النائب مجدي البري: روح العبور تقود مصر إلى المستقبل بقيادة السيسي    محافظ المنوفية يفتتح أعمال تطوير ورفع كفاءة نفق "كوبري السمك" بحي غرب شبين الكوم    فيديو.. أسامة ربيع: افتتاح قناة السويس كان أول عائد لنصر أكتوبر    وزير الإنتاج الحربي: أبو زعبل للصناعات المتخصصة من أكبر القلاع الصناعية العسكرية في الشرق الأوسط    الصليب الأحمر: مستعدون للعمل وسيطا محايدا لإعادة الأسرى الإسرائيليين والفلسطينيين    أوكرانيا تعلن إسقاط 83 طائرة مسيرة روسية خلال الليل    أبو الغيط يشارك في احتفالية توديع سفير قطر بالقاهرة ومندوبها لدى الجامعة العربية    السفير محمود كارم: قانون وطني شامل ينظم أوضاع اللاجئين على أرض مصر    جيبوتي تكشف سبب عدم خوض مباراة تصفيات كأس العالم في مصر    اجتماع حاسم في الزمالك لمناقشة مستحقات اللاعبين ومصير فيريرا    ضبط 80 طن لحوم فاسدة في حي البساتين بالقاهرة    قصور الثقافة تحتفي بانتصارات أكتوبر بعروض مواهب المحلة على مسرح 23 يوليو    في اليوم العالمي.. الثقافة تعلن أسماء الفائزين في مسابقة شباب المعماريين لإعادة تأهيل مراكز الإبداع    السينما وحرب أكتوبر: كيف تُشكل الأفلام وعي المصريين بالتاريخ؟    باحث ل الوثائقية: خلافات داخل القيادات السياسية حول ملء فراغ عبد الناصر    الأرصاد : انخفاض بدرجات الحرارة غدا وشبورة والعظمى بالقاهرة 32 درجة والصغرى 22    8 مصابين في تصادم ميكروباص برصيف كورنيش الإسكندرية    مجلس "الصحفيين" يهنئ الشعب المصري بذكرى انتصارات أكتوبر ويكرم أبطال الحرب    أسعار مواد البناء اليوم الاثنين 6 أكتوبر 2025    35 مليون جنيه سنويًا وحملة إعلانية.. شرط حسين الشحات للتجديد للأهلي    في الثانية وخمس دقائق.. كنائس الشرقية تدق أجراسها احتفالاً بذكرى نصر أكتوبر    «طقوس السطوح» عرض مسرحي يعلو القاهرة ضمن مهرجان «دي-كاف»    «الصحة»: عبدالغفار يشارك في ختام «مهرجان 100 مليون صحة الرياضي»    الزمالك يخوض مباريات دورى السلة بقائمة الفريق    التوعية والتمكين وتحسين البيئة للعاملين ..أبرز حصاد العمل بالمحافظات    خبير بالشأن الأفريقي: حكومة آبي أحمد توظف سد النهضة دعائيًا وتتجاهل القانون الدولي    الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة: شركات التجارة الإلكترونية ساهمت في تطوير التجارة وأثرت إيجابيًا علي الاقتصاد المصري    «الداخلية»: ضبط متهم بالنصب على مواطنين بزعم قدرته على العلاج الروحاني    المديريات توجه المدارس بمتابعة تسجيل الطلاب على منصة تدريس البرمجة    متخصصون من معرض دمنهور للكتاب: البحيرة تمتلك مستقبلًا واعدًا في الصناعة    مجلس الوزراء: سيناء.. الإنسان محور التنمية ونهضة عمرانية شاملة تحقق حياة كريمة لأبناء المنطقة    ممثلو «خور قندي الزراعية» يشكرون الرئيس لاستكمال صرف مستحقات أبناء النوبة    نجم الزمالك السابق يعتذر لمحمد مجدي أفشة    فالفيردي يغيب عن معسكر منتخب الأوروجواي    3 علماء يفوزون بجائزة نوبل في الطب لعام 2025 (تفاصيل)    مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 6 أكتوبر 2025 في المنيا    رئيس الاتحاد السكندري: نستعد لضم صفقات قوية في الميركاتو الشتوي.. والجمهور درع وسيف للنادى    نائبا رئيس الوزراء يشهدان اجتماع مجلس إدارة هيئة الدواء المصرية.. تفاصيل    بسبب التقصير في العمل.. إحالة الطاقم الإداري لمستشفى كفر الشيخ العام للتحقيق (تفاصيل)    «عبد الغفار» يشارك في ختام «مهرجان 100 مليون صحة الرياضي»    عالم بالأزهر: سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم أوصى بأهل مصر خيرا    «الداخلية» تكشف ملابسات فيديو يُظهر اعتداء على مواطن وأسرته بدمياط    محافظ البحيرة تضع إكليلًا من الزهور على النصب التذكاري للجندي المجهول بمناسبة انتصارات أكتوبر    كجوك والخطيب: القطاع الخاص المصرى مرن وإيجابي وقادر على التطور والنمو والمنافسة محليًا ودوليًا    رئيس الوزراء الفرنسي بعد استقالته: لا يمكن أن أكون رئيسًا للوزراء عندما لا تستوفي الشروط    نائب وزير الصحة يختتم جولته بالدقهلية بتفقد مستشفيات المنصورة والمعهد الفني الصحي    الرئيس السيسي يوجه التحية لترامب لمبادرته لوقف إطلاق النار في غزة    ما حكم وضع المال فى البريد؟.. دار الإفتاء تجيب    دار الإفتاء: الاحتفال بنصر أكتوبر وفاء وعرفان لمن بذلوا أرواحهم فداء الوطن    أسعار الخضراوات والفاكهة بكفر الشيخ الإثنين 6 أكتوبر 2025    ضبط ورشة لتصنيع الأسلحة البيضاء فى إمبابة والتحفظ على أكثر من ألف قطعة    السعودية تتيح أداء العمرة لجميع حاملى التأشيرات.. انفوجراف    جمهور آمال ماهر يتفاعل مع سكة السلامة واتقى ربنا فيا بقصر عابدين    ناشط إيطالى ضمن أسطول الصمود يعلن اعتناقه الإسلام داخل سجون إسرائيل    «العناني» يقترب من منصب المدير العام الجديد لليونسكو    سكته قلبية.. وفاة شخص قبل نظر نزاع على منزل مع زوجته وشقيقه بمحكمة الإسكندرية    منتخب مصر يودّع كأس العالم للشباب رسميًا    اعرف مواقيت الصلاة اليوم الأثنين 6-10-2025 في بني سويف    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الضفة الأخرى.. داليا عبدالرحيم: ممارسات إسرائيل العنيفة سبب في تنامي التطرف.. الجماعات الإرهابية استخدمت القضية الفلسطينية في تجنيد الشباب.. مستشار الرئيس الفلسطيني: مصر لم تدخر جهدًا لإنهاء الاحتلال
نشر في البوابة يوم 14 - 01 - 2024

كشفت الكاتبة الصحفية والإعلامية داليا عبدالرحيم، رئيس تحرير جريدة وموقع «البوابة نيوز» ومساعد رئيس قطاع القنوات الإخبارية بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية لملف الإسلام السياسي، عن الدعم الغربي لإسرائيل ودوره في تنامي التطرف على خلفية ما شهدته وتشهده غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي، موضحة أن الجماعات المتطرفة تستغل هذه الحرب وتُعزز خطابها المنحاز إلى العنف مستغلة انشغال المجتمع الدولي سواء بالحرب في شرق أوروبا تحديدا في أوكرانيا، أو الحرب الدائرة في شرق المتوسط وتحديدا في فلسطين.
