حذر “,”إريك تراجر“,” -الباحث في شئون الشرق الأوسط بمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأوسط- الإدارة الأمريكية من خطورة جماعة الإخوان المسلمين، التي دان في يدها حكم مصر، فحسب منظورها إن أحد أهم أسباب قيام الثورة المصرية كانت من أجل إنهاء التبعية المصرية للغرب ودحر القيم والمفاهيم الأمريكية. وأضاف “,”تراجر“,” أن جماعة الإخوان المسلمين تؤمن بأن الثورة المصرية لم تبدأ في 25 يناير 2011، بل بدأت في التصاعد منذ قرون، حتى تواجه قوى الاستعمار الغربية منذ مجيء الحملة الفرنسية على مصر عام 1798، وإبان الاحتلال البريطاني لمصر عام 1882. وأشار الكاتب إلى أنه بعد سنتين من إقصاء مبارك عن حكم دام 30 عامًا لمصر، فإن الإخوان المسلمين مازالوا يمارسون نفس أساليب مبارك الاستبدادية في محاولتهم لثبيت أقدامهم في الحكم، الأمر الذي أدى إلى حدوث انقسام واستقطاب في الشارع المصري بين مؤيد للتيارات الإسلامية ومعارض لها. ودلل “,”تراجر“,” على رأيه بما قاله القيادي الإخواني“,”عبدالموجود الدريدري“,”-عضو مجلس العلاقات الخارجية في حزب الحرية و العدالة– في زيارته الأخيرة للعاصمة الأمريكيةواشنطن، حيث أكد “,”الدريدري“,” أن الثورة المصرية المناهضة للغرب عمرها يزيد على 200 عام، بدأت منذ احتلال نابليون لمصر عام 1798، ثم احتلال بريطانيا لمصر عام 1882. وأضاف “,”الدريدري“,”: أن تأثير تلك الحملات الاستعمارية أدى إلى حدوث حالة من الارتباك الشديد في الهوية والثقافة المصرية، حيث نجح الحكام الإنجليز، منذ اللورد كرومر في طمس الهوية الإسلامية للمصريين، الأمر الذي دعا عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، إلى تأليف كتاب حول هوية مصر لتكون أوروبية أو إسلامية، وانتهى طه حسين إلى ضرورة اتباع مصر المنهج العلماني الغربي حتى تحقق نهضتها المنشودة. وبحسب “,”الدريدري“,”-كما يقول “,”تراجر“,”- فإن هذا التوجه لم يلق ترحيبًا في الأوساط السياسية والثقافية المصرية، ولكن عقب ثورة 23 يوليو، وخلال فترات حكم عبدالناصر والسادات ومبارك، ظلت مصر في منطقة وسط بين العلمانية الغربية والهوية الاسلامية، لكن مع اندلاع ثورة الخامس والعشرين من يناير، حُسمت تلك المسألة بقدوم الإخوان المسلمين إلى الحكم عبر عملية ديمقراطية نزيهة، الأمر الذي يؤكد أن المصريين اختاروا أن تكون لمصر هوية إسلامية ممتزجة بمقومات التقدم الغربية، مثلما قال“,”حسن البنا“,”- مؤسس جماعة الإخوان-: “,”علينا أن نأخذ من الغرب أفضل ما عندهم، ونضيفه إلى أحسن ما عندنا لنحصل على منتج ثالث أفضل من الاثنين معًا“,”. واختتم “,”إريك تراجر“,” مقالته قائلًا: “,”إن غياب الاستقرار سيدوم في مصر، حتى يتبين المصريون إلى أي هوية ينتمون، في ظل أنهم وقعوا بين سندان مجموعة من التيارات الإسلامية ذات التوجه الأيديولوجي المتضارب، ومطرقة قوى ليبرالية وعلمانية مشتتة وغير متجانسة.