يعقد قادة دول رابطة جنوب شرق آسيا قمة تاريخية فى بورما اليوم الأحد تشكل رمزا لعودة هذه الدولة التى كانت منبوذة إلى الساحة الدولية فى أجواء من التوتر بين الصين وجاراتها فى بحر الصينالجنوبى. والتقى رؤساء دول او حكومات الدول العشر الأعضاء فى الرابطة السبت فى نايبيداو عاصمة بورما فى قمة تستمر يومين وتشكل تحديا لبورما التى تتولى الرئاسة الدورية لآسيان. وتأتى هذه القمة بعد أيام من تصعيد فيتنام والفيليبين لانتقاداتهما إلى الصين التى تثير طموحاتها فى أراض القلق فى آسيا كما فى الولاياتالمتحدة. وفى ملاحظات يريد عرضها على القمة واطلعت عليها وكالة فرانس برس، دعا رئيس الوزراء الفيتنامى نجوين تان دونج نظراءه إلى الاحتجاج على "الانتهاكات الخطيرة" لبكين فى بحر الصينالجنوبى. وأضاف ان "هذا التحرك الخطير جدا كان وما زال يهدد مباشرة السلام والاستقرار والسلامة فى البحار". وكانت هانوى اتهمت الأربعاء سفنا صينية تحمى منشآت للتنقيب عن النفط فى منطقة متنازع عليها فى البحر، بمهاجمة سفن لها. وفى بيان مشترك نشر السبت، عبر وزراء خارجية دول الرابطة عن "قلقهم البالغ من التطورات الجارية"، واعترف وزير الخارجية الاندونيسى مارتى ناتاليجاوا بان "بحر الصينالجنوبى يبقى اختبارا لرابطة جنوب شرق آسيا". وتصاعد التوتر هذا الأسبوع بعدما أعادت بكين إقامة منصة فى المياه العميقة فى منطقة تطالب بها هانوى أيضا. وسجل عدد من الحوادث بين سفن فيتنامية وأخرى صينية يتبادل البلدان الاتهامات بشأنها. وتدور خلافات منذ فترة طويلة على أراض بين الصينوفيتنام، البلدين الشيوعيين المتجاورين حول ارخبيلى باراسيلز وسبراتليز اللذين يعتقد انهما غنيان بالنفط ويشكلان ممرين بحريين مهمين. وشهد عدد من المدن فى فيتنام تظاهرات معادية للصين الأحد. وامام السفارة الصينية فى هانوي، تجمع حوالى ألف شخص. ورفع محاربون قدامى وطلاب لافتات كتب عليها "الصين لا تسرقى نفطنا" و"الصمت جبن"، فى انتقاد لادارة هانوى هذا الخلاف. وقد رددوا أناشيد وطنية فى حديقة مقابل السفارة الصينية. ناقش زعماء دول جنوب شرق آسيا تزايد التوترات فى بحر الصينالجنوبى والاضطرابات السياسية فى تايلاند اليوم الاحد خلال القمة الإقليمية التى تستضيفها ميانمار للمرة الأولى. وفى اجتماع لوزراء الخارجية عقد أمس السبت قبل قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا صدر بيان مشترك حث جميع الاطراف على "ممارسة ضبط النفس وتفادى التحركات التى تقوض السلام والاستقرار فى المنطقة". جاء البيان فى أعقاب اتهامات فيتنامية بأن قوارب صينية صدمت قوارب فيتنامية واستخدمت مدفع مياه ضدها الأسبوع الماضى فى المياه المتنازع عليها فى بحر الصينالجنوبى. وتردد أن بيان آسيان أغضب بكين حيث ذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية هوا شون ينج أن النزاعات مع الصين فى بحر الصينالجنوبى قضايا ثنائية. وقال وزير خارجية إندونيسيا مارتى ناتاليجاوا "إعراب آسيان عن رؤيتها المشتركة حول بحر الصينالجنوبى لا يعنى أنها تعادى أى دولة من بين ذلك الصين". ومن المتوقع أن يتبنى الزعماء بيانا حول القضية فى وقت لاحق اليوم الاحد فى قمة الرابطة المكونة من عشرة أعضاء. وتختتم قمم الآسيان ،التى تعقد مرتين سنويا، بإصدار بيانات بشأن القضايا الإقليمية مثل التكامل الاقتصادى والاهتمامات الأمنية المشتركة. وكانت الاضطرابات السياسية فى تايلاند التى تفاقمت بسبب الإطاحة برئيسة الوزراء السابقة ينجلوك شيناواترا من خلال قرار للمحكمة يوم الأربعاء الماضى قضية رئيسية فى المناقشات فى التجمع الإقليمى الذى كان لا يتدخل لزمن طويل فى الشؤون الداخلية لاى دولة.