أكد المفكر السياسي الدكتور مصطفى الفقي، أستاذ العلوم السياسية، أنه ليس ثورياً ولا يتحمس لمنطق الثورة، وإنما يؤيد الإصلاح، ويرى أن التوجهات الإصلاحية مضمونة النجاح في الغالب، بينما الثورات تجلب مفاجآت ليست مضمونة، وإن كان فكر الثورة لا بأس به. جاء ذلك خلال احتفاء الصالون الثقافي العربي برئاسة الدكتور يحيى الجمل، نائب رئيس مجلس الوزراء الأسبق، أمس بالكاتب والمفكر المصري مصطفى الفقي عن مجمل أعماله الأدبية والفكرية في مقر ممثلية العراق بالجامعة العربية بالقاهرة بحضور نخبة من الكُتاب والمفكرين والسفراء العرب والإعلاميين من رواد الصالون الثقافي العربي. قدم الأمسية أمين عام الصالون وممثل العراق الدائم لدى الجامعة العربية السفير قيس العزاوي، الذي قال عن الفقي إنه رجل ذي قيمة كبيرة بفكره وعمله ومؤلفاته، وقد قرأت له الكثير من الكتب التي تتميز بالموضوعية لتناولها أفكارا ومعلومات غنية على مسافة واحدة من الحدث. من جهته قال الفقي: كنت ومازلت شخصية متنوعة لأنني نصف إعلامي ونصف مفكر ونصف أكاديمي ونصف كاتب، وكان من الممكن أن أُركز على حالة واحدة وأتميز بها وأكون صاحب مركز وموقع كبير في الدولة المصرية، لأن لدي تنويعات في شخصيتي بقدر ما أفادتني فقد أضرتني في الوقت ذاته، فأنا ابن المدينة والحضر، وإبن مصر وأوروبا، وانفتحت على الثقافات المختلفة. وأضاف الفقي: اخترت مشروعات معينة فكرية ومشروعي الأول كان عن الأقباط في مصر وكرست له أطروحتي في الدكتوراه في جامعة لندن في أوائل السبعينيات من القرن الماضي، واستنتجت أن مصر بلد فريد في العالم في التعامل مع الأقباط بحيث أعتبره إضافة للإنسانية. واستطرد قائلا: أما مشروعي الثاني فهو عربي وحدوي، ففي كتابي "تجديد الفكر القومي" أوضحت أن العروبة ليست قضية عاطفة وإنما هي منظومة إجتماعية وسياسية وإنتاجية مشتركة، ومن الممكن أن تحدث نوعا من الوحدة الاقتصادية والإجتماعية في العالم العربي، ونزعت منها موضوع الدين؛ لأنه كان يضايقني دائماً أن يتحدث العرب كمسلمين، وأشعر أنه لا يمكن استبعاد الآخر لأن قضية الإستبعاد تؤرقني تماماً. وأوضح الفقي أن القضية الثانية هي القومية العربية، مضيفا: تحدثت عنها بأنني لست مصريا بل عربي لأن المصريين يتحدثون دائماً وكأنهم هم العرب فقط، وأعتقد ان ذلك يأتي بمردود سلبي على القضية العربية، وأنا أتكلم عنها كعمق تأريخي وثقافي يجعل دمشق هي الحاضنة الأولى ويجعل بغداد هي عاصمة الحضارة الإسلامية ويجعل القاهرة هي العاصمة السياسية للعالم العربي. وقال المفكر المصري السيد ياسين: إن مصطفى الفقي شخص متعدد الجوانب وهو أستاذ بالعلوم السياسية وكاتب ومفكر سياسي، وإن المحاور الأساسية التي تكلم عنها في شخصيته مهمة أولها دوره في قضية الوحدة الوطنية التي تحمل المحاور الأساسية لمشروعه الفكري ، على سبيل المثال أنه درس شخصية (مكرم عبيد ) بإعتباره زعيم وطني بارز وهو مفكر عروبي يؤمن بالقومية العربية وهو نموذج للوحدة الوطنية المصرية حتى الآن مشيراً الى أن الفقي هو عروبي يفكر بالقومية العربية دائما . وأضاف ياسين، أن قدرة الفقي على نقده الذاتي مهمة في عالمنا اليوم مهمة لأنه احد أسباب التقدم في العالم لأنه يعترف بأخطائه موضحاً إن الفقي ذكر نقطة مهمة وهي أهمية الإصلاح وإنه يقف بالضد من الثورات . وأكد الدكتور صلاح فضل، رئيس أكاديمية النقد الأدبي، أن الفقي متدفق في حديثه عن تأريخ حافل ومهم مرَّ به عبر سنوات تسعفه ذاكرته النشطة، وهو من القلائل الذي يجمع بين قدرة الكلام المرتجل وقدرة الكتابة والتذكر من ناحية وهو رجل يجمع بين النظرية والممارسة واثر الى جانب العلم ان يظهر بمظهر السياسة البرغماتية والدبلوماسية المحنكة وفي الثقافة وهو يقرأ الواقع أكثر من الكتب ويحلله بطريقه جميلة وسلسلة . وقال الإعلامي محمد الخولي خبير الترجمة والإعلام في الأممالمتحدة عن الفقي إنه عندما إستعرض حياته اليوم بيَّن لنا إعترافات مهمة بأنه في تأريخ حياته أصاب كثيراً وأخطأ أيضا ، فهو إنسان يخطئ ويصيب موضحاً بأن فكرة الإصلاح والثورة التي طرحها الفقي مهمة للغاية ولابد من الإنتباه إليها في الدراسات المقبلة والكتابة عنها . وأشار الدكتور حسن حنفي، الكاتب والمفكر المعروف، إلى أن الفقي لديه القدرة على أن يعرض الأمور بأبسط التشبيهات وأوضح العبارات ولديه قدرة الأستاذ والزعيم وكلنا نحب أن نستمع إليها لنعرف ماهي السياسة المصرية من خلال تجاربه الذاتية. حضر الأمسية عدد من السفراء العرب وهم عاشور بو راشد مندوب ليبيا الدائم بالجامعة العربية والسفير بركات الفرا سفير فلسطين في مصر ومندوبها الدائم بالجامعة العربية ودنيس بريان صاحب أهم دار نشر فرنسية " هارمتان " وأسامة خليل مدير معهد الفنون والآداب العربية بباريس ووكيل وزارة الثقافة المصرية د. إيمان نجم والنشاط السياسي جورج إسحاق والدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية والدكتور حسين عبدالقادر رئيس الجمعية المصرية للتحليل النفسي.