رئيس الوفد: قانون الفتوى جاء في وقته وننتظر تعديلا لإضافة حقوق المسيحيين    رئيس الأركان يعود إلى أرض الوطن بعد انتهاء زيارته الرسمية لتركيا    جدول امتحانات الصف السادس الابتدائي الترم الثاني 2025 بالقاهرة    جلسة نقاشية بحزب مصر أكتوبر لمناقشة آخر تطورات قانون الإيجار القديم    نتنياهو: ترامب لا ينوي الاعتراف بدولة فلسطينية    غدا.. رئيس الوزراء اليوناني يلتقي نظيرته الإيطالية في روما    أرسنال يبحث عن تقليص الفارق أمام ليفربول بعد 30 دقيقة    ضبط 6 متهمين بغسل 60 مليون جنيه من تجارة المخدرات في الجيزة    في صحة عمرو موسي!    آدم البنا يطلق أغنية جديدة مع مدين وتامر حسين بعنوان "هنعمل إيه"    وزير الصحة يؤكد دعم الدولة لمهنة التمريض    خبير لوائح يكشف لمصراوي مدى قانونية طلب الزمالك من السفارة الأمريكية بخصوص زيزو    مصدر مقرب من اللاعب ل في الجول: عمر فايد يرغب باستمرار مشواره الاحترافي    "توصيات لجنة التخطيط".. تفاصيل زيارة بيوليس للزمالك ومنصبه المحتمل وحضور مباراة بيراميدز    جنى يسري تتألق وتحرز برونزية بطولة العالم للتايكوندو للناشئين تحت 14 سنة    الدفاع الهندية: الضربات الباكستانية كانت عشوائية واستهدفت مراكز دينية ومدنيين    طرح 3 شواطئ بالإسكندرية للإيجار في مزاد علني| التفاصيل والمواعيد    بدء ماراثون الامتحانات..موعد اختبارات الترم الثاني 2025 لصفوف النقل    المستشار الاقتصادى للبيت الأبيض: الصينيون متحمسون لتوازن علاقاتنا التجارية    صور.. تفاصيل زيارة رئيس الأركان إلى تركيا لبحث التعاون العسكري    ترقية في العمل ومكافأة.. توقعات برج الثور في النصف الثاني من مايو 2025    الصور الأولى من فيلم هيبتا: المناظرة الأخيرة    الرياضية: النصر يقترب من الموافقة على رحيل لابورت    القاصد يشهد حفل ختام الأنشطة الطلابية بجامعة المنوفية الأهلية ويكرم المتميزين    "ليسيه الحرية" يشهد حفل افتتاح الدورة الرابعة من مهرجان المسرح العالمي    نائبة التنسيقية: قانون تنظيم الفتوى يضع حدًا لفوضى الفتاوى    مياه البحر الأحمر: العمل على مدار الساعة لسرعة الانتهاء من إصلاح خط الكريمات    اقتراحات الملاك بجلسة الحوار المجتمعي بالنواب: تحرير عقد الإيجار بعد 3 سنوات وزيادة الأجرة بنفس قيمة مسكن مماثل    ضمن الموجة 26 بقنا.. إزالة 8 حالات تعدٍ على الأراضي الزراعية بمركز الوقف    السكرتير العام المساعد لبني سويف يتابع سير منظومة العمل بملف التصالح بالمركز التكنولوجي في الواسطى    خلف الزناتي: تنظيم دورات تدريبية للمعلمين العرب في مصر    التصريح بدفن شاب لقى مصرعه غرقا في مياه نهر النيل بأطفيح    ضبط طالب تعدى على آخر بسلاح أبيض بسبب مشادة كلامية في الزاوية الحمراء    هشام أصلان يرصد تجربة صنع الله إبراهيم ومحطات من مشروعه الأدبي    انطلاق قافلة دعوية مشتركة بين الأزهر الشريف والأوقاف    مسؤولون أمريكيون: هناك خلافات بين ترامب ونتنياهو بشأن التعامل مع قطاع غزة وإيران    وفاة سيدة أثناء ولادة قيصرية بعيادة خاصة فى سوهاج    نجم نيوكاسل ينافس محمد صلاح بقائمة "ملوك الأسيست" في الدوري الإنجليزي    محافظ الشرقية يشهد حفل قسم لأعضاء جدد بنقابة الأطباء بالزقازيق    هل يجبُ عليَّ الحجُّ بمجرد استطاعتي، أم يجوزُ لي تأجيلُه؟.. الأزهر للفتوى يوضح    محافظ الأقصر يتفقد أعمال فتح أكبر شارع بمنطقة حوض 18 بحى جنوب    وزير الخارجية يؤكد على موقف مصر الداعي لضرورة إصلاح مجلس الأمن    خبر في الجول - عمر خضر يقترب من الغياب أمام غانا بسبب الإصابة    تأجيل محاكمة 41 متهم ب "لجان العمليات النوعية بالنزهة" استهدفوا محكمة مصر الجديدة    نظام غذائي صحي للطلاب، يساعدهم على المذاكرة في الحر    مرشح حزب سلطة الشعب بكوريا الجنوبية يسجل ترشحه للانتخابات الرئاسية    ارتفاع كميات القمح المحلي الموردة للشون والصوامع بأسيوط إلى 89 ألف طن    القاهرة الإخبارية: الاحتلال الإسرائيلى يواصل قصف الأحياء السكنية فى غزة    محافظ الدقهلية يحيل مدير مستشفى التأمين الصحي بجديلة ونائبه للتحقيق    ماذا يحدث للشرايين والقلب في ارتفاع الحرارة وطرق الوقاية    ضبط 575 سلعة منتهية الصلاحية خلال حملة تموينية ببورسعيد -صور    عاجل- البترول تعلن نتائج تحليل شكاوى البنزين: 5 عينات غير مطابقة وصرف تعويضات للمتضررين    ما حكم من نسي الفاتحة أثناء الصلاة وقرأها بعد السورة؟.. أمين الفتوى يجيب    أمين الفتوى يحذر من الحلف بالطلاق: اتقوا الله في النساء    النسوية الإسلامية (وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا): مكانة الأسرة.. فى الإسلام والمجتمع! "125"    حياة كريمة بالإسماعيلية.. الكشف على 528 مواطنا خلال قافلة طبية بالقصاصين    هل للعصر سنة؟.. داعية يفاجئ الجميع    الدوري الفرنسي.. مارسيليا وموناكو يتأهلان إلى دوري أبطال أوروبا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الضفة الأخرى.. داليا عبدالرحيم: ممارسات إسرائيل العنيفة سبب في تنامي التطرف.. الجماعات الإرهابية استخدمت القضية الفلسطينية في تجنيد الشباب.. مستشار الرئيس الفلسطيني: مصر لم تدخر جهدًا لإنهاء الاحتلال
نشر في البوابة يوم 14 - 01 - 2024

كشفت الكاتبة الصحفية والإعلامية داليا عبدالرحيم، رئيس تحرير جريدة وموقع «البوابة نيوز» ومساعد رئيس قطاع القنوات الإخبارية بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية لملف الإسلام السياسي، عن الدعم الغربي لإسرائيل ودوره في تنامي التطرف على خلفية ما شهدته وتشهده غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي، موضحة أن الجماعات المتطرفة تستغل هذه الحرب وتُعزز خطابها المنحاز إلى العنف مستغلة انشغال المجتمع الدولي سواء بالحرب في شرق أوروبا تحديدا في أوكرانيا، أو الحرب الدائرة في شرق المتوسط وتحديدا في فلسطين.
