سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ليست نكتة.. نتنياهو يطالب المجتمع الدولي بإدانة فلسطين.. الكيان الصهيوني يواصل قصف غزة لليوم الرابع.. وسقوط أكثر من 50 شهيدًا و500 جريح.. وإسرائيل تشترط تجريد القطاع من الصواريخ للتهدئة
صعّدت إسرائيل من عدوانها على قطاع غزة لليوم الثالث على التوالي، ضمن عمليتها العسكرية الموسعة التي أطلقت عليها اسم "الجرف الصامد"، حيث بلغ عدد الغارات الجوية التي شنتها منذ بداية العدوان 620 غارة متواصلة، ملحقة بالقطاع خسائر بشرية وصلت إلى 53 شهيدا و450 جريحا وتهديم عشرات المنازل. وبالتوازي مع ذلك، تعمل إسرائيل على حشد الرأي العام العالمي والغطاء الدولي حيث أجرى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو اتصالات هاتفية مع كي مون وكيري وميركل مبررا العملية العسكرية على غزة ومطالبا بإدانة دولية لإطلاق الصواريخ على بلاده. وذكر دبلوماسيون إن مجلس الأمن الدولي سيجتمع الساعة صباح اليوم الخميس لبحث العمليات العسكرية المتصاعدة بين اسرائيل والفلسطينيين وإن من المحتمل أن يطلع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون المجلس المؤلف من 15 دولة على تطورات الوضع. في غضون ذلك، جدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الأربعاء،التزامه بنهج المفاوضات وبحل الدولتين. معتبرا ما يحصل في فلسطين حاليا "هو حرب على شعبنا والأيام القادمة ستكون صعبة، مشيرا إلى أن "هذه الحرب بدأت في الخليل بحصار المحافظة والاعتداء على سكانها، ثم انتقلت للقدس بقتل الفتى محمد أبو خضير، والآن امتدت إلى غزة وباقي أنحاء فلسطين". وأضاف في كلمة له في مستهل اجتماع القيادة الفلسطينية، أنه يجري التحرك في أكثر من اتجاه من أجل وقف العدوان الإسرائيلي ووقف شلال الدم الفلسطيني، مشيرا إلى اتصالاته مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، والرئيس التونسي محمد عبد المنصف المرزوقي. وشدد الرئيس عباس على أن ما يحدث من قتل لعائلات بأكملها هو إبادة جماعية تمارس بحق الشعب الفلسطيني، وأن ما يحصل هو حرب على الشعب الفلسطيني بأكمله وليس ضد فصيل بعينه، وأن الأيام القادم ستكون أياما صعبة. في المقابل، أكد رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، خالد مشعل، مساء الأربعاء،على رفض حركته للتهدئة مع إسرائيل، قائلا: "هذا الأمر مرفوض كون الاحتلال الصهيوني هو من بدأ عدوانه". وقال خلال الخطاب المتلفز بأن "رمضان كان شهر الانتصارات؛ يوم العاشر من رمضان نصر العبور لشعب مصر العظيم وجيشها العظيم اللي (الذي) ننتظر نخوته لأمته". وأكد مشعل أن"الاحتلال الصهيوني هو من بدأ الحرب، والمقاومة والشعب الفلسطيني له الحق في الدفاع عن نفسه، ونقول لمن يريدون فرض تهدئة مقابل تهدئة عودوا إلى الوراء وليضغطوا على بنيامين نتنياهو (رئيس الوزراء الإسرائيلي) ليغير سياسته ووقف جرائمه في كل مكان في فلسطين". وقال: "يريد الغرب الهدوء، فليوقف نتنياهو عدوانه واستيطانه في الضفة والقدس والاعتقالات المتواصلة ضد أبناء شعبنا، ولينتهي الاحتلال بالكامل". رد نوعي من القطاع بالتزامن مع ذلك، أعلنت كتائب عز الدين القسام التابعة لحماس عن قصفها للمرة الأولى بلدة ديمونا حيث يقع المفاعل النووي الإسرائيلي، وهو ما اعترفت به قيادة الجيش الإسرائيلي على صفحتها على تويتر. ولفتت قيادة الجيش إلى أن منظومة القبة الحديدية الدفاعية أسقطت أحد هذه الصواريخ، فيما سقط الصاروخان الآخران في أماكن مفتوحة دون أن يتسببا في وقوع أضرار مادية أو خسائر بشرية، ومدينة ديمونا هي ثالث أكبر مدينة في النقب جنوبي إسرائيل، وتبعد عن قطاع غزة قرابة ال65 كم ، ويوجد فيها المفاعل النووي الإسرائيلي. الموقف المصري وصرحت مصادر سيادية مصرية بالقاهرة، بأن السلطات المصرية قررت فتح معبر رفح البري اليوم الخميس لعبور الجرحى الفلسطينيين من ضحايا العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة لعلاجهم بالمستشفيات المصرية على نفقة مصر. وأضافت المصادر بأن قرارا سياديا صدر من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لفتح معبر رفح واستقبال الفلسطينيين من الجرحى والمرضى لعلاجهم بالمستشفيات المصرية بعد تزايد أعداد ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع. واستعدت