يسال أحد القراء، شقيقى يعانى من مرض الفصام منذ سنوات، حيث يعانى من بعض الأفكار والضلالات غير الحقيقية، ولكنه مقتنع بها ودائما ما نجد صعوبة فى اقناعة بالاستحمام والاندماج مع الآخرين.. فهل له علاج؟ يتحدث الدكتور جمال فرويز، أستاذ الأمراض النفسية بالأكاديمية الطبية عن مرض الفصام باعتباره من الأمراض المنتشرة حاليا نتيجة الإدمان، حيث يقول إن مريض الفصام تظهر عليه أعراض معينة فى مراحل مبكرة من العمر، مما تتكون لديه رغبة شديدة للانسحاب من الواقع وتدهور فى الشخصية مع اضطراب فى التفكير والإحساس والعواطف فيصبح غير سوى. هناك أسباب عديدة للإصابة بمرض الفصام أولها العوامل الوراثية، وكذلك طبيعة الشخصية قبل المرض فيكون المريض ذا شخصية انطوائية وحساسة، ولديه حساسية شديدة فى التعامل مع الآخرين، وهناك عوامل اجتماعية أخرى تساعد فى زيادة المرض وخاصة المشاكل الأسرية، وأعراض المرض تتمثل فى معاناة المريض من الضلالات، حيث يقتنع ببعض الأفكار بطريقة لا تقبل المناقشة، وأن هذه الأفكار لا تتماشى مع الواقع، ويشعر دائما بالاضطهاد أو بالعظمة، وقد تكون الأفكار دينية أو جنسية ودائما ما يعانى هذا المريض من عدم ترابط الأفكار. ويعانى أيضا من عدم تطابق الوجدان مع التفكير ودائما ما يأتى إليه بعض الهلاوس، بحيث يشعر بأشياء يشمها أو يسمعها وهى غير موجودة أساسا، ودائما ما يؤثر الإدمان فى ظهور هذا المرض وخصوصا مدمنى البانجو والحشيش. ويأتى هذا المرض للمدمنين الذين يتوقفون عن التعاطى فجأة وبدون تناول أى أدوية بعد فترة لا تتجاوز ثلاثة أسابيع يبدأ فى ظهور أعراض ذهنية فصامية مثل الضلالات والهلاوس واضطرابات فى التفكير، وهذا المرض قد يكون كامنا عنده ويظهر بتعاطى المواد المخدرة. وتظهر على مريض الفصام أعراض أخرى مثل الأرق وعدم الرغبة فى الحديث مع الآخرين وعدم الرغبة فى العمل، حيث يجلس بمفرده ويدخن بشراهة وعدم رغبته فى الاستحمام ولا يستحم إلا بضغط من الأسرة، وقلة التركيز وعدم الرغبة فى الاستمتاع بمباهج الحياة ولا يستطيع أن يتابع برنامج فى التلفزيون أو يقرأ الجريدة. ويؤكد الطبيب أن أدوية الفصام تطورت بشكل كبير وكان فى الماضى يعد مريض الفصام مهملا لا يعالج، أما الآن فقد تقدم علاج مرض الفصام ويصبح المريض طبيعيا بعد العلاج، وممكن أن تخفف له الجرعة بحيث تستمر مدى الحياة ويعيش حياته بشكل عادى وطبيعى.