوتوس لاسيديس، فى كلمته بمناسبة الذكرى ( الثالثة والخمسين ) لاستقلال قبرص والتي يتم الاحتفال بها اليوم أول أكتوبر 2013، بأن العلاقات الودية والقوية بين قبرص ومصر لها جذور عميقة ترجع إلى القرن 18 قبل الميلاد ، كما أثبتت الاكتشافات الأثرية . وقال السفير سوتوس أنه ومن المثير للاهتمام بشكل اكبر ، الخطابات القديمة أو الألواح الطينية التي وجدت في تل العمارنة ، عاصمة مصر في عهد الفرعون إخناتون و الملكة نفرتيتي (1350-1334 قبل الميلاد) ، والتي تعد دليلًا متميزًا لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين ( مصر و قبرص ) أي أن تاريخها يعود إلى العصر البرونزي المتأخر، أو في القرن 14 قبل الميلاد . وأضاف انه كانت هناك اتصالات مستمرة بين القبارصة والمصريين وخاصة منذ عهد البطالمة، وقبرص ومصرقد أقامتا صلات وثيقة في مساحة جغرافية و ثقافية مشتركة . كما أشار إلى أن شعب قبرص في العصر الحديث يكن بالامتنان للدعم من جانب مصر وشعبها خلال نضالهم ضد الاستعمار، موضحًا: " وكان الرئيس جمال عبد الناصر مؤيدا قويا لحقوق جميع القبارصة في سعيهم لحقوق الإنسان ، الحكم الذاتي والاستقلال الاجتماعي والاقتصادي، وبعد ذلك ، كان الرئيس جمال عبد الناصر مساعدا بحسم لعملية بناء الدولة في قبرص ، ضد الاستفزازات التركية والعدوان "، مؤكدًا أن مصر منذ ذلك الحين كانت صديقا حقيقيا ضد الاحتلال التركي ل 37٪ من قبرص . وبالمثل، فإن شعب قبرص ساعد بلا تحفظ الشعب المصري خلال أزمة قناة السويس ، من خلال توفير المعلومات عن تحركات القوات البريطانية في القواعد العسكرية في قبرص وعرقلة تحركاتهم في الجزيرة حسب قوله . وعن وكالة أنباء الشرق الأوسط، أشار إلى أن هذا هو السبب فى أن قبرص تحت قيادة أول رئيس للجمهورية وهو الأسقف مكاريوس الثالث ، لديها بالقاهرة واحدة من أول سفاراتها في العالم . وأوضح انه وفي الآونة الأخيرة ، أشار الرئيس القبرصي " نيكوس اناستاسياديس " منذ بضعة أسابيع قائلًا: " حكومة وشعب قبرص يقفون وراء مصر في هذه الأوقات الصعبة ويدعمون بكل اخلاص الجهود الرامية إلى إقامة نظام حكم ديمقراطي يلبي آمال و تطلعات الشعب المصري " . وقال ان قبرص تتفهم بالتأكيد الأسباب الكامنة وراء المرحلة الثانية من ثورة الشعب المصري قبل بضعة أشهر من أجل الكرامة والازدهار و التقدم السياسي . وأوضح ان العلاقة بين بلدينا ازدهرت في المجالات الهامة الأخرى كذلك استنادا إلى مشاعر الصداقة الحقيقية ، حيث شهدنا عددا كبيرا من الزيارات الرسمية التي تجري و عدد كبير من الاتفاقات الثنائية التي أبرمت وكانت أهم هذه الاتفاقات الاتفاقية الموقعة في عام 2003 ، حول ترسيم المناطق الاقتصادية الخالصة لدينا . واكد انه يجب ، أيضا ، التركيز بشكل خاص على جهود بلدينا لاستكشاف واستغلال احتياطيات النفط والغاز التي توجد في المناطق الاقتصادية الخالصة لدينا، التي فتحت بالفعل فرصا جديدة لزيادة تعزيز العلاقات الإستراتيجية بين قبرص ومصر و تعزيز علاقاتنا الثنائية في مسائل الطاقة ، مع التركيز بوجه خاص في مجال الهيدروكربونات، التي سيكون لها آثار إيجابية من حيث ضمان التنمية الاقتصادية و الرخاء لشعوب البلدين ، وبالتالي تعزيز السلام والأمن في شرق المتوسط . وقال إن طموحنا هو أن تعاوننا يمكن أيضا أن تكون بمثابة المحفز لتعاون أوسع على الصعيد الإقليمي . وأضاف انه على الرغم من الأزمة الاقتصادية الأخيرة في قبرص و التطورات السياسية فى مصر فاننا مقتنعون بأن الأزمات تخلق فرصا جديدة . وهذا هو السبب في أننا نشجع بقوة رجال الأعمال القبارصة لزيارة مصر ، واستكشاف الفرص المتاحة لتحقيق النجاح. في نفس الوقت ، فان هناك فرصا جديدة للشعب المصري لاستخدام قبرص بوابة بهم إلى الاتحاد الأوروبي . واضاف ان قبرص ومصر تربطهما مصالح استراتيجية في شرق البحر المتوسط ، ثقافات مماثلة للغاية . واوضح ان قبرص تحتفل اليوم ، 1 أكتوبر 2013 ، وبفخر بالذكرى الثالثة والخمسين كدولة مستقلة . حيث حصلت عام 1960 ، على استقلالها ، وتم الاعتراف بقبرص كدولة مستقلة وذات سيادة وانضمت إلى أسرة الأمم باسم جمهورية قبرص .