السلطات المصرية لاستقبال الجرحى الفلسطينيين بمستشفيات العريشوالقاهرة وسيتم تخصيص سيارات الإسعاف المصرية لنقل الجرحى لمستشفيات القاهرة. وساطة مصرية و ردود عربية غاضبة وجاءت ردود الفعل العربية منددة بالعدوان الإسرائيلي على غزة، داعية الأولى إلى الوقف الفوري لتصعيدها العسكري، وأجرى الرئيس عبد الفتاح السيسي اتصالا هاتفيا مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، متعهدا له بالتدخل للوقف الفوري للعدوان على غزة. وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية، إن السيسي، أكد لعباس، أن مصر حريصة على سلامة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وتجنيب القطاع هذا الهجوم الخطير ووقف التصعيد من أجل العمل على التوصل لوقف إطلاق النار بأسرع وقت ممكن". وكذلك دعت تونس المجتمع الدولي ومجلس الأمن "لتحمل مسؤولياتهما والتدخل العاجل لحمل الحكومة الإسرائيلية على الوقف الفوري والتام للاعتداءات غير المبررة على قطاع غزة، وفي الأردن، نظّم المئآت في اليومين الماضيين، وقفات احتجاجية عقب صلاة التراويح في العاصمة عمان وعدد من المحافظات، للتنديد بالعدوان الإسرائيلي على غزة. وجاء الموقف الرسمي مطابقا للموقف الشعبي، حيث حذر وزير الدولة لشؤون الإعلام، محمد المومني من "آثار الاعتداء الوحشي وما قد يجره من انعكاسات سلبية على القطاع والمنطقة بأسرها"، مطالبا "بوقفه فورا والابتعاد عن كل أشكال التصعيد والتحريض". وفي ظل إدانة غربية للحلقة الأضعف في المعادلة، تجد إسرائيل إرهاصات اجتياح بري للقطاع وتنفيذ حرب شاملة، بعد أن أعطيت الضوء الأخضر من القوى الغربية التي سارعت بإدانة صواريخ المقاومة قبل أن تدعو إسرائيل إلى ضبط النفس. الغرب يدين صواريخ المقاومة وتوالت ردود الأفعال الدولية الداعية إسرائيل إلى ضبط النفس، وفي مقدمتها الولاياتالمتحدة، حيث دعا الرئيس الأمريكي خلال مقال على "دي تسايت" الأسبوعية، الإسرائيليين والفلسطينيين إلى "ضبط النفس" في الصراع المتصاعد بينهما، و"عدم التصرف بطريقة انتقامية". وأدان الصواريخ المطلقة من القطاع تجاه إسرائيل، داعيا جميع الأطراف إلى وقف إطلاق النار. وكذلك جاءت ردة الفعل الأوروبية، حيث جاء في بيان لمكتب وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون: "الاتحاد الأوروبي يدين بشدة إطلاق النار العشوائي على إسرائيل من قبل جماعات مسلحة في قطاع غزة" واستدرك البيان "نستنكر سقوط عدد متزايد من الضحايا المدنيين خاصة من الأطفال، الذي تسببت به نيران الرد الإسرائيلية". جلسة طارئة في هذه الأثناء، أكدت مصادر دبلوماسية، أن مجلس الأمن سيعقد جلسة طارئة اليوم لبحث التطورات الخطيرة في القطاع وبحث التصعيد الإسرائيلي ضد قطاع غزة، على حد وصف تلك المصادر، إلا أن قرارا لوقف العدوان الإسرائيلي، تبدو احتماليته معدومة في ظل موقف أمريكي داعم لإسرائيل. وفي موقف متسق مع الموقف الأمريكي الذي أدان بشدة استهداف المقاومة الفلسطينية لإسرائيل، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة الأربعاء عن إدانته بقوة "الهجمات الصاروخية المتعددة التي شنت من غزة على إسرائيل"، مشددا "مثل هذه الهجمات غير مقبولة ويتعين أن تتوقف". ودعا بان، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامبن نتنياهو، إلى "إظهار أقصى درجات ضبط النفس واحترام الالتزامات الدولية لحماية المدنيين"، قائلا "أنا أدين العدد المتزايد من الأرواح التي أزهقت في غزة." إسرائيل تحشد الرأي العام وكما هي العادة، تتذرع إسرائيل بصواريخ المقاومة لتصعيد عملياتها العسكرية ضد القطاع، بالقصف الجوي والبحري والتلويح باجتياح بري، على ما يبدو بات وشيكا. وتعمل إسرائيل على حشد الرأي العام العالمي والغطاء الدولي، حيث أجرى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو اتصالات هاتفية مع كي مون وكيري وميركل، مبررا العملية العسكرية على غزة ومطالبا بإدانة دولية لإطلاق الصواريخ على بلاده. وقالت مصادر إسرائيلية إن تل أبيب تسعى إلى حشد تأييد فكرة تجريد قطاع غزة من مخزونه من الصواريخ كجزء من تفاهم على تهدئة طويلة المدى، مشيرة إلى أن إسرائيل قد تقبل تخفيف الحصار المفروض على القطاع في إطار قرار يلزم حماس بنزع الصواريخ.