وقالت الكاتبة الصحفية والإعلامية داليا عبدالرحيم، خلال تقديمها برنامج «الضفة الأخرى»، المذاع عبر فضائية «القاهرة الإخبارية»، إن أمريكا وأوروبا مشغولتان بدعم إسرائيل بدلا من بذل الجهود في مكافحة الجماعات المتطرفة التي تُهدد الشرق والغرب، فضلًا عن أن هذه التنظيمات تستثمر الحالة الحالية من أجل ترسيخ وجودها؛ وهو ما يضر بالأمن والسلم الدوليين؛ كما يضر بأمن المنطقة، موضحة أن ممارسات إسرائيل العنيفة كانت سببًا في تنامي الجماعات المتطرفة؛ فتخلت الولايات المتحدة عن دورها في مكافحة الإرهاب وما كانت تقوم به من خلال التحالف الدولي في مواجهة داعش وركزت جهودها في دعم حليفتها إسرائيل، وهو نفس ما جرى مع أوروبا، حيث خسرت فرنسا وجودها في وسط وغرب إفريقيا وساعد ذلك في تنامي النشاط الإرهابي في إفريقيا وتصاعد التهديدات الأمنية في المنطقة.
وأوضحت أن الإرهاب الإسرائيلي يقابله إرهاب متنامي من الجماعات المتطرفة؛ حيث عزز سلوك إسرائيل خطاب الجماعات المتطرفة؛ وهو ما يتطلب مواجهة على كافة الأصعدة بين سلوك إسرائيل وبين خطاب جماعات التطرف؛ فكل منهما يؤدي إلى الأخر ويُعزز فرص تنامي العنف والتطرف والإرهاب.
ولفتت إلى أنه بعد أكثر من ثلاثة أشهر حيث يتابع العالم كله "حرب الإبادة" التي أعلنتها دولة الاحتلال على غزة وأهلها، و التي ترتكب فيها إسرائيل "جرائم حرب " غير مسبوقة منظورة أمام محكمة العدل الدولية؛ طالت الأبرياء من المدنيين أطفالا ونساء وشيوخ، ولتسجل أكبر نسبة ضحايا من الأطفال في الحروب الحديثة، كما ذكر الأمين العام للأمم المتحدة أنه حتى الآن بلغ عدد الشهداء من الفلسطنيين أكثر من 22 ألف شهيد وأكثر من 50 ألف مصاب، وتدمير البنية الأساسية للقطاع تماما، وتدمير كل منشآت غزة والأحياء السكنية والمدارس والمستشفيات ودور الرعاية ومحطات الكهرباء والغاز والمياه، حتى دور العبادة من مساجد وكنائس لم تسلم من القصف والتدمير.
وأكدت أنه ما زال العالم يقف عاجزًا، وفشل في وضع حد للعدوان الوحشي على غزة، ونجحت فقط الجهود والمساعي التي كان لمصر دورًا مهمًا فيها في إعلان هدنة لعدة أيام لإطلاق سراح بعض الأسرى من الطرفين ودخول بعض المساعدات الإنسانية لغزة التي تعيش حصارًا شاملًا تعاني فيه من نقص الغذاء والمياه والطاقة والدواء والمستلزمات الطبية، ويستمر العدوان الإسرائيلي على الفلسطنيين في غزة ويمتد للضفة الغربية، ويستمر التعنت الإسرائيلي الرافض لتلك الدعوات والمبادرات الدولية لوقف الحرب، ويستمر الدعم والانحياز الأمريكي والغربي للعدوان الوحشي على غزة.
