يحاول وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، أثناء زيارته للشرق الأوسط الاستفادة من القوة الأمريكية لإحياء محادثات السلام بين إسرائيل وفلسطين، وهو الصراع الأبدي في المنطقة. هذا ما قالته مجلة فورين بوليسي الأمريكية عن الصراع الدائم في الشرق الأوسط بين فلسطين وإسرائيل، وتضيف المجلة، أن التدخل الأمريكي والمعاهدات التي تقوم بها الولاياتالمتحدة قد تقلل التوتر بين إسرائيل وجيرانها العرب، ولكنها لا تقضي على هذا التوتر. وتستشهد المجلة بزيارة الرئيس المصري الأسبق أنور السادات، للكنيست الإسرائيلي، وهي أول زيارة لزعيم عربي لإسرائيل، وأنه بعد عام من زيارة السادات، أقنع الرئيس الأمريكي جيمي كارتر، رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيجن، أن يجتمع مع السادات في كامب ديفيد للاتفاق على معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، وأن هذه المعاهدة أنهت 30 عامًا من القتال، وتم الاعتراف الدبلوماسي بإسرائيل، واعتبر ذلك أحد إنجازات الدبلوماسية الأمريكية. وأضافت الصحيفة، أن رغبة السادات لقبول إسرائيل كشريك في المفاوضات، والاعتراف بها لأول مرة دبلوماسيًا يعتبر أول مكاسب هذه الاتفاقية، وكذلك تحقيق السلام، ولكنه سلام بارد بين المصريين والإسرائيليين، وأن هذا السلام البارد لم يغير شيئًا حول شروط النزاع في الشرق الأوسط، فقد خفض التوتر بين العرب وإسرائيل، ولكن لم يقض عليه. وأكدت الصحيفة أن الغالبية العظمى من المصريين مازالوا لا يوافقون على اتفاق سلام، 89 في المئة من المصريين يقولون إن لديهم وجهة نظر “,”غير مواتية للغاية“,” من جيرانهم في الشمال، ومع ذلك تعهدت الحكومة التي يهيمن عليها جماعة الإخوان المسلمين، بالحفاظ على معاهدة السلام، بسبب مليارات الدولارات من المساعدات الأمريكية التي تستقبلها القاهرة كل عام كمكافأة على التمسك بمعاهدة كامب ديفيد، وأن استطلاعات الرأي في جميع أنحاء العالم الإسلامي وليس فقط بين العرب، تظهر باستمرار أن الاستياء من الإسرائيليين لايزال مستمرًا وبعمق . ويؤكد العديد من الإسرائيليين أن الشعوب الأخرى في المنطقة يكرهونهم، لأن اليهود لديهم الجرأة لبناء دولة غير إسلامية في الشرق الأوسط، وسوف يقول كثيرون إنه لن يكون هناك سلام حقيقي حتى في العالم الإسلامي. وفي مرحلة ما بعد كامب ديفيد، أظهرت إسرائيل حسن النية تجاه مصر، من خلال تفكيك كامل المستوطنات التي كانت قد بنيت في سيناءالمحتلة بعد حرب 1967، ولكن النشاط الاستيطاني في الضفة الغربية والقدس الشرقية، قد زاد اليوم، حيث يوجد أكثر من نصف مليون إسرائيلي يعيشون على الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، لذلك كانت عملية كامب ديفيد مهمة ولكن متناقضة. ورغم اتفاقات السلام بين إسرائيل ومصر، فإنها تركت قضايا أكثر جوهرية من الشقاق في الشرق الأوسط دون معالجة، كما أنها لم تُحدث تغييرًا جذريًا في الطريقة التي تفكر بها إسرائيل أو مصر أو الشرق الأوسط، فقد خفضت “,”كامب ديفيد“,” التوتر والتهديد من اندلاع الحرب، ولكن استمرت المشاكل الكامنة في التفاقم.