شيع الآلاف من ضباط وأفراد الشرطة وأهالي قرية الشبانات والقرى المجاورة لها، جثمان رقيب الشرطة عبد الرحمن محمد أبو العلا، 48 عاما من قوة قسم شرطة ثان العاشر من رمضان، والذي يعد الشهيد رقم 9 في صفوف رجال الشرطة بالشرقية، وذلك بعد استهدافه من قبل إرهابيين يستقلان دراجة بخارية وإطلاق أعيرة نارية على رأسه بنفس الطريقة المتبعة، أمام عزبة بايرلى بطريق أبو الأخضر الشبانات أثناء التهدئة بالدراجة البخارية التي يقودها أمام مطب وفرا هاربين بعد أن استوليا على حافظة نقوده. وردد المشيعون في الجنازة العسكرية بعد الصلاة عليه بمسجد أبو داود بالعرب الكبيرة، والتي تقدمها اللواء سامح الكيلاني، مدير الأمن والعميدين رفعت خضر، مدير المباحث وعاطف الشاعر، رئيس المباحث هتافات الشعب يريد إعدام الإخوان، يا رئيس الجمهورية الإخوان بلطجية، لا إله إلا الله الشهيد حبيب الله والإخوان أعداء الله". كما قدم الدكتور سعيد عبد العزيز، محافظ الشرقية واجب العزاء لأسره الشهيد وانتقل إلى المستشفى لمتابعة إجراءات دفنه حتى تم نقل جثمانه بسيارة الإسعاف لقريته. وبوصول الجثمان للقرية وفور مشاهدة زوجته حنان حسن أحمد له انخرطت في البكاء، وقالت حرام عليكم يا ولاد.. خربتم بيتي يا ريتنى مكانك يا نور عنيه، وطالبت بسرعة القصاص من قتلة زوجها الشهيد حتى تبرد نار قلبها، لافتة إلى أن خبر استشهاد زوجها نزل عليها كالصاعقة، وأنها لم تصدق حتى الآن رحليه، خاصة أنها كانت تنتظره بالمنزل وتعد له طعام الغداء، وطالبت محافظ الشرقية ومدير الأمن بتوفير فرصة عمل لابنها الأكبر محمد ليتمكن من استكمال رسالة والده نحوه، خاصة أنه لا توجد لهم زرعة ولا قلعة وظروفهم صعبة. أما محمد نجل الشهيد الأكبر فقال حسبى الله ونعم الوكيل في قتلة والدى.. هو عمل إيه الغلبان علشان يموت الموتة دى، وبأي ذنب قتل، لافتا إلى أنه كان متواجدا بالمستشفى الجامعي صحبة خاله لإجراء عملية جراحية لأحد أقاربه وتلقى مكالمة تليفونية من جاره بإصابة والده، وأنه هرع لمستشفى الأحرار للاطمئنان على والده سندهم الوحيد في الحياة، لكن اكتشف أنه في المشرحة فسقط على الأرض يبكى واحتسبه عند الله من الشهداء، مؤكدا أن ترك الجماعة الإرهابية وأعوانهم تقتل في رجال الشرطة والقوات المسلحة حاجة أصبحت لا تطاق والصبر نفد، ولابد من إعدامهم في ميدان عام ليكونوا عبرة لغيرهم ممن تسول لهم أنفسهم الإقدام على مثل هذه الأعمال الإرهابية الجبانة والخسيسة. أما أبو العلا نجل الشهيد، فقال إنه كان متواجدا في عمله الخاص باليومية بإحدى القرى وتم إبلاغه عن طريق التليفون بالجريمة، وأنه في حاله سيئة وأن والده كل شىء في حياته لقد تناول معهم طعام الإفطار كعادته وخرج بدراجته البخارية مرتديا ملابسه الميرى في طريقه لعمله بالعاشر، وأن الإرهابيين كانوا يتتبعونه ونفذوا مخططهم الشيطاني الله يحرق قلوبهم على فلذات أكبادهم وأن يشربوا من نفس الكأس. أما الحاج محمد أبو العلا، شقيق الشهيد فقال إن شقيقه أجدع الناس ولسانه حلو ولم يتأخر يوما عن مساعدة محتاج حتى ولو دفع أي مبلغ من جيبه، وأنه بعد العمليات الإرهابية التي تمت ضد رجال الشرطة طلب من شقيقه الشهيد منذ يومين عدم ارتداء الملابس الميرى أو السفر بالدراجة البخارية للحفاظ على حياته وكأني كنت أشعر بقرب أجله لكنه رد على قائلا يا خويا الرب واحد والعمر واحد اعتمد على ربنا ويا ريت الواحد يموت شهيد، ولقد طلبها ونالها من الله، ولكننا في حالة حزن عليه لسابقة استشهاد شقيقى أحمد أيضا في حرب أكتوبر 1973 ولكن لابد من القصاص لينعم الوطن بالاستقرار كفاية خراب بيوت. أما محمود حسين شقيق زوجة الشهيد فقال إن مسلسل قتل رجال الشرطة لابد أن تكون له نهاية، لأن الاستمرار في ذلك وعدم إعدام القتلة والمحرضين على العنف في ميدان عام رميا بالرصاص سيجعل عائلات رجال الشرطة في حالة رعب وخوف على فلذات أكبادهم، لقد شاهدت نسيبى أثناء خروجه من منزله متوجها إلى عمله وكانت آخر كلمات له وهو مبتسم صباح الفل يا أبو نسب وعندما عرفت باستشهاده انخرطت في البكاء حزنا على فراقه، والشهيد له خمسة أبناء محمد حاصل على دبلوم ومتزوج وأبو العلا حاصل على ثانوية أزهرية ويعمل باليومية ونسرين تانية ثانوى وهايدى ثالثة إعدادى وولاء متزوجة ودم الشهيد في رقبة جماعة الإخوان الإرهابية. وطالب السيد عبد الرازق، قريب زوجة الشهيد بالخلاص من الجماعة الإرهابية التي تعيث في أرض مصر فسادا لينعم الوطن والمواطن بالأمان والاستقرار وبلدنا مش تستاهل كدة، لافتا إلى أن الشهيد كان يسافر على الدراجة البخارية لعمله بالعاشر الذي يبعد عن محل إقامته 50 كيلو مترا للوصول في ميعاده وبسب ارتفاع أجرة المواصلات ولتوفير لقمة العيش لأولاده كما أنه ملتزم ومثال للطيبة والأدب. من جهة أخرى، أكد عدد من أمناء وأفراد الشرطة بالشرقية خلال تشييعهم لجنازة زميلهم الشهيد التاسع لجهاز الشرطة بالشرقية أن مثل هذه العمليات الإرهابية لن تنال من عزيمتهم. وشددوا على أنهم سيظلون موجودين في الشوارع لتحقيق الأمن بين الناس وأنهم لن يتركوا حق الشهداء.