الضفة الأخرى.. داليا عبدالرحيم: التنظيمات المتطرفة استغلت أحداث غزة في توسيع قاعدتها
وأشارت إلى أنه منذ 7 أكتوبر حاولت عدد من التنظيمات المتطرفة الركوب على الأحداث واستغلالها في توسيع قاعدتها؛ فأصدرت خطب وبيانات غلب عليها الطابع الدعائي لمحاولة استغلال الحدث إعلاميا، موضحة أن الجماعات المتطرفة كانت حاضرة منذ اللحظة الأولى في الحرب الدائرة، وهنا يجب الانتباه إلى كل الممارسات الإسرائيلية التي تدعم الإرهاب أو تصب في دعمه، وإذا كان هناك ثمة بيئة للعنف فإن هذه البيئة قد خلقتها إسرائيل التي هاجمت الشعب الفلسطيني بوحشية ثم ذهبت لوصفه مع وصف حركات المقاومة بالإرهاب، متسائلة: "ماذا قدمت جماعت التطرف والإرهاب المتسترة بخطاب إسلامي لصالح قضية فلسطين والشعب الفلسطيني؟.. وهل كانت جادة وداعمة بحق في ميدان الصراع؟ أم اكتفت بالبيانات والخطب الحماسية.. وبتعبير الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش "تدعو لأندلس إن حوصرت غزة".. وهل تم استغلال وتوظيف واستخدام القضية الفلسطنية لمصلحة أفكار وجماعات التطرف على صعيد الانتشار وجذب الأنصار وتجنيد الأعضاء؛ بل وجمع الأموال لصالح تلك التنظيمات.
الضفة الأخرى.. داليا عبدالرحيم: الجماعات الإرهابية استخدمت القضية الفلسطينية في تجنيد الشباب
وأكدت أننا نفرق تمامًا بين حركات المقاومة التحررية التي تدافع عن أرضها وشعبها ولها كل الحق في ذلك، وبين الجماعات المتطرفة المستغلة التي لا تجلب سوى الخراب، وما حدث في 7 أكتوبر هو فعل مقاوم بامتياز؛ ولكن على الجانب الآخر فالتنظيمات والجماعات الإرهابية ركزت منذ تدشينها وحتى الآن على إدراج القضية الفلسطينية ضمن خطابها الدعائي العام لتحقيق أهدافها المتعلقة بالتجنيد والحشد والدعم المادي، حتى وصل الأمر إلى إلحاق اسمها بالقضية الفلسطينية ليعبر عن دفاعها عن القضية، مثل جماعة "أنصار بيت المقدس"، لكن هذه الجماعات لم تقدم شيئاً لخدمة القضية، ولم توجه سلاحها إلى الجانب الإسرائيلي على الإطلاق، بل على العكس كانت تُنفذ إرهابها في مناطق نشاطها الجغرافي، وأسفرت عن سقوط المئات من الأبرياء.
وأضافت أن هذه الجماعات تُجيد استخدام القضية الفلسطينية في تجنيد الشباب للعمل تحت لوائها، عبر ترويج أفكارها واستراتيجيتها في التعامل مع القضية كمدخل رئيسي لإثارة عاطفة الشباب واستغلالهم تحت شعار تحرير الأرض المحتلة ونصرة المستضعفين، ومن ثم استقطابهم لاحقاً لساحات القتال في عدد من المناطق الجغرافية التي تكون بعيدة كل البعد عن القضية الفلسطينية أو استهداف الاحتلال الإسرائيلي.
وأوضحت أنه من الناحية الأخرى لا يوجد أي ظرف يسوغ للاحتلال المجازر اليومية التي يقوم بها ضد شعب أعزل محروم من أبسط مقومات الحياة ويعيش ظروف غير إنسانية منذ عشرات السنوات.
الضفة الأخرى.. داليا عبدالرحيم: إسرائيل مصدر إثارة الاضطرابات وعدم الاستقرار في المنطقة
واستطردت أننا أمام حقيقة مهمة تقول بأن الاستعمار الغربي عمل على زرع واحد من أخطر أشكال الاستعمار الحديث في قلب الوطن العربي، وهو الدولة الصهيونية في فلسطين وتشريد معظم شعبها، وما زالت هذه الدولة السرطانية تُمثل منذ عقود مصدراً دائماً لإثارة الاضطرابات والحروب وعدم الاستقرار في المنطقة، مسنودةً بما تتمتع به من أشكال الدعم السياسي والاقتصادي والعسكري من الولايات المتحدة والدول الغربية، ولو أن الأقطار العربية قُدر لها تاريخياً ألا تتعرض لذلك الظلم التاريخي من الاستعمار القديم والجديد، فهل كان للقاعدة أو «داعش» وأخواتها من الجماعات الإرهابية لتظهر أصلا؟.