وقالت الكاتبة الصحفية والإعلامية داليا عبدالرحيم، خلال تقديمها برنامج «الضفة الأخرى»، المذاع عبر فضائية «القاهرة الإخبارية»، إن أمريكا وأوروبا مشغولتان بدعم إسرائيل بدلا من بذل الجهود في مكافحة الجماعات المتطرفة التي تُهدد الشرق والغرب، فضلًا عن أن هذه التنظيمات تستثمر الحالة الحالية من أجل ترسيخ وجودها؛ وهو ما يضر بالأمن والسلم الدوليين؛ كما يضر بأمن المنطقة، موضحة أن ممارسات إسرائيل العنيفة كانت سببًا في تنامي الجماعات المتطرفة؛ فتخلت الولايات المتحدة عن دورها في مكافحة الإرهاب وما كانت تقوم به من خلال التحالف الدولي في مواجهة داعش وركزت جهودها في دعم حليفتها إسرائيل، وهو نفس ما جرى مع أوروبا، حيث خسرت فرنسا وجودها في وسط وغرب إفريقيا وساعد ذلك في تنامي النشاط الإرهابي في إفريقيا وتصاعد التهديدات الأمنية في المنطقة.
وأوضحت أن الإرهاب الإسرائيلي يقابله إرهاب متنامي من الجماعات المتطرفة؛ حيث عزز سلوك إسرائيل خطاب الجماعات المتطرفة؛ وهو ما يتطلب مواجهة على كافة الأصعدة بين سلوك إسرائيل وبين خطاب جماعات التطرف؛ فكل منهما يؤدي إلى الأخر ويُعزز فرص تنامي العنف والتطرف والإرهاب.
ولفتت إلى أنه بعد أكثر من ثلاثة أشهر حيث يتابع العالم كله "حرب الإبادة" التي أعلنتها دولة الاحتلال على غزة وأهلها، و التي ترتكب فيها إسرائيل "جرائم حرب " غير مسبوقة منظورة أمام محكمة العدل الدولية؛ طالت الأبرياء من المدنيين أطفالا ونساء وشيوخ، ولتسجل أكبر نسبة ضحايا من الأطفال في الحروب الحديثة، كما ذكر الأمين العام للأمم المتحدة أنه حتى الآن بلغ عدد الشهداء من الفلسطنيين أكثر من 22 ألف شهيد وأكثر من 50 ألف مصاب، وتدمير البنية الأساسية للقطاع تماما، وتدمير كل منشآت غزة والأحياء السكنية والمدارس والمستشفيات ودور الرعاية ومحطات الكهرباء والغاز والمياه، حتى دور العبادة من مساجد وكنائس لم تسلم من القصف والتدمير.
وأكدت أنه ما زال العالم يقف عاجزًا، وفشل في وضع حد للعدوان الوحشي على غزة، ونجحت فقط الجهود والمساعي التي كان لمصر دورًا مهمًا فيها في إعلان هدنة لعدة أيام لإطلاق سراح بعض الأسرى من الطرفين ودخول بعض المساعدات الإنسانية لغزة التي تعيش حصارًا شاملًا تعاني فيه من نقص الغذاء والمياه والطاقة والدواء والمستلزمات الطبية، ويستمر العدوان الإسرائيلي على الفلسطنيين في غزة ويمتد للضفة الغربية، ويستمر التعنت الإسرائيلي الرافض لتلك الدعوات والمبادرات الدولية لوقف الحرب، ويستمر الدعم والانحياز الأمريكي والغربي للعدوان الوحشي على غزة.
