كانت بداية رحلتى داخل مستشفى أو كما ذكرت سابقا " منزل 57357 " وكنت فى أوضه خاصه للالعاب في الدور الاول، كان يترقبني من بعيد وانا اتحدث مع والدة أحد الاطفال، لفت نظرى شدة إنتباهه وقلت له " إزيك...أنا أحمد إنت اسمك إيه وعندك كام سنه " في إبتسامه خافته قال لي " أنا إسمى إسلام عندى 7 سنين ". شاور بيده وقال بصوت خافت " وطى وانا هاقولك " هكذا كانت تعبيراته حين سألته عن أمنيته فى المستقبل ثم قال لى فى أذنى وبكل خجل " أنا نفسي أطلع دكتور " وحين سألته عن السبب أجاب فى أذنى قائلا " علشان أعالج الى عندهم سرطان زى كده ". هكذا كنت أمام طفل عرف معنى من أهم المعانى التى لم يعرفها الاصحاء، فلن يشعر بالقوم الا من هو منهم. كنت أرغب فى أن التقط له صوره ولكن للاسف لم أستطيع فوالده لم يكن معه فى تلك اللحظات حينها قلت له " أوعه تمشي أنا هاكمل شغلى وراجعلك هنا علشان انا لازم أصورك وهاديك حاجه حلوه " فرح كثيرا ووعدنى ان يظل فى إنتظارى. إنتهيت من رحلتى التى صحبنى فيها الاستاذ طارق المكلف بإصطحابى فى المستشفى ومساعدتى فى العمل من قبل الاستاذ أحمد عبد المنعم المسؤل عن العلاقات العامه والاعلامين بالمستشفى وقلت له " أنا عاوز أرجع لاسلام " لم يرفض ولكن للاسف حين عدت مره أخرى لم أجده فكان من الواضح أن أخذه والده ورحل دون أن يصدقه أننى سوف أعود. حزنت كثيرا لعد إستطاعتى أن ألتقط له صوره ولكن سرعان ما إنتهى حزنى حين رأيته فى إحدى الصور الجماعيه التى قمت بإلتقاطها للاطفال فى الغرفه فى بدايه رحلتى داخل المستشفى كان يظهر فيها من بجانبه الايسر فقمت بقصها ووضعها لأنه يستحق أكثر من ذلك وانا أتحمل أمام والده كامل المسؤليه لنشرها دون إستئذانه دون تحمل المستشفى أو الموقع أى جزء من تلك المسؤليه.