قال وين ميري، كبير الموظفين العلميين العاملين في المجلس الأمريكي لشئون السياسة الخارجية، وهي أحد مراكز التحليل غير الحكومية المهمة في الولاياتالمتحدة، إن تدخل الولايات المحتدة بقوة في الأزمة الأوكرانية، جاء انتقاما على الدور التي تقوم به روسيا من تدعيم نظام بشار، والدعم السياسي والدبلوماسي للحكومة الانتقالية في مصر، كدولة أساسية في المنطقة، والتي لا توافق على التصرفات الأمريكية في مصر وفي منطقة الشرق الأوسط، وتعاونها الوثيق مع المملكة العربية السعودية الذي هو مهم للساحة المصرية، وأضاف ميري في حوار مع "صوت روسيا" أن روسيا أيّدت هذا التعاون المصري السعودي، وعلى هذا الأساس تغيّرت كل الصورة الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، ونتيجة لهذا الموقف الروسي فقد نظمت وشجعت أمريكا القوى المتطرفة في أوكرانيا. كما قال ميري: هناك ملامح أخرى التي تدل على الأساليب الأمريكية في العالم العربي وفي أوروبا الشرقية، وهذه الملامح هي استعمال القوى المتطرفة الإرهابية والتخريبية المنطقة الأوربية والعربية، ففي ليبيا نحن نشاهد انتشار نفوذ القاعدة والمؤسسات المرتبطة مع القوى الإرهابية والإرهاب الدولي، الذي وجدت من خلاله هذه القوى فرصة للتدخل في هذه الدول نتيجة التدخل الأمريكي العسكري، حيث إن التدخل الأمريكي العسكري فتح الباب للعناصر المخربة والمنظمات الإرهابية والذين وصلوا إلى ليبيا من كل أنحاء العالم، وأيضا نشاهد نفس الصورة في مصر حيث إن أمريكا شجعت وأوصلت حركة الإخوان إلى السلطة والمعروفة بموقفها المتطرف، مما اضطر روسيا لأن تسجل هذه المنظمة في قائمة المنظمات الإرهابية، وفي سوريا نجد الإخوان الذين كانوا المحور الأساسي في المعارضة السورية التي ترتكز عليها كل الدبلوماسية والسياسة الأمريكية، والتي شنت حربا دموية ضد سوريا، وهي مستمرة منذ ثلاث سنوات راح ضحيتها 100 ألف نسمة من الشعب السوري، إضافة للمعاناة الاقتصادية والسياسية الضخمة لسوريا جراء هذه الحرب. وقال ميري: على أي قوى تعتمد سياسة الولاياتالمتحدةالأمريكية في أوكرانيا؟ كما يبدو اليوم تستعجل أمريكا للاعتراف بالحكومة المؤقتة التي شكلتها المعارضة الأوكرانية، وعندما نحن نتمعن باهتمام إلى تأليف هذه المعارضة، فإننا نجد أن العنصر الأساسي في المعارضة الأوكرانية هي المنظمات النازية، التي كانت متركزة في المناطق الغربيةلأوكرانيا والتي تتميز بميولها النازية، والتي كانت حتى في الحرب الثانية تتعاون مع جيش هتلر ومع منظمات نازية معروفة لدى روسيا، والتي لا تزال بقايا منها متواجدة على الأراضي الأوكرانية، وهذه العناصر المعارضة ذات النزعة النازية أتوا من غرب أوكرانيا إلى كييف، واستولوا على المباني الحكومية ومباني الدولة ومباني بلدية كييف، وكل ذلك كان بترحيب كبير من قبل السياسيين والدبلوماسيين الغربيين، وقبل كل شيء من قبل الولاياتالمتحدةالأمريكية، وهذا دليل اعتماد الأمريكي أكثر القوى المتطرفة إن كان في العالم العربي أو أوروبا، وهذا دليل واضح حيث إن هذه القوى التي اصطدمت اليوم مع الشعب الأوكراني. وقال ميري: لا شك أن أمريكا لا تستطيع أن تفرض قرارها على أوكرانيا ولا حتى روسيا ولا أوروبا أيضا، فالشعب الأوكراني فقط، هو صاحب القرار مثلما هو الشعب العربي صاحب القرار في منطقة الشرق الأوسط. وبكلمات أخرى أمريكا لا تستطيع أن تمارس سياستها السابقة انطلاقا من أنها اصطدمت ليس فقط بالموقف الروسي، بل اصطدمت مع الشعوب، فقد اصطدمت مع موقف الشعوب العربية في الشرق الأوسط ومع موقف الشعب الأوكراني في أوكرانيا في القارة الأوروبية.