وأضافت أن الغرب قام بتمهيد التربة والمناخ لنمو بذرة الإرهاب والتطرف، ومن نتاجها ولادة هذه التنظيمات، منذ تمويل أميركا وحلفائها لما أطلقوا عليهم مجاهدين وتعبئتهم دينياً ونفسياً على تأدية فريضة الجهاد المزعوم ضد الاحتلال السوفيتي الكافر على حد وصفهم في أفغانستان كفريضة مقدمة تطوير ونمو بلدانهم وتحرير فلسطين، وبتشجيع ودعم مالي وعسكري غير محدود، وبما يخدم في المقام الأول المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة، في سياق حربها الباردة مع السوفيات، وإلهاء شباب المنطقة عن قضاياهم الوطنية والداخلية وقضية فلسطين وتوجيههم إلى أفغانستان، وبعد ذلك انقلب السحر على الساحر، وأخذ الإرهاب يوجه ضرباته يميناً وشمالاً حتى استفحل خطره وباتت سيطرة السحرة عليه أشبه بالمعجزة.
وأوضحت أنه رغم كل ما حدث ما زال العالم الغربي يقف متفرجًا أمام العربدة الإسرائيلية، وغير قادر على إنفاذ أي قرارات على أرض الواقع، ولكن هذا عن المواقف الدولية، فماذا عن المواقف العربية؟، هل قدمت الدول العربية الدعم الكافي لغزة ولصمود أهلها.
الضفة الأخرى.. داليا عبدالرحيم: مواقف مصر ثابتة وحاسمة فيما يخص الصراع الإسرائيلي الفلسطيني
ونوهت بأن مواقف مصر على مدار مسيرة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ثابتة وحاسمة، وأولها اعتبار القضية الفلسطنية قضية أمن قومي مصري، ومع تفجر الأوضاع في 7 أكتوبر الماضي وبداية العدوان الشامل على قطاع غزة حذرت مصر من مخاطر التصعيد الإسرائيلي واستهداف المدنيين والأحياء السكنية والمستشفيات، وطالبت بوقف فوري للقتال، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية لأهل غزة.
وأضافت أن مصر الشعب والدولة والرئيس أعلنوا الدعم الكامل للشعب الفلسطيني، وأن يقوم المجتمع الدولي بدوره ومسؤلياته لحماية أهل غزة، والسعي الجاد لحل القضية وفقًا لقرارات الأمم المتحدة التي تضمن للفلسطنيين الحق في إقامة دولتهم الكاملة السيادة، وبذلت مصر جهودًا وسعت بين مختلف الأطراف لتحقيق الهدنة التي سمحت بدخول إمدادات الإغاثة الإنسانية لأهل غزة، وإطلاق سراح بعض الأسرى من الجانبين، مشيرة إلى أن مصر تستمر في جهودها لجمع شمل الفصائل الفلسطينية وتوحيد الصف الفلسطيني تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني.
وأوضحت أن آخر هذه الجهود مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في القمة الثلاثية المصرية الأردنية الفلسطينية، التي عُقدت يوم الأربعاء الموافق 10 يناير بمدينة العقبة بالأردن، وقد تم التوافق خلال القمة على الرفض القاطع لأية مساعي أو محاولات أو مقترحات تهدف لتصفية القضية الفلسطينية، أو تهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم، كما تم تأكيد الرفض التام لأية محاولات لإعادة احتلال أجزاء من غزة، والتشديد على ضرورة تمكين أهالي القطاع من العودة إلى ديارهم، وأن يضطلع المجتمع الدولي بمسئولياته لتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة، وعلى رأسها قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، وقد تم التحذير من خطورة الأعمال العدائية في الضفة الغربية، فضلاً عن الانتهاكات التي تتعرض لها المقدسات الدينية، والتي تزيد من الاحتقان في المنطقة، الأمر الذي قد يؤدي إلى خروج الوضع عن السيطرة.