الضفة الأخرى.. داليا عبدالرحيم: التنظيمات المتطرفة استغلت أحداث غزة في توسيع قاعدتها
وأشارت إلى أنه منذ 7 أكتوبر حاولت عدد من التنظيمات المتطرفة الركوب على الأحداث واستغلالها في توسيع قاعدتها؛ فأصدرت خطب وبيانات غلب عليها الطابع الدعائي لمحاولة استغلال الحدث إعلاميا، موضحة أن الجماعات المتطرفة كانت حاضرة منذ اللحظة الأولى في الحرب الدائرة، وهنا يجب الانتباه إلى كل الممارسات الإسرائيلية التي تدعم الإرهاب أو تصب في دعمه، وإذا كان هناك ثمة بيئة للعنف فإن هذه البيئة قد خلقتها إسرائيل التي هاجمت الشعب الفلسطيني بوحشية ثم ذهبت لوصفه مع وصف حركات المقاومة بالإرهاب، متسائلة: "ماذا قدمت جماعت التطرف والإرهاب المتسترة بخطاب إسلامي لصالح قضية فلسطين والشعب الفلسطيني؟.. وهل كانت جادة وداعمة بحق في ميدان الصراع؟ أم اكتفت بالبيانات والخطب الحماسية.. وبتعبير الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش "تدعو لأندلس إن حوصرت غزة".. وهل تم استغلال وتوظيف واستخدام القضية الفلسطنية لمصلحة أفكار وجماعات التطرف على صعيد الانتشار وجذب الأنصار وتجنيد الأعضاء؛ بل وجمع الأموال لصالح تلك التنظيمات.
الضفة الأخرى.. داليا عبدالرحيم: الجماعات الإرهابية استخدمت القضية الفلسطينية في تجنيد الشباب
وأكدت أننا نفرق تمامًا بين حركات المقاومة التحررية التي تدافع عن أرضها وشعبها ولها كل الحق في ذلك، وبين الجماعات المتطرفة المستغلة التي لا تجلب سوى الخراب، وما حدث في 7 أكتوبر هو فعل مقاوم بامتياز؛ ولكن على الجانب الآخر فالتنظيمات والجماعات الإرهابية ركزت منذ تدشينها وحتى الآن على إدراج القضية الفلسطينية ضمن خطابها الدعائي العام لتحقيق أهدافها المتعلقة بالتجنيد والحشد والدعم المادي، حتى وصل الأمر إلى إلحاق اسمها بالقضية الفلسطينية ليعبر عن دفاعها عن القضية، مثل جماعة "أنصار بيت المقدس"، لكن هذه الجماعات لم تقدم شيئاً لخدمة القضية، ولم توجه سلاحها إلى الجانب الإسرائيلي على الإطلاق، بل على العكس كانت تُنفذ إرهابها في مناطق نشاطها الجغرافي، وأسفرت عن سقوط المئات من الأبرياء.
وأضافت أن هذه الجماعات تُجيد استخدام القضية الفلسطينية في تجنيد الشباب للعمل تحت لوائها، عبر ترويج أفكارها واستراتيجيتها في التعامل مع القضية كمدخل رئيسي لإثارة عاطفة الشباب واستغلالهم تحت شعار تحرير الأرض المحتلة ونصرة المستضعفين، ومن ثم استقطابهم لاحقاً لساحات القتال في عدد من المناطق الجغرافية التي تكون بعيدة كل البعد عن القضية الفلسطينية أو استهداف الاحتلال الإسرائيلي.
وأوضحت أنه من الناحية الأخرى لا يوجد أي ظرف يسوغ للاحتلال المجازر اليومية التي يقوم بها ضد شعب أعزل محروم من أبسط مقومات الحياة ويعيش ظروف غير إنسانية منذ عشرات السنوات.
الضفة الأخرى.. داليا عبدالرحيم: إسرائيل مصدر إثارة الاضطرابات وعدم الاستقرار في المنطقة
واستطردت أننا أمام حقيقة مهمة تقول بأن الاستعمار الغربي عمل على زرع واحد من أخطر أشكال الاستعمار الحديث في قلب الوطن العربي، وهو الدولة الصهيونية في فلسطين وتشريد معظم شعبها، وما زالت هذه الدولة السرطانية تُمثل منذ عقود مصدراً دائماً لإثارة الاضطرابات والحروب وعدم الاستقرار في المنطقة، مسنودةً بما تتمتع به من أشكال الدعم السياسي والاقتصادي والعسكري من الولايات المتحدة والدول الغربية، ولو أن الأقطار العربية قُدر لها تاريخياً ألا تتعرض لذلك الظلم التاريخي من الاستعمار القديم والجديد، فهل كان للقاعدة أو «داعش» وأخواتها من الجماعات الإرهابية لتظهر أصلا؟.
