غالبًا ما يكون النظام الغذائي القائم على كميات كبيرة من البروتين أكثر فعالية في إنقاص الوزن من النظام القائم على الأغذية منخفضة الدهون وحدها. تؤمن المأكولات التي تحتوي على البروتين من 12 إلى 18 % من السعرات الحرارية اليومية، أمّا مصادرها فحيوانية مثل اللحوم والبيض، كما تتواجد في الحبوب وبعض الفواكه والخضار. تجعل هذه الأغذية الإنسان يشعر بالشبع كما يمتص الجسم الكثير من الطاقة الناتجة عنها ويحولها إلى حرارة. ولكن في المقابل فانّ حمية البروتين تحتاج إلى النظر اليها بعناية كاملةً للوقاية من أية مخاطر واثار جانبية قد يتعرض لها الإنسان كيف يعمل هذا النظام؟ أثبتت الدراسات الأخيرة انّ الوجبات الغنية بالبروتينات تحقق نتائج أفضل في إنقاص الوزن من الوجبات العادية. ويعود ذلك إلى انّها تعطي احساسًا بالشبع، تمد الجسم بالطاقة، كما انّها تؤدي إلى فقدان قدر أقل من العضلات في الوقت الذي لا تتراكم فيه طبقات جديدة من الدهون عند التوقف عن متابعة النظام الغذائي. ولكن قد يحمل هذا النظام تأثيرًا سلبيًا على الكليتين والإصابة بالغثيان والتهيّج وخفقان القلب هل هذا النظام الغذائي آمن؟ انطلاقًا مما سبق، هل يمكن اعتبار هذا النظام القائم على البروتين آمنًا أم مضرًا؟ يختلف علماء التغذية في الاجابة عن هذه التساؤلات، ونصبح أمام خيارين: وجهة النظر الأولى لا تنصح باتباع حمية عالية قائمة على البروتين، ويعود السبب في ذلك إلى انّ اللحوم الدهنية كثيرة جدًا ومنتجات الأبان قد ترفع نسبة الكولسترول وخطر الإصابة بالنوبات القلبية، كما انّ تناول الكثير من الخضروات والحبوب تسرق الألياف المهمة من الجسم. أمّا وجهة النظر الثانية، فتنصح باتباع هذا النظام الغذائي لانّ نسبة البروتين العالية تساعد على مكافحة السمنة، من هنا يتوجب اتباع نظام معتدل يقلل الدهون ولا يزيد من نسبة الكربوهيدرات. بشكل عام، فانّ البروتين يحتوي على نسبة منخفضة من الدهون وبعض الكربوهيدرات. ولتفادي تلك المشكلة، يُنصح بعدم الاكثار من البروتينات خلال الوجبة الواحدة من الطعام. على سبيل المثال، إذا كان الطعام الأساسي عبارة عن قطعة لحم، تجني تناول الخضروات والحبوب معها. ماذا عليكِ أن تأكلي؟ إذا كنت تريدين اتباع نظام غذائي عالي البروتين، يُنصح بتناول اللحم الأبيض أي الدجاج. من خلال الدجاج ستحصلين على كمية أقل من الدهون مقارنة باللحم الأحمر. ويُستحسن ازالة الجلد عنه لانّها تكون مليئة بالدهون المشبعة. لا تتسائلي كثيرًا فيما إذا كنتِ ستحصلين على وجبة من السمك خلال اتباع هذه الحمية، فالاجابة حتمًا نعم. لا تحتوي الاسماك على الكثير من الدهون لذا فانّها لا تسبب الضرر. وحتى تلك الاسماك التي تحتوي على كميات أكبر من الدهون مثل السلمون والتونة فانّها خيارات جيدة، لانّ هذه الدهون وتُسمى أوميغا 3، مفيدة إلى الجسم وتقي من السرطان والتهاب المفاصل وأمراض القلب. يحتوي البيض على الكولسترول ولكنه غير ضار كثيرًا. ويُستحسن تناول بياض البيض وليس صفارها لانّه يحتوي على كميات أقل من الكولسترول. تُعتبر الحبوب وخاصة الفاصولياء خيارًا جيدًا. تحتوي الفاصولياء على البروتين والألياف، تساعد على الشعور بالشبع لفترة أطول كما تساعد على خفض الكولسترول. يمكن تناول الألبان القليلة الدسم ايضًا، فهي ليست غنية فقط في البروتين بل توفر الكالسيوم للعظام. اذًا، كلما ازدادت نسبة البروتين، ارتفع بالمقابل خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية. احرصي على استشارة الطبيب من أجل الحصول على كميات معتدلة من حمية البروتين.