أكد “,”أريك تراجر“,”- زميل معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى- أن جماعة الاخوان المسلمين يستخدمون الدين كشعار للوصول الى اهدافهم، وتحقيق سيطرة كاملة على مجريات الامور في مصر. وأضاف “,”تراجر“,”، في مقال نشره مؤخرا حول العلاقات المصرية-الايرانية في عهد الاخوان ،أن الاخوان لم يسعوا الى تطبيع العلاقات مع الجمهورية الاسلامية الايرانية، رغم ما تعرضوا له من اتهامات حادة كالها السلفيون للجماعة بتسهيل التشيع فى مصر، حتى يقال ان الإخوان مختلفين عن نظام مبارك البائد الذى كان دوما على علاقة متوترة مع ايران بسبب تبعيته المخلصة لسيد البيت الابيض. وبالرغم من اختلافهم الايديولوجي مع الايرانيين، فان الاخوان يرون في علاقتهم مع ايران دليل على ولائهم للثقافة الاسلامية ،وقرينة دامغة يقدمونها لاتباعهم ومؤيدوهم من التيارات الاسلامية الاخرى، على معاداة الجماعة للثقافة الغربية و التبعية السياسية للولايات المتحدةالامريكية. وعبر “,” تراجر“,” عن قناعته بان البراجماتية الاخوانية سمحت لهم بإقامة علاقات ذات مواءمات سياسية مؤقتة مع القوى الغربية ،تسمح لهم بإقامة مشروعهم الإسلامي انطلاقا من مصر، وتكوين دولة الخلافة الى حين ان يشتد هذا المشروع و يقف على ارض صلبة، ساعتها سيظهر الاخوان وجههم الحقيقي المعادي للقيم و الثقافة الغربية. وتوقع تراجر ان تلعب جماعة الاخوان المسلمين فى سوريا دورا اساسيا فى سوريا ما بعد الاسد، لكن علاقتها التنظيمية مع الجماعة الام فى مصر ستكون غامضة وغير متوقعة، حيث حض النظام الإخواني في مصر الاطراف الدولية على وجوب التعاون مع ايران للوصول الى حل سياسى ينهى النزاع فى سوريا، وهو الامر الذى اغضب اعضاء الجماعة فى سوريا، لأنهم يريدون القضاء على نظام الاسد، بينما تناصره وتصر على بقائه الجمهورية الايرانية. وأكد “,”تراجر“,” ان النموذج التركي هو ابعد ما يكون عن النموذج الإخواني في مصر، برغم انتماءهما الى ذات الايديولوجية الاسلامية، فمثلا حزب العدالة و التنمية التركي صاحب البنية الديمقراطية السليمة، يختلف اختلافا جوهريا عما ينتهجه حزب الحرية و العدالة وجماعة الاخوان المسلمين في مصر. واستعرض “,”تراجر“,” ما فعله حزب التنمية و العدالة في تركيا حيث نجح بالتدريج خلال عشر سنوات في خلق طفرة اقتصادية مبهرة، تزامن معها نجاح استراتيجي تدريجي في الاستحواذ على السلطة، حتى لا يلاقى مقاومة شديدة رافضة من باقي التيارات العلمانية و الليبرالية في تركيا. وأضاف، وبالرغم من محاولة الاخوان المسلمين ترويج النموذج التركي فى مصر، فانهم سارعوا الى الوصول الى مرحلة التمكين و السيطرة على زمام الامور فى مصر بسرعة ، دون ان يستخدموا الوصفة التركية المبنية على خطة استراتيجية طويلة الاجل، ولذلك واجه مشروعهم مقاومة مستميتة من قبل التيارات الليبرالية والاسلامية المعتدلة و المسيحية و الحقوقية ايضا مكونة فيما بينها جبهة معارضة قوية، مازالت تقف شوكة في حلق الجماعة و تمثل عائقا منيعا من تحقيق كامل سيطرتها على مقاليد الامور في مصر. ونوه“,”تراجر“,” في نهاية مقالته، الى نقطة اتفاق جوهري تجمع بين الحزبين الحاكمين فى تركيا ومصر، حيث يمارس الاثنان ابشع الاساليب المناهضة لحرية التعبير، ففي المدة القصيرة التي لا تزيد عن عام، نجح الرئيس الإخواني مرسى في ملاحقة النشطاء و الاعلاميين المناهضين له بتهم اهانة رئيس الجمهورية، أكثر مما فعل الرئيس المخلوع مبارك في ثلاثين عاما، فى ذات الوقت تأتى تركيا في عهد رجب الطيب أردوغان في مقدمة الدول الاكثر سجنا للصحفيين في العالم.