صورة في فرح تكشف بعضًا من أسرار الدولة العليا تعيين العصار مستشارًا للأمن القومي.. ويونس المصري وزيرًا للطيران للإشراف على 3 مطارات في مشروع قناة السويس الجديدة مميش يُحَمّل رسالة من بوتين إلى السيسي: "لا تساعد في تخريب بلدك وأغلق الطريق أمام التمويل الأجنبي وراقب الجمعيات الأهلية جيدًا" تنتظر الدوائر السياسية أن يعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي فريقه الرئاسي الذي يعاونه، صحيح أن العمل في مؤسسة الرئاسة يسير على قدم وساق، وهناك أسماء بعينها تقوم بمهام محددة، إلا أننا حتى الآن لا نعرف الفريق الرئاسي ولا مهامه، فهناك من يقوم بمهمة مدير مكتب الرئيس لكن دون أن يكون هناك قرار رسمي بذلك، وهناك من يعمل سكرتيرًا للرئيس للمعلومات، دون أن يكون هناك قرار جمهوري بذلك. لكن يبدو أن الأيام القادمة ستحمل أخبارًا خاصة برجال الرئيس، حيث من المتوقع أن يتم الإعلان عن أسماء مجموعة من المعاونين، الذين سيلعبون دورًا مؤثرًا وحيويًا في العملية السياسية خلال الفترة القادمة. المعلومات حتى الآن ليست مؤكدة، لكن على أي هناك شواهد عديدة ودلائل يمكن أن نستند إليها ونحن نشير إلى من سيكونون رجال الرئيس المقربين خلال الفترة القادمة. الرجل الأول هو اللواء محمد العصار، ولمن لا يعرفونه جيدا، فهو نائب وزير الدفاع، وكان صاحب حضور ودور داخل المجلس العسكري بعد ثورة يناير، وظل محافظًا على مكانه حتى بعد أن تمت الإطاحة بالمشير طنطاوي والفريق سامي عنان من منصبيهما، وقد يعود ذلك إلى أنه مسئول ملف التسليح في المجلس، وصاحب العلاقات العميقة والممتدة مع الأمريكان. اللواء العصار من المتوقع أن يتم تعيينه مستشارا للرئيس للأمن القومي، وحتى تكتمل الصورة لدينا، فيجب أن نعرف أن هناك علاقة خاصة جدا بين عبد الفتاح السيسي ومحمد العصار، حيث يؤكد المقربون منهما أن السيسي يعتبر العصار أستاذه ومرشده الروحي، ويعتز جدا بكل آرائه، ثم أن تخصص العصار في الملف الأمريكي سيكون مهما جدا خلال الفترة القادمة، خاصة بعد أن دان البيت الأبيض، وجلس أوباما وجهًا لوجه أمام السيسي معترفًا بالأوضاع التي رتبتها ثورة 30 يونيو على الأرض. الرجل الثاني هو اللواء مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس، والذي كان أحد أعضاء المجلس العسكري بعد ثورة يناير، وخرج منه بعد الإطاحة بطنطاوي وعنان. أخذ البعض على مميش إفراطه في التصريح عن مشروع قناة السويس، وما قاله عن افتتاحه لمشروع القناة الجديدة في ذكرى يوم مولده، على اعتبار أن هذا المشروع قومي وليس شخصيا، وكان يجب أن يراعي اللياقة السياسية والشخصية وهو يتحدث في هذا الملف، بل اعتبر البعض أن الهجوم على مميش خلال الأيام الماضية بسبب مثل هذه التصريحات، وأنها تمهيد لاستبعاده عن المسرح السياسي نهائيًا، لكن الأمور على الأرض ليست بهذه الصورة، فعلاقة مهاب مميش بروسيا قوية جدا، له أصدقاء هناك كان لهم دور مهم جدا في ملف التسليح الروسي لمصر، وهناك تأكيدات على أن مشروع قناة السويس الجديد تمت دراسته بشكل جيد في روسيا، بل إن روسيا أولت هذا المشروع اهتمامًا زائدًا لأنه مهم وحيوي بالنسبة لها، لأنه سيقضي تمامًا على مشروع القناة التي كانت تدعمها الصين وتنفذها إسرائيل، ثم أن هناك منطقة صناعية روسية كاملة يتم إنشاؤها داخل مشروع القناة، ويشرف عليها مهاب مميش بنفسه. مهاب مميش يظهر في زاوية أخرى من الصورة، فقد تعددت زياراته إلى روسيا خلال الفترة الماضية، وفي إحدى الزيارات حمل رسالة من بوتين إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، هذه الرسالة كان نصها: "عليك بعدم المساعدة على اختراق مصر، غير قانون الجمعيات الأهلية، أوقف مسارات التمويل الخارجية، لأنها الأداة التي من خلالها يستطيع الغرب السيطرة على مصر". كانت لبوتين بالفعل تجربة في التعامل مع ملف التمويل، فحتى يحكم سيطرته وقف أمام التمويل الأجبني، وهو ما يحدث في مصر الآن، حيث يجري تغيير قانون الجمعيات الأهلية، وهو ما سيكون عاملًا مهمًا جدًا في إيقاف سيل التمويلات التي تأتي من الخارج، والتي كانت سببًا خلال السنوات الماضية في نشر الفوضي في مصر. بعيدا عن مضمون الرسالة، فإن المعنى الواضح من وراء ذلك أن مهاب مميش سيكون خلال الفترة القادمة من الشخصيات المهمة التي تساهم في تسيير الأمور إلى جوار عبد الفتاح السيسي، فلديه مفاتيح كثيرة للعلاقات المصرية الروسية، والتي جاءت في فترة تاريخية مهمة جدا، استطاعت مصر من خلالها أن تبعث برسائل إلى الأمريكان بأنهم ليسوا وحدهم، وأن مصر لا يمكن إملاء إرادات خارجية عليها. الرجل الثالث هو الفريق يونس المصري قائد القوات الجوية، الذي من المتوقع أن يتم تصعيده ليشغل منصب وزير الطيران خلال الفترة القادمة.. الفريق يونس واحد ممن يعرفهم السيسي جيدًا، ولدينا صورة أعتقد أنها تقول الكثير: ففي اليوم التالي لوصول السيسي إلى القاهرة بعد رحلة نيويورك كان على موعد لحضور فرح ابنة الفريق يونس المصري الذي أقيم في قاعة "أميرة" بدار القوات الجوية، وقد حضر الزفاف الرئيس الأسبق عدلي منصور والفريق محمود حجازي رئيس الأركان، ووزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي، ومن بين ما يمكن أن تقرأه في هذه الصورة أن السيسي يحرص على أن يكون حاضرا في المناسبات العائلية للمقربين منه، يصنع من ذلك صيغة مهمة، فهو قريب منهم رغم كل مشاغله، الذين قرأوا الصورة بشكل سياسي أشاروا إلى أن الفريق يونس المصري لن يكون مجرد وزير طيران فقط، ولكن هناك مهمة أخرى سيكون مكلفا بها، فهناك خطة لإقامة 3 مطارات في منطقة مشروع قناة السويس الجديدة، وأنه سيكون مشرفا عليها، وقد أهلته لهذه المهمة مواصفاته القيادية ودقته وحسمه.