وأضافت أن الغرب قام بتمهيد التربة والمناخ لنمو بذرة الإرهاب والتطرف، ومن نتاجها ولادة هذه التنظيمات، منذ تمويل أميركا وحلفائها لما أطلقوا عليهم مجاهدين وتعبئتهم دينياً ونفسياً على تأدية فريضة الجهاد المزعوم ضد الاحتلال السوفيتي الكافر على حد وصفهم في أفغانستان كفريضة مقدمة تطوير ونمو بلدانهم وتحرير فلسطين، وبتشجيع ودعم مالي وعسكري غير محدود، وبما يخدم في المقام الأول المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة، في سياق حربها الباردة مع السوفيات، وإلهاء شباب المنطقة عن قضاياهم الوطنية والداخلية وقضية فلسطين وتوجيههم إلى أفغانستان، وبعد ذلك انقلب السحر على الساحر، وأخذ الإرهاب يوجه ضرباته يميناً وشمالاً حتى استفحل خطره وباتت سيطرة السحرة عليه أشبه بالمعجزة.
وأوضحت أنه رغم كل ما حدث ما زال العالم الغربي يقف متفرجًا أمام العربدة الإسرائيلية، وغير قادر على إنفاذ أي قرارات على أرض الواقع، ولكن هذا عن المواقف الدولية، فماذا عن المواقف العربية؟، هل قدمت الدول العربية الدعم الكافي لغزة ولصمود أهلها.
الضفة الأخرى.. داليا عبدالرحيم: مواقف مصر ثابتة وحاسمة فيما يخص الصراع الإسرائيلي الفلسطيني
ونوهت بأن مواقف مصر على مدار مسيرة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ثابتة وحاسمة، وأولها اعتبار القضية الفلسطنية قضية أمن قومي مصري، ومع تفجر الأوضاع في 7 أكتوبر الماضي وبداية العدوان الشامل على قطاع غزة حذرت مصر من مخاطر التصعيد الإسرائيلي واستهداف المدنيين والأحياء السكنية والمستشفيات، وطالبت بوقف فوري للقتال، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية لأهل غزة.
وأضافت أن مصر الشعب والدولة والرئيس أعلنوا الدعم الكامل للشعب الفلسطيني، وأن يقوم المجتمع الدولي بدوره ومسؤلياته لحماية أهل غزة، والسعي الجاد لحل القضية وفقًا لقرارات الأمم المتحدة التي تضمن للفلسطنيين الحق في إقامة دولتهم الكاملة السيادة، وبذلت مصر جهودًا وسعت بين مختلف الأطراف لتحقيق الهدنة التي سمحت بدخول إمدادات الإغاثة الإنسانية لأهل غزة، وإطلاق سراح بعض الأسرى من الجانبين، مشيرة إلى أن مصر تستمر في جهودها لجمع شمل الفصائل الفلسطينية وتوحيد الصف الفلسطيني تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني.
وأوضحت أن آخر هذه الجهود مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في القمة الثلاثية المصرية الأردنية الفلسطينية، التي عُقدت يوم الأربعاء الموافق 10 يناير بمدينة العقبة بالأردن، وقد تم التوافق خلال القمة على الرفض القاطع لأية مساعي أو محاولات أو مقترحات تهدف لتصفية القضية الفلسطينية، أو تهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم، كما تم تأكيد الرفض التام لأية محاولات لإعادة احتلال أجزاء من غزة، والتشديد على ضرورة تمكين أهالي القطاع من العودة إلى ديارهم، وأن يضطلع المجتمع الدولي بمسئولياته لتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة، وعلى رأسها قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، وقد تم التحذير من خطورة الأعمال العدائية في الضفة الغربية، فضلاً عن الانتهاكات التي تتعرض لها المقدسات الدينية، والتي تزيد من الاحتقان في المنطقة، الأمر الذي قد يؤدي إلى خروج الوضع عن السيطرة.