ولفتت إلى أنه يحاول الساسة والخبراء والمهتمين الآن الإجابة على السؤال الأهم وهو "ماذا بعد انتهاء الحرب وكيف يكون شكل اليوم التالي ومن الذي سيحكم غزة"، هذه الأسئلة وغيرها تدور في أذهان الجميع فلابد لآلة القتل أن تتوقف ويجلس الجميع على طاولة التفاوض، ومن هنا كانت الرؤية المصرية سباقة للإجابة عن تلك الأسئلة وغيرها، حيث شددت على أن حكم غزة أمر بيد الشعب الفلسطيني، والسلطة الفلسطينية و"منظمة التحرير" الفلسطينية هما الممثلان الشرعيان للشعب الفلسطيني، وينبغي منحهما القدرة على حكم الضفة الغربية وغزة، وأن مصر ستفعل ما بوسعها من أجل السعي لإقامة دولة فلسطينية وتطبيق "حل الدولتين"، كما أن مصر لم تقترح نزع سلاح الدولة الفلسطينية، وإنما أعادت تقديم المقترح الموافق عليه من قبل السلطة كجزء من حل الدولتين.
وأكدت أن كل هذا يؤكد أن هناك مجموعة من الثوابت التي تحكم الرؤية المصرية للقضية الفلسطينية، ومن بينها مستقبل قطاع غزة، وأول تلك الثوابت هو احترام حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وبناء دولته، وأن مصر بحكم علاقتها التاريخية بالقضية الفلسطينية لديها رؤية عميقة لهذا الملف، وتدرك جيداً أن كل السيناريوهات المطروحة التي لا تفضي إلى بناء دولة فلسطينية مستقلة لن توفر الأمن والاستقرار، بل ستمثل استمراراً في نهج الفرص الضائعة، وأن الإشارة لأهمية استعادة دور السلطة الوطنية الفلسطينية في مستقبل قطاع غزة ترتبط أساساً برؤية مصر للتسوية الشاملة، وهو ما ينسجم مع مرتكزات الموقف الفلسطيني نفسه، ويُعد تأكيداً لمواقف مصر الراسخة بشأن إنهاء الانقسام الفلسطيني وإيجاد البيئة المناسبة لإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة جنباً إلى جنب مع إسرائيل.
واختتمت: "هكذا كانت مصر وستظل بمواقفها الحاسمة، وبتضحيات شعبها، ودماء شبابها وجنودها الداعم والمساند الأكبر للقضية الفلسطنية، وها هي اليوم بذات الحسم والوضوح تعلن رفضها لمخططات وسيناريوهات تهجير سكان غزة، وكما أعلن الرئيس السيسي أن القبول بمثل تلك المخططات يعني تصفية القضية الفلسطنية وإهدار الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ولن تشهد المنطقة استقرارا وسلاما إلا بإقامة الدولة الفلسطنية كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشرقية".
مستشار الرئيس الفلسطيني: الشعب الفلسطيني المظلوم لا يمكن أن يُلام على المقاومة
من جانبه قال الدكتور محمود الهباش، مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدينية، إن الاحتلال الإسرائيلي أساس وجود العنف في الشرق الأوسط بشكل عام ومنبعه، مشيرًا إلى أن الشعب الفلسطيني المظلوم لا يمكن أن يُلام إذا ابتكر أي وسيلة لمقاومة هذا الظلم.
وأضاف "الهباش"، أن بعض الجهات ربما تتزرع بالمظالم الفلسطينية لتنفيذ بعض الأجندات، وهذا ما فعلته القاعدة وداعش، وغيرها من الجماعات، ولكن الشعب الفلسطيني لديه ما يبرره في الانتفاضة ضد الظلم الإسرائيلي للتصدي للإرهاب الإسرائيلي.
وأشار إلى أن الاستعمار الغربي ودوائر الاستخبارات الإسرائيلية هم من اخترعوا تنظيمات العنف والتطرف والإرهاب، موضحًا أن هناك عنف وإرهاب يهودي في المنطقة، ومن أجل التغطية على هذا الإرهاب الإسرائيلي، وتم اختراع ما يسمى بالتطرف الإسلامي وما يسمى بالإسلام السياسي، والذي لا يمت بصلة للثقافة العربية والإسلامية ولا للتراث الحضاري والإنساني.
