لأدمان المخدرات بكافة أنواعها تأثير مدمر على صحه المدمن العضويه والنفسيه أيضا على نواحي حياته الأجتماعيه والأسريه والعمليه. كما أن لها تأثير سلبي على جميع نواحي الشخصيه. ولنبدأ بالصحه النفسيه. أن معظم إن لم يكن كل المخدرات تؤثر على الصحه النفسيه للمتعاطي. لا ننسي أن المخدرات تتعاطي أصلا لتأثيرها النفسي الذي يرغب المتعاطي فيه. هذا ينطبق على ما نعتقد أنه من المخدرات الخفيفه مثل الحشيش والبانجو وهي أوسع المخدرات أستعمالا في مصر والعالم.
من أخطر مضاعفات الحشيش والبانجو النفسيه هو ظهور أعراض مشابهه لأعراض مرض الفصام خاصة في من يتعاطونهم بكثره وأنتظام ومن يكون عندهم أستعداد بيولوجي أو وراثي للمرض. والاعراض التي تظهر لا تختلف كثيرا عن أعراض الفصام (الأسكيزوفرينيا) في معظم أعراضها بل أنها قد تكون متتابقه مع أعراض الفصام. فيسمع المتعاطي أصوات تكلمه أو تتكلم عنه. وقد يحس أنه مراقب من الناس أو أناس معينين وأن هناك مؤامرات لأيذائه أو قتله. وقد ينعزل المتعاطي عن الناس ويتجنبهم ويقضي معظم أوقاته بمفرده. وقد تستمر هذه الأعراض شهورا قبل التنبه لها.
غالبا ما تتحسن هذه الأعراض تدريجيا بعد التوقف عن تعاطي الحشيش والبانجوا ولكن أحيانا تحتاج لعلاج دوائي أيضا. ولكن في أحيان أخرى تأخذ هذه الأعراض مسار مرض الفصام وقد تعاود المريض متي توقف عن العلاج وبدون العوده لتعاطي الحشيش والبانجو. في هذه الحاله يكون المتعاطي قد بدأ في المعاناه من مرض الفصام الذي حفز ظهوره في الأنسان تعاطيه للمحدرات.
كثيرا ما يعاني متعاطي الحشيش والبانجو من أعراض أكتئاب نفسي خاصة إذا كان لديه أستعداد بيولوجي أو وراثي للأكتئاب. يصبح المتعاطي خاملا تعبا ويقضي أوقات طويله من يومه في الفراش وفي معزل عن الناس. وقد يعاني من ضعف التركيز وسرعة النسيان. وكثيرا ما يهم نفسه وطعامه ونظافته الشخصيه. ويفقد أهتمامه بدراسته أو عمله وأهتماماته وأصدقائه وأحبائه.
والأدويه المنبهه مثل الأمفيتامين والكوكايين تسبب لمتعاطيها الأحساس بالنشاط وعدم النوم وزياده النشاط مع قلة الأحتياج للطعام. ولكن الأستمرار في تعاطيها يؤدي الى وظهور هلاوس في شكل أصوات أو مرئيات مخيفه. هذا مع الأحساس بالأضطاد والأحساس أن هناك من يتجسس عليه ويعمل على إيذائه أوقتله. عند التوقف فجأه عن تعاطي هذه العقاقير فأن المتعاطي يحس بالتعب الشديد والأرهاق وقد يصاب بأكتئاب حاد شديد يؤدي الى الأنتحار.
أما متعاطي المورفين والهيروين فأنهم يتركوا كل شيئ في حياتهم من أجل أدمانهم وكثير منهم يعاني من أعراض أكتئاب نفسي مع خمول وعدم رغبه في أي شيئ سوي أشباع أدمانهم وأن تصبح شغله الشاغل وأهم ما يشغل حياته.
الأثار الشخصيه والأجتماعيه للأدمان:
تعاطي المخدرات أذا أدى للأدمان تكون نتيجته أن يصبح تعاطي المخدر والحصول عليه شغله الشاغل بل أهم شيئ في حياته. أهم من زوجته وأولاده وعمله وأهله وأصدقاءه وصحته. الحصول على المال لتعاطي المخدرات قد يتطلب السرقه من الأهل أو الأخرين. قد يسطوا على الصيدليات للحصول على المال أو العقاقير المخدره. وقد يبيع المدمن أثاث منزله أو مصاغ زوجته ويسرق مصروف المنزل. وقد يسرق من مكان العمل ومن الأصدقاء. ثم يصبح المدمن غير مرغوب فيه في منازل الأصدقاء والأقارب لما عرف عنه من التعاطي والسرقه.
ومدمن المخدرات قد يصل الى حاله أن يكون حصوله على المخدر وأشباع أحتياجاته أهم شيئ في حياته وأهم من أي شيئ أخر. فلا يجد غضاضه مثلا في فعل أي شيئ ليحصل على أحتياجاته من المخدرات. فقد يتجه لبيع المخدرات أو السرقه أو الدعاره وخاصة بالنسبه للفتيات.
وغالبا ما يهمل المدمن عمله أو دراسته وتصبح هذا المسؤليات ثانويه بالنسبه له. ويقضي المدمن معظم أوقاته مع المدمنين من رفاقه ويبدأ في الأنخراط في أنشطتهم الأجراميه الأخرى. ينحرف المتعاطي أجتماعيا وتضيق دائره معارفه لكي لا تتعدي دائرة أصدقائه من المتعاطين. وقد تتوسع لتشمل محترفي أجرام آخرين.
وتدرجيا يدمر المدمن حياته وعائلته وعمله وزواجه. ويفقد المدمن أحترام من يعرفه بل وأعز الناس لديه. وأذكر من المدمنين من لم يسبب وفاتهم أي أسي أو حزن لزوجنه وأبنائه وعائلته بل تلقوه بأرتياح.
حاولت أبراز كيف يؤثرتعاطي المخدرات وأدمانها على المتعاطي من كل أوجه حياته وعلاقاته مع الجميع حتى أقرب الناس اليه. ولا أعتقد أن كان في هذا السرد مبالغة.