قابل العديد من الأحزاب والقوى السياسية في الأردن تصريحات الرئيس الفلسطيني محمود عباس الأخيرة باستنكار شديد. حيث اعتبروها اسقاط لحق اللاجئين في العودة لديارهم، وتهديد لمصالح الأردن العليا. حيث أدان حزب جبهة العمل الاسلامي، الذراع السياسية للاخوان المسلمين في الأردن، التصريحات، واصفا اياها ب"الخطيرة والغير مسبوقة". وقال مراد العضايلة، مسؤول الملف الفلسطيني في الحزب، "ليس من حق أحد، نظاماً كان أم فرداً، التنازل عن حق الأمة التاريخي في فلسطين من النهر الى البحر، أو التفريط في حق العودة المقدس". ورأى أن عباس "خرج على ثوابت القضية الفلسطينية، وفقد بهذه التصريح المتخاذل أهليته لقيادة الشعب الفلسطيني". مضيفا "آن الأوان كي يستريح عباس ويريح، ويترك للشعب الفلسطيني المقاوم استخلاص حقوقه". واستطرد أن "تصريح عباس يهدد حقوق اكثر من 6 ملايين لاجيء فلسطيني أغلبهم يقيم في الأردن. وهو بذلك تهديد لمصالح الاردن العليا، ويحتاج الى رد فعل من المؤسسة الرسمية هنا". ودعا العضايلة الحكومة الأردنية الى اعلان رفضها لتلك التصريحات التي تتعارض مع ثوابت السياسة الأردنية الخارجية الرسمية. في حين اعتبر حزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني تصريحات عباس "إهانة للشعب العربي الفلسطيني ونضاله وتضحياته". مؤكدا، في بيان له، أن "تعهد عباس بأنه لن تكون هناك انتفاضة ثالثة ضد الكيان الصهيوني، يعبر عن موقفه الشخصي ولا يلزم الشعب العربي الفلسطيني". وأضاف أن تلك التصريحات "تشكل خروجاً عن الثوابت الوطنية الفلسطينية، وفي مقدمتها حق الفلسطيني في العودة الى دياره وممتلكاته التي أجبر على الخروج منها". واستطرد "هذا الحق الفردي والجماعي مكفول بالقرار الدولي رقم 194 من الجمعية العامة للأمم المتحدة، والذي يقضي بحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة والتعويض، والذي أكد عليه المجتمع الدولي منذ عام 1948 أكثر من 135 مرة". وكان عباس قد صرح، في لقاء مع التليفزيون الاسرائيلي الأسبوع الماضي، قائلا "فلسطين الآن في نظري هي ضمن حدود 1967 وعاصمتها القدسالشرقية. هذا هو الوضع الآن وإلى الأبد. هذه هي فلسطين في نظري. أعتقد أن الضفة الغربية وغزة هي فلسطين والأجزاء الاخرى هي إسرائيل". وقال أيضا "لقد زرت صفد مرة من قبل. أريد ان أرى صفد. من حقي ان أراها، لا أن أعيش فيها". وذلك ردا على سؤال عما اذا كان يريد أن يعيش في صفد في منطقة الجليل، وهي البلدة التي عاش فيها طفولته عندما كانت فلسطين تخضع للانتداب البريطاني. وأصدر الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز بيانا وصف فيه تصريحات أبو مازن ب"الشجاعة"، مؤكدا أن أبو مازن "شريك حقيقي للسلام بالنسبة لإسرائيل".