رؤية.. طفلة نظرت للسرطان وقالت مش خايفة

هكذا وقفت وأمسكت فانوسها واستعدت لأحفر ملامح وجهها بعدستى الخاصة لتكون تلك الصورة ذكرى تحتفظ بها الى الأبد.
"رؤية" ذات الأربع سنوات كانت تقف خجولة بجانب والدها فى البهو الخاص بمستشفى 57357 تنتظر دورها كبقية المرضى لدرجة أنها لم تستطع أن تعبر عن فرحتها بالفانوس كبقية الأطفال.
"ابتسامة صغيرة" كانت ردها الوحيد حين سألتها عن "ماذا تتمنى أن تكون؟! " وكأن تلك الابتسامة كانت تعنى أنها لا تتمنى سوى "الأمل".
شعرت بأننى أقف أمام طفلة بريئة رغم كل ذلك ولكنها لم تع مدى خطورة ما فيه الان ولعل هذا الامل يكون سببا فى تخطيها المرض.
كان والدها يبتسم وهو يراها تنظر لعدسة الكاميرا لألتقط لها صورة، كانت ابتسامته يصحبها شىء من الامل والحزن فى آن واحد على ابنته التى رزقه الله بها ولكن أصبح لا يدرى هل ستكون عونه حين يكبر أم سيحملها هو فى القريب العاجل إلى مثواها الاخير.
قال لى فى كلمات خافتة "ربنا يشفيها أدينا بنعالجها أهو وبنعمل اللى علينا والباقى على الله وحده".
وقفت هى فى عز وشموخ وقالت لى بصوت صغير "مش خايفة" تلك الكلمة كانت إجابة قاطعة على سؤالى الاخير "انتى مش خايفة؟! .
هكذا وقفت رؤية أمام مرضها بقوة لا يملكها الكثير من الأصحاء رغم صغر سنها.
الصورة القادمة والاخيرة من داخل المستشفى
عبد الرحمن...خد فانوسك وبردو مش هاتكلم