العويس الثقافية تختتم احتفالات دورتها التاسعة عشرة وتكرم الفائزين

أسدلت مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية مساء أمس الخميس الستار على احتفالات تسليم جوائز دورتها التاسعة عشرة، بعد ثلاثة أيام شهدت معرض صور للفائزين، وجلسة شهادات حول تجاربهم الإبداعية، وتوقيعًا لإصداراتهم الجديدة، إلى جانب ندوتين للناقد حميد لحمداني والروائية إنعام كجه جي.
تكريم الفائزين
جرت مراسم التكريم بحضور الشيخ سالم بن خالد القاسمي وزير الثقافة، والدكتور أنور محمد قرقاش رئيس مجلس الأمناء، وأحمد فؤاد هنو وزير الثقافة ، وأعضاء مجلس الأمناء، وسط حضور لافت من الأدباء والمثقفين والإعلاميين من الإمارات والعالم العربي.
قدمت المؤسسة الدروع التذكارية للفائزين وهم: الشاعر العراقي حميد سعيد (جائزة الشعر)، والروائية العراقية إنعام كجه جي (جائزة القصة والرواية والمسرحية)، والناقد المغربي حميد لحمداني (جائزة الدراسات الأدبية والنقد)، والمفكر التونسي عبد الجليل التميمي (جائزة الدراسات الإنسانية المستقبلية).
المبدعين العرب
في كلمته خلال الحفل، قال الدكتور أنور محمد قرقاش رئيس مجلس أمناء المؤسسة: «يسعدني، ونيابة عن مجلس أمناء مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، أن أرحب بكم جميعا في هذا الحفل الذي نكرم فيه نخبة من المبدعين العرب الذين أثروا المشهد الثقافي والمعرفي العربي بإنتاجهم وأفكارهم وأعمالهم الرائدة.»
وأضاف :" نكرمهم اليوم تقديرًا لعطائهم وجهودهم، واعتزازًا بإسهاماتهم في صياغة الوعي الجمالي والفكري والثقافي لأمتنا. ويسرنا أن نرحب بكم جميعًا في الإمارات العربية المتحدة، أرض اللقاء والانفتاح، التي تؤمن بقدرة العرب على النهوض والتطور والنجاح، وترى في الإبداع والثقافة جسرًا للتواصل الإنساني وبناء المستقبل".
وتابع : نشعر بالفخر بمنح الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، جائزة الإنجاز، تقديرا لمسيرة سموه الاستثنائية في المجال الثقافي والمعرفي حول العالم.
وأشار إلى إن الفائزين بجائزة سلطان بن علي العويس الثقافية هم منارات الفكر والإبداع في عالمنا العربي، يضيفون إلى تراثنا الغني مزيدًا من العمق والتجدد، ويغذون مسيرة الإبداع العربي بما يفتح آفاقًا جديدة للفكر والمعرفة. وهذه الجائزة إنما تجسد تقديرًا مستحقًا لجهودهم المتميزة في ميادين الأدب والفكر والعلوم، ودافعًا لمواصلة العطاء والتميز.
مئوية الشاعر سلطان بن عويس
لقد كان عام 2025 عامًا مميزًا في مسيرة المؤسسة، إذ احتفلنا بمئوية الشاعر سلطان بن علي العويس، رحمه الله، من خلال سلسلة من الفعاليات الثقافية التي امتد صداها عربيًا وعالميًا، احتفاءً برمزٍ جعل من الكلمة جسرًا للتنوير، ومن الشعر رسالة للإنسان والحياة. لقد كان سلطان بن علي العويس نموذجًا للمثقف العربي الأصيل الذي عبر بصدق عن اعتزازه بالأدب العربي، وآمن بأن الثقافة هي زاد الأمة وضميرها، فأسس هذا الوقف الحضاري تكريمًا للكلمة المبدعة والعقل المستنير، ليكون منارة تنير دروب الفكر والإبداع العربي لأجيال متعاقبة.
مضيفا :"إن دولة الإمارات العربية المتحدة كانت ولا تزال نموذجًا رائدًا في دعم الثقافة والمبدعين، وإعلاء شأن الفكر والمعرفة، انطلاقًا من رؤية قيادتها الرشيدة. فالإبداع ركيزة للتنمية والتقدم، والثقافة روح المجتمع وضميره الذي يحفظ الهوية وينمي الوعي".
وفي هذه الأمسية التي نحتفي فيها بالفائزين ونثمن إسهاماتهم الثرية، نؤكد التزام مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية بدورها في دعم الإبداع وتكريم رموزه وصون القيم الثقافية التي تعلي من شأن الفكر والكلمة والإنسان. إن الأدب والثقافة والفكر ليسوا ترفًا، بل ضرورة إنسانية وحضارية تُبنى بها القيم وتتعمق الهوية ويتسع الوعي.»
جائزة أدبية
كما ألقت الروائية إنعام كجه جي كلمة الفائزين، قالت فيها: «باسم زملائي الأساتذة الفائزين بجائزة سلطان بن علي العويس الثقافية في دورتها التاسعة عشرة، وباسمي، أود التعبير عن الشكر والاعتزاز بهذه اللفتة النبيلة والكريمة. نبيلة لأنها تحمل اسم أديب شاعر ولد في هذه البلاد الطيبة، وتعرفون جميعا منزلة الشعر لدى العرب. وكريمة لأنها تأتي من رجل اجتهد طوال حياته لكي يخدم اقتصاد بلاده وأن يؤسس ما يسمح له برعاية العديد من المشاريع التربوية والثقافية، بعطاء جزل.
يأتي احتفالنا اليوم مع الذكرى المئوية لولادة صاحب الجائزة. جائزة أدبية مرموقة لا تتوشح باسم زعيم أو ملك أو سلطان، مع أنه سلطان باسمه الأول. سلطان الكلمة المرهفة والذكر الطيب.
أليس هو القائل في واحدة من قصائده:
إن يخل يومك من ذكرى معطرة
فقد اضعت من الأيام ما عبقا
له دوام الرحمة ولكم أمسية طيبة.»
كما قدم علي عبيد الهاملي تقرير لجنة التحكيم متضمناً حيثيات الفوز، قبل أن يصعد المكرمون لتسلم دروعهم والتقاط الصور التذكارية مع أعضاء مجلس الأمناء.
واختتم الحفل بعرض موسيقي لفرقة اكاديمية الفجيرة للفنون الجميلة، بمشاركة 45 عازفًا قدموا مقطوعات عربية وتراثية وخليجية، وفي ختام الأمسية سلمت الدكتورة فاطمة الصايغ درع العويس التذكارية للفرقة تقديرًا للمشاركين