ولفتت إلى أنه يحاول الساسة والخبراء والمهتمين الآن الإجابة على السؤال الأهم وهو "ماذا بعد انتهاء الحرب وكيف يكون شكل اليوم التالي ومن الذي سيحكم غزة"، هذه الأسئلة وغيرها تدور في أذهان الجميع فلابد لآلة القتل أن تتوقف ويجلس الجميع على طاولة التفاوض، ومن هنا كانت الرؤية المصرية سباقة للإجابة عن تلك الأسئلة وغيرها، حيث شددت على أن حكم غزة أمر بيد الشعب الفلسطيني، والسلطة الفلسطينية و"منظمة التحرير" الفلسطينية هما الممثلان الشرعيان للشعب الفلسطيني، وينبغي منحهما القدرة على حكم الضفة الغربية وغزة، وأن مصر ستفعل ما بوسعها من أجل السعي لإقامة دولة فلسطينية وتطبيق "حل الدولتين"، كما أن مصر لم تقترح نزع سلاح الدولة الفلسطينية، وإنما أعادت تقديم المقترح الموافق عليه من قبل السلطة كجزء من حل الدولتين.
وأكدت أن كل هذا يؤكد أن هناك مجموعة من الثوابت التي تحكم الرؤية المصرية للقضية الفلسطينية، ومن بينها مستقبل قطاع غزة، وأول تلك الثوابت هو احترام حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وبناء دولته، وأن مصر بحكم علاقتها التاريخية بالقضية الفلسطينية لديها رؤية عميقة لهذا الملف، وتدرك جيداً أن كل السيناريوهات المطروحة التي لا تفضي إلى بناء دولة فلسطينية مستقلة لن توفر الأمن والاستقرار، بل ستمثل استمراراً في نهج الفرص الضائعة، وأن الإشارة لأهمية استعادة دور السلطة الوطنية الفلسطينية في مستقبل قطاع غزة ترتبط أساساً برؤية مصر للتسوية الشاملة، وهو ما ينسجم مع مرتكزات الموقف الفلسطيني نفسه، ويُعد تأكيداً لمواقف مصر الراسخة بشأن إنهاء الانقسام الفلسطيني وإيجاد البيئة المناسبة لإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة جنباً إلى جنب مع إسرائيل.
واختتمت: "هكذا كانت مصر وستظل بمواقفها الحاسمة، وبتضحيات شعبها، ودماء شبابها وجنودها الداعم والمساند الأكبر للقضية الفلسطنية، وها هي اليوم بذات الحسم والوضوح تعلن رفضها لمخططات وسيناريوهات تهجير سكان غزة، وكما أعلن الرئيس السيسي أن القبول بمثل تلك المخططات يعني تصفية القضية الفلسطنية وإهدار الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ولن تشهد المنطقة استقرارا وسلاما إلا بإقامة الدولة الفلسطنية كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشرقية".
مستشار الرئيس الفلسطيني: الشعب الفلسطيني المظلوم لا يمكن أن يُلام على المقاومة
من جانبه قال الدكتور محمود الهباش، مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدينية، إن الاحتلال الإسرائيلي أساس وجود العنف في الشرق الأوسط بشكل عام ومنبعه، مشيرًا إلى أن الشعب الفلسطيني المظلوم لا يمكن أن يُلام إذا ابتكر أي وسيلة لمقاومة هذا الظلم.
وأضاف "الهباش"، أن بعض الجهات ربما تتزرع بالمظالم الفلسطينية لتنفيذ بعض الأجندات، وهذا ما فعلته القاعدة وداعش، وغيرها من الجماعات، ولكن الشعب الفلسطيني لديه ما يبرره في الانتفاضة ضد الظلم الإسرائيلي للتصدي للإرهاب الإسرائيلي.
وأشار إلى أن الاستعمار الغربي ودوائر الاستخبارات الإسرائيلية هم من اخترعوا تنظيمات العنف والتطرف والإرهاب، موضحًا أن هناك عنف وإرهاب يهودي في المنطقة، ومن أجل التغطية على هذا الإرهاب الإسرائيلي، وتم اختراع ما يسمى بالتطرف الإسلامي وما يسمى بالإسلام السياسي، والذي لا يمت بصلة للثقافة العربية والإسلامية ولا للتراث الحضاري والإنساني.
