قال "أريك تارجر" زميل معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى: إن ثورة مصر ترجع إلى 213 عاما تقريبا، موضحًا أن الثورة في مصر بدأت منذ قرون حيث تواصلت الجهود طويلة الأجل لمقاومة النفوذ السياسي الغربي والعلمانية التي حاول نشرها الاستعمار، مضيفًا "يجب على واشنطن أن تدرك أن الإخوان المسلمين أساس لثورة مصر كجزء من النضال المستمر ضد توغل النفوذ الغربي بالبلاد". وأشار الخبير الأمريكي، في تحليله المنشور بموقع "أتلانتيك" الجمعة بعنوان "الإخوان المسلمون و213 سنة ثورة"، إلى محاضرة د. عبد الموجود الدرديري، عضو حزب الحرية والعدالة والمتحدث باسم لجنة العلاقات الخارجية بالحزب أمام مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي الأسبوع الماضي والتي قال فيها: إن الثورة المصرية كانت في طور التكوين منذ عقود طويلة بدأت مع المقاومة لغزوة نابليون عام 1798، وتكثيف المقاومة ضد الغزو البريطاني لمصر عام 1882 وما صاحبه من محاولات للتغريب ونشر العلمانية الأوروبية. وأضاف درديري أن محاولات الاستعمار أدت إلى حالة من الارتباك ليس فقط في الثقافة المصرية والتنمية السياسية ولكن أيضًا داخل بعض العقول المصرية التي رأت الاتجاه الأوروبي العلماني هو القادر على خلق نهضة جديدة لمصر الأمر الذي لم يرحب به كثير من المفكرين الإسلاميين في ذلك الوقت، مشيرًا إلى أن ثورة 1952 وما تلاها من فترات الحكم الناصري ثم حكم أنور السادات وصولا إلى حكم مبارك حالت بين تقديم إجابة شعبية لمسألة بناء مصر بالعلمانية الأوروبية أم الإسلام؟. وأوضح درديري أن ثورة 25 يناير 2011 كانت أول فرصة للمصريين للرد بشكل جماعي حول ماهية مستقبل مصر وإلى أين يجب أن تذهب، مضيفًا "أثبتت الانتصارات المتوالية لجماعة الإخوان المسلمين في الانتخابات المتعاقبة أن الصيغة المفضلة للمصريين هي مواكبة التطورات الأمريكية والأوروبية مع الحفاظ على التقاليد الإسلامية" وهو نهج عدد من المفكرين مثل محمد عبده، وكذلك مؤسس جماعة الإخوان حسن البنا الذي يهدف إلى الوصول لبديل ثالث باتخاذ أفضل ما يمكن أن تضيفه التطورات الغربية بما يتوافق مع القيم الإسلامية.