قام باحثون، من جامعة لوزان في سويسرا، بإجراء دراسة توصَّلوا من خلالها إلى أنَّ "الإكثارَ من تناول الألياف قد يساعد على علاج أعراض الربو". وأُجريَت هذه الدراسةُ على مجموعة من الفئران لبحث تأثير تناول الأنواع المختلفة للألياف الغذائية في الأمعاء، وفي التهاب المسالك الهوائية التحسُّسي. التهابُ المسالك الهوائية التحسُّسي، والذي يحدث في حالاتٍ مرضية مثل الربو، هو حالةٌ يخطئ فيها الجهازُ المناعي في التعرُّف إلى المثيرات غير الضارَّة، مثل عُث الغبار، ويعتبرها تهديدًا للجسم، ممَّا يُسبب التهاب المسالك الهوائية، ويؤدِّي إلى ظهور أعراض مثل الصفير وضيق التنفس. يتزايد عددُ الحالات المصابة بالربو في البلدان المتقدِّمة، والتي تشهد عددًا متناقصًا من الأشخاص الذين يتناولون أغذيةً غنيَّة بالألياف أيضًا. أراد الباحثون معرفةَ ما إذا يمكن أن تكونَ هناك علاقةٌ بين الربو وبين تناول الأغذية الغنية بالألياف. وحتَّى يتمكَّن الباحثون من معرفة ذلك، قاموا بإجراء عدَّة تجارب مختبرية وتجارب على الفئران؛ ووجدوا أنَّ الفئرانَ التي أُعطيَت غذاء يوميًا غنيًا بالألياف القابلة للذوبان (قد يقابل ذلك الفاكهةَ والخضار عند البشر) حصلت على تأثير وقائي أعلى من الإصابة بالالتهاب الرئوي، مقارنةً مع الفئران التي أُعطِيَت أنواعًا أخرى من الألياف. لكن، يجب عدمُ الجزم بأنَّ هذه النتائجَ تنطبق بالتأكيد على البشر، مع أنَّها هي نقطةُ انطلاق جيِّدة لإجراء المزيد من الدراسات على البشر. يُوصي الأطبَّاءُ باتباع نظام غذائي غني بالألياف، حتى لو لم تُظهِر الدراساتُ تأثيرَه في الوقاية من الإصابة بالربو؛ فقد يساعد ذلك على الوقاية من أمراض القلب والسكَّري، ومن زيادة الوزن والإصابة ببعض أنواع السرطان، كما يمكن أن يُحسِّنَ من صحَّة الجهاز الهضمي أيضًا.