نشرت صحيفة الجارديان مقالا اوردت فيه انه بارتفاع الستار في دار الأوبرا ، لم يقم الفنانين بتقديم افتتاح عايدة جوزيبي فيردي كما فعلوا في الليالي السابقة. بدلا من ذلك، احتج أكثر من 300 ممثل، والراقصات وموظفي المسرح، حاملين لافتات احتجاج. وفي كلمته، أعلن موصل ناير ناجي: "في وقفة ضد خطة مفصلة لتدمير الثقافة والفنون الجميلة في مصر، نمتنع عن أداء الأوبرا الليلة."
بعد موجة من الاقالات في وزارة الثقافة في مصر، برز دور الأوبرا والمسارح في ساحة المعركة السياسية في البلاد. و يضيف المؤدين أصواتهم إلى جوقة متزايدة من الاتهامات للمؤسسات الأخرى الذين يؤمنون بان حزب الحرية و العدالة يحاول تعزيز السيطرة على اتجاه عملهم.
منذ تعيينه قبل اربعة اسابيع، اقال وزير الثقافة، علاء عبد العزيز، ثلاثة أعضاء بارزين في المشهد الثقافي في مصر: رئيس دار الأوبرا في القاهرة، ايناس عبد الدايم، ورئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب أحمد مجاهد، وصلاح المليجى، رئيس قطاع الفنون التشكيلية.
في الأسبوع الماضي قال الروائي المصري بهاء طاهر انه سيستقيل من المجلس الأعلى للثقافة احتجاجا علي هذه الاجراءات، قائلا "وعلى مدى الأيام الماضية، اقال الوزير العديد من القيم والفنانين والمثقفين والمتعلمين تعليما عاليا من المناصب القيادية في مشهد الثقافة في مصر.. استقالتي للاحتجاج [ضد] تلك القرارات، التي تشهد على استراتيجية الوزير الواضحة للقضاء على الفنون والثقافة في البلاد."
بعد عقود من الدكتاتورية، كان الفنانين في مصر يأملون في أن يستخدم الحكام الجدد في البلاد نفوذهم علي الاقل لدحر بعض القيود التي واجهتهم. فقد عانت كانت جماعة الإخوان المسلمين بشكل خاص من قبل من القيود على حرية التعبير تحت حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك.
ومع ذلك، يقول الفنانين ان الاقالة تعكس الاتجاه نحو إعادة فرض مثل هذه القيود، واستعداد الحكومة المتزايد لشن حملة على وسائل التعبير التي يعتبرونها "مسيئة" أو "غير أخلاقية". ويخشى الفنانون أيضا ان تحد التخفيضات في الميزانية من حيوية المشهد الفني في البلاد.
ونصحت اللجنة المختصة بالثقافة بمجلس الشورى، و وسائل الإعلام والسياحة بتقليل الأموال المخصصة لشركات الفنون الأجنبية. وقد جادل عبد العزيز أيضا أن إزالة الرموز من داخل المؤسسات الثقافية قائم على الحاجة إلى اجتثاث الفساد.
ولكن يقول الفنانون ان التخفيضات تقوم على حسابات أكثر واقعية. وقالت داليا فريد فاضل، وهي خريجة العلوم السياسية ومغنية بالأوبرا، " هذا ليس لمحاربة الفساد. انه اجراء لضرب عصفورين بحجر واحد. مصر على حافة الإفلاس وفي هذه الحالة، ينظر الي تقليل الفنون باعتباره خيارا طبيعيا، لكننا لا يمكن أن نخسر الفنون، فهي جزء قوي من هويتنا كمصريين ".
وقالت ان الاقالة والتخفيضات في الميزانية تعكس طبيعة الاستقطاب المتزايد في السياسة المصرية، في مؤسسات الدولة التي يهيمن عليها الاسلاميين الذين يحاولون فرض الأخلاق الدينية على المؤسسات الفنية التي تتحدى الوضع الراهن. على سبيل المثال، في مجلس الشورى الأسبوع الماضي، دعا جمال حامد، وهو عضو في حزب النور السلفي المتشدد، لحظر رقص الباليه واصفا اياها بانه "فن العري". ورفض وزير الثقافة الاتهامات بأنه يحاول "أسلمة" الفنون، قائلا علي موقع الإخوان باللغة العربية: "هذا الحديث عن "أسلمة الثقافة" تعبير غريب"