الضفة الأخرى.. مستشار الرئيس الفلسطيني: العدوان الإسرائيلي يغذي ثقافة الكراهية
ولفت إلى أن العدوان الإسرائيلي يغذي ثقافة الكراهية، وردود الأفعال المنبعثة من ثقافة العين وبالعين والسن بالسن والمواجهة، وهذا حق للشعب الفلسطيني، موضحًا أن المبالغة في العدوان على الشعب الفلسطيني بالتأكيد سيكون له رد فعل، وهذا أمر طبيعي سواء من الشعب الفلسطيني أو من العرب والمسلمين.
وأكد أن هناك بعض الأفكار المتطرفة التي قد تتسلل ليس من أجل القضية الفلسطينية، ولكن من أجل تنفيذ أجندات غربية للتشويش على النضال الوطني الذي يخوضه الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي.
الضفة الأخرى.. مستشار الرئيس الفلسطيني: أمريكا تستخدم الجماعات المتطرفة لضرب الدول العربية
ونوه بأن الولايات المتحدة الأمريكية هي من تستخدم الجماعات المتطرفة من أجل ضرب استقرار الدول العربية والإسلامية بشكل عام، مشيرًا إلى أن بداية محاربة التطرف وثقافة الكراهية هو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، كما أن بداية محاربة التطرف يكون بمحاربة التطرف والعنف والاحتلال الإسرائيلي، والقضاء على كل أسباب العنف، فلكل فعل له رد فعل.
وشدد على ضرورة رد حقوق الشعب الفلسطيني، وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه في الاستقلال، والتمتع بحقوقه مثل باقي شعوب العالم.
مستشار الرئيس الفلسطيني: الدول الداعمة للاحتلال الإسرائيلي تزرع بذور العنف والحرب
وأوضح أن الدول التي تدعم الاحتلال الإسرائيلي تزرع بذور العنف والحرب، وربما تتحول الحرب على قطاع غزة إلى حرب دينية، وإذا حدث هذا، فكل مراحل الحروب السابقة ستكون مزحة، مشددًا على ضرورة تطبيق قرارات الشرعية الدولية التي تنص على إنشاء الدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، مشيرًا إلى أن الشرعية أعطت الشعب الفلسطيني دولة في جزء من وطنه، ورغم ذلك فلا يزال الشعب الفلسطيني غير متمكن من إقامة دولته في هذا الجزء.
ولفت إلى أن من يحاول أن يجعل لقطاع غزة مستقبل منفصل عن الضفة الغربية فهو يززع بذور العنف، ويسعى لغياب الاستقرار ونشر العنف في المنطقة.
مستشار الرئيس الفلسطيني: مصر عامل رئيسي في جهود إنهاء الاحتلال الإسرائيلي
وأشار إلى أن مصر كانت حاضرة في كل مراحل القضية الفلسطينية، حيث خاضت العديد من الحروب للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، وما تزال مصر تعمل على دعم القضية وتطبيق قرارات الشرعية الدولية، مؤكدًا أن هناك تطابقًا في الرؤى بين مواقف القيادة المصرية والفلسطينية، لافتًا إلى أنه يقدر كافة الجهود المصرية في مواجهة العدوان الحالي على قطاع غزة، ومواجهة مخطط التهجير سكان قطاع غزة.
واختتم بأن مواقف مصر عطلت مخطط التهجير الفلسطيني، ولا تزال مصر تقوم بدور مشكور من أجل وقف العدوان، وإمداد قطاع غزة بكل طاقات البقاء من خلال إدخال المساعدات الإنسانية، مشيرًا إلى أن مصر عامل رئيسي في تفعيل الحل السياسي القائم على إنهاء الإحتلال الإسرائيلي، وإنشاء الدولة الفلسطينية على حدود 1967.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.