عاشت قرية «الشبانات» بالشرقية ساعات عصيبة بعد تلقى الأهالى خبر استشهاد رقيب شرطة عبدالرحمن أبوالعلا محمد طلب، «48 سنة».. ساعات انتظار وصول الجثمان صاحبتها دموع متحجرة فى أعين أقاربه وأصدقائه، وانخرطت نساء القرية فى الصراخ والعويل أثناء تