أثار نصب تمثال للملك "شيشنق" في مدخل مدينة تيزي وزو شرقي الجزائر، جدلًا واسعًا في البلاد، حيث تزامن مع إقامة احتفالات رأس السنة الأمازيغية الجديدة، والتي تقام أيام 11 و12 و13 من يناير من كل سنة، والتي توافق هذا العام التقويم الأمازيغي عام 2971، في الوقت الذي سادت فيه حالة من شبه التجاهل للأمر من الأثريين في مصر. ويرجع نسب الفرعون شيشنق، حسب ما ذكرت لوحة حور باسن المحفوظة الآن بمتحف اللوفر في العاصمة الفرنسية باريس، إلى أنه "الفرعون شيشنق بن نمرود بن شيشنق بن باثوت بن بنبنشي بن ماواساتا بن بويو واوا"، حيث استقر جده الأعلى بويو واوا بالواحات الغربية في جنوب غرب مصر، أما ابنه ماواساتا فقد انتقل إلى العيش بمدينة أهناسيا وانخرط في صفوف الكهنة حتى صار كاهن معبد مدينة أهناسيا وقد خلفه ابنه نبنشي، الذي خلفه ابنه باثوت، الذي خلفه ابنه شيشنق، الذي ورث عن أجداده وظيفة الكاهن، وصار بعد ذلك الكاهن الأعظم وقائد حامية أهناسيا وقد تزوج من محنتو سخت ابنة زعيم قبيلة مي، وأنجب منها نمرود، الذي تزوج من الأميرة تنتس بح، التي أنجب منها شيشنق، الذي أصبح فرعون مصر ومؤسس الأسرة الثانية والعشرين، بعد أن اندمج في المجتمع المصري وعاشت أسرته فيه لمدة خمسة أجيال، بعد أن استقر جده الرابع ماواساتا بمدينة أهناسيا. وذكر التاريخ القديم أن نمرود بن شيشنق توفي في حياة والده، الذي قام بدفنه في مكان مقدس حسب اعتقاده، وهو مدينة أبيدوس -التي تقع بمحافظة سوهاج الآن- وقد نهب قبره، فقام والده شيشنق الكبير بتقديم شكوى للفرعون، الذي اهتم بالشكوى لمكانته المرموقة في مدينة أهناسيا. وبالنسبة لحفيده شيشنق الذي ورث منصب جده الكاهن الأعظم ورئيس حامية أهناسيا ورئيس قوم مي، بالإضافة إلى ألقاب أخرى منها "الرئيس الأعظم المشرف على الصعيد". في عهده، غيّر شيشنق شكل الحياة في مصر، وخلّدت إحدى الصخور في وادى الملوك بمصر اقوى المعارك التى قادها منتصرا، وحكمت أسرته من بعده مصر لمدة 250 عام؛ وكان أول عمل قام به هو تعين ابنه اوبوت كاهنا أعظم في طيبة، وبعد ذلك بدأ بتفنيد برنامج عمراني واسع ما تزال أثاره الخالدة حتى هدا اليوم، منها بوابة ضخمة تعرف الآن باسم "بوابة شيشنق" وكانت تدعى في عصره ب"بوابة النصر" وهي جزء من امتداد الجدار الجنوبي لبهو الأعمدة الشهير، وقد سجل على هذه البوابة أخبار انتصاراته في فلسطين وتاريخ كهنة آمون من أبناء أسرته؛ وعلى جدار معبد الكرنك سجل انتصاراته الساحقة على بني إسرائيل في أرض فلسطين، وقد حفرت هده الرسوم على الحائط الجنوبي من الخارج، وانتشرت بحيث غطت على المناظر العسكرية الخاصة بانتصارات رمسيس الثاني على الليبيين. هكذا وحّد مصر والسودان وليبيا والشام في مملكة واحدة لأول مرة، ونقوشه تصور ما قدمته هذه الممالك من جزية بالتفصيل وبتحديد حسابي دقيق مما يؤكد أنها لم تكن مجرد دعايات سياسية طارئة كما يتضح أن شيشنق لم يضم الشام كلها فحسب وضم السودان أيضا الذي كان مجرد حلم يراه جميع الفراعنة. وقد ذكر كتاب "الفراعنة المحاربون.. دبلوماسيون وعسكريون" للدكتور حسين عبد البصير، حكم شيشنق الأول من عام 945 إلى عام 924 قبل ميلاد السيد المسيح، وعرف باسم شيشنق مرى آمون حكا خبر رع ستب إن رع، وكان هو البداية للفرع الليبى المتمصر الذى حكم مصر لمدة مائتى عام، وربط الملك نفسه بالأسرة السابقة من خلال الزواج من ابنة الملك السابق عليه، بوسينس الثانى، وزاد من دعم موقف الملك أنه جاء من خلفية عسكرية.