كما يرتفع الستار في دار أوبرا القاهرة مساء، لم يجتمع فريق العمل لحضور افتتاح أوبرا عايدة لجوزيبي فيردي كما فعلوا في الماضي، وبدلًا من ذلك، تجمع أكثر من 300 من ممثلين وشعراء وكتاب وراقصي وموظفي المسرح يمسكون لافتات احتجاج، وفي كلمته، أعلن ناير ناجي: “,”لأن هناك خطة محكمة لتدمير الثقافة والفنون الجميلة في مصر فنحن نعلن الامتناع عن أداء الأوبرا الليلة“,”. وجاء ذلك كرد فعل بعد موجة من التسريحات والعزل في وزارة الثقافة في مصر، وظهرت على الساحة معركة سياسية جديدة في دور الأوبرا والمسارح في البلاد. من هنا أضاف العاملون في وزارة الثقافة أصواتهم إلى جوقة متزايدة من الاتهامات من المؤسسات الأخرى الذين يعتقدون أن الجماعة الإسلامية الحاكمة للبلاد وحزب الحرية والعدالة يحاولان تعزيز السيطرة على عملهم. ومنذ تعيينه قبل أربعة أسابيع قام وزير الثقافة علاء عبد العزيز بإقالة ثلاثة أعضاء بارزين في المشهد الثقافي في مصر: إيناس عبد الدايم رئيسة دار الأوبرا القاهرة، أحمد مجاهد رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، صلاح المليجى رئيس قطاع الفنون التشكيلية. و كرد فعل، صرح الروائي المصري بهاء طاهر الأسبوع الماضي أنه سيستقيل من المجلس الأعلى للثقافة الذي تديره الدولة احتجاجًا على تلك الإقالات وعلى أخونة الثقافة المصرية. “,”على مدى الأيام الماضية أقال الوزير العديد من الفنانين والمثقفين ذوي المكانة الثقافية من المناصب القيادية في المشهد الثقافي المصري“,”، حسبما قال طاهر، الحائز على جائزة “,”بوكر“,” العالمية للرواية العربية عام 2008، لإحدى وسائل الإعلام المحلية. وبعد عقود من الدكتاتورية، أَمِل الفنانون المصريون أن يخفف النظام الجديد في البلاد من القيود التي واجهتها حرية الإبداع، رغم أن لجماعة الإخوان المسلمين الحاكمة تاريخًا خاصًّا من فرض القيود على حرية التعبير أثناء حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك. ومع ذلك، يقول الفنانون: إن هذه الإقالات السابق ذكرها تعكس الاتجاه نحو إعادة فرض مثل هذه القيود، واستعداد الحكومة إلى اللجوء المتزايد إلى المحكمة من قبل المحافظين المتدينين لشن حملة على وسائل التعبير التي تعتبرها “,”مسيئة“,” أو “,”غير أخلاقية“,”. ويُخشى أيضًا من مناقشات عقدت اليوم بمجلس الشورى لتخفيض ميزانية وزارة الثقافة، ما سيحد من حيوية المشهد الفني والثقافي في البلاد.