الضفة الأخرى.. مستشار الرئيس الفلسطيني: العدوان الإسرائيلي يغذي ثقافة الكراهية
ولفت إلى أن العدوان الإسرائيلي يغذي ثقافة الكراهية، وردود الأفعال المنبعثة من ثقافة العين وبالعين والسن بالسن والمواجهة، وهذا حق للشعب الفلسطيني، موضحًا أن المبالغة في العدوان على الشعب الفلسطيني بالتأكيد سيكون له رد فعل، وهذا أمر طبيعي سواء من الشعب الفلسطيني أو من العرب والمسلمين.
وأكد أن هناك بعض الأفكار المتطرفة التي قد تتسلل ليس من أجل القضية الفلسطينية، ولكن من أجل تنفيذ أجندات غربية للتشويش على النضال الوطني الذي يخوضه الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي.
الضفة الأخرى.. مستشار الرئيس الفلسطيني: أمريكا تستخدم الجماعات المتطرفة لضرب الدول العربية
ونوه بأن الولايات المتحدة الأمريكية هي من تستخدم الجماعات المتطرفة من أجل ضرب استقرار الدول العربية والإسلامية بشكل عام، مشيرًا إلى أن بداية محاربة التطرف وثقافة الكراهية هو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، كما أن بداية محاربة التطرف يكون بمحاربة التطرف والعنف والاحتلال الإسرائيلي، والقضاء على كل أسباب العنف، فلكل فعل له رد فعل.
وشدد على ضرورة رد حقوق الشعب الفلسطيني، وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه في الاستقلال، والتمتع بحقوقه مثل باقي شعوب العالم.
مستشار الرئيس الفلسطيني: الدول الداعمة للاحتلال الإسرائيلي تزرع بذور العنف والحرب
وأوضح أن الدول التي تدعم الاحتلال الإسرائيلي تزرع بذور العنف والحرب، وربما تتحول الحرب على قطاع غزة إلى حرب دينية، وإذا حدث هذا، فكل مراحل الحروب السابقة ستكون مزحة، مشددًا على ضرورة تطبيق قرارات الشرعية الدولية التي تنص على إنشاء الدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، مشيرًا إلى أن الشرعية أعطت الشعب الفلسطيني دولة في جزء من وطنه، ورغم ذلك فلا يزال الشعب الفلسطيني غير متمكن من إقامة دولته في هذا الجزء.
ولفت إلى أن من يحاول أن يجعل لقطاع غزة مستقبل منفصل عن الضفة الغربية فهو يززع بذور العنف، ويسعى لغياب الاستقرار ونشر العنف في المنطقة.
مستشار الرئيس الفلسطيني: مصر عامل رئيسي في جهود إنهاء الاحتلال الإسرائيلي
وأشار إلى أن مصر كانت حاضرة في كل مراحل القضية الفلسطينية، حيث خاضت العديد من الحروب للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، وما تزال مصر تعمل على دعم القضية وتطبيق قرارات الشرعية الدولية، مؤكدًا أن هناك تطابقًا في الرؤى بين مواقف القيادة المصرية والفلسطينية، لافتًا إلى أنه يقدر كافة الجهود المصرية في مواجهة العدوان الحالي على قطاع غزة، ومواجهة مخطط التهجير سكان قطاع غزة.
واختتم بأن مواقف مصر عطلت مخطط التهجير الفلسطيني، ولا تزال مصر تقوم بدور مشكور من أجل وقف العدوان، وإمداد قطاع غزة بكل طاقات البقاء من خلال إدخال المساعدات الإنسانية، مشيرًا إلى أن مصر عامل رئيسي في تفعيل الحل السياسي القائم على إنهاء الإحتلال الإسرائيلي، وإنشاء الدولة الفلسطينية على حدود 1967.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.