وجد باحِثون أنَّ التمارينَ المكثَّفة المُنتظَمة قد تُساعِدُ على وقاية النساء ذوات البشرة السوداء من شكلٍ عدوانيّ لسرطان الثدي. اشتملت الدراسةُ الجديدة على ما يقرُب من 45 ألف امرأة ببشرة سوداء، في عمر 30 عامًا وأكبر، تابع الباحِثون حالاتهنَّ لما يقرُب من 20 عامًا. وجد الباحِثون أنَّ النساءَ، اللواتي مارسن التمارين الشديدة طوال حياتهنَّ بمُعدَّل 3 ساعات أو أكثر أسبوعيًا، كُنَّ أقلَّ ميلًا للإصابة بما يُسمَّى سرطان الثدي بدون مُستقبلات هرمون الإسترُوجين (أي لا تحتوي خلاياها على مُستقبلات لهرمون الإسترُوجين)، بالمُقارنة مع النساء اللواتي مارسن التمارين بمُعدَّل ساعة في الأسبوع. يرتبطُ هذا النَّوعُ من سرطان الثَّدي، الذي يشتملُ على أورام مترافقة بوجود مُستقبِلات بروتين يُدعى HER2 (مُستقبِلة عامل النمو البشروي رقم 2 عند الإنسان)، وأورام بدون وجود مستقبلات الإستروجين والبروجستيرون وبروتين HER2، مع نسبة حدوث مرتفعة وخطر الوفاة معًا عند النساء ذوات البشرة السوداء، بالمُقارنة مع النساء ذوات البشرة البيضاء. قال الباحِثون إنَّ هذه الأورام، غير المترافقة بمُستقِبلات هرمون الإسترُوجين، لا تستجيب إلى أنواع العلاج بالهرمونات المُستخدَمة لعلاج الأورام التي تحتوي على مُستقبِلات الإسترُوجين. بيَّنت الدراسةُ أنَّه لم يُؤثِّر أيُّ مستوى من التمارين في خطر إصابة النساء بسرطان الثدي المترافق مع وجود مُستقبلات الإسترُوجين. قالت لوسيل آدامز كامبل، أستاذةُ علم الأورام ومُساعدة مدير أبحاث صحَّة الأقليَّات والفوارق الصحيَّة لدى مركز جورج تاون لومباردي الشامل للسرطان في جامعة واشنطن: "هذه النتائج مُشجِّعة جدًا، نظرًا إلى الأهميَّة الكبيرة التي تنعكس على مسائل الصحَّة العامة، بسبب معرفة أنَّ التمارين قد تُؤمِّن الوقاية ضدَّ سرطان الثَّدي الذي يُصيبُ النساء ذوات البشرة السوداء بشكلٍ غير مُتكافئ". "نرغب جميعًا في تقديم ما يُمكن القيام به للتقليل من خطر إصابتنا بالمرض وتحسين صحَّتنا. نحن نُظهِرُ الآن أنَّ للتمارين فوائد تتجاوز ما يُعرف عنها، حيث يُمكنها أن تدرأ عن النساء ذوات البشرة السوداء الإصابةَ بسرطان الثدي الذي قد يُؤدِّي إلى الوفاة". وجدت الدراسةُ ارتباطًا بين التمارين المُنتظَمة المكثَّفة وانخفاض خطر أحد الأشكال العدوانيَّة من سرطان الثدي عند النساء ذوات البشرة السوداء، لكن لم تُبرهن على علاقة سببٍ ونتيجة. كما أنَّه يجب اعتبارُ البيانات والاستنتاجات التي تُقدَّم في اللقاءات العلميَّة على أنَّها أوَّلية إلى غاية نشرها في مجلاتٍ طبيةٍ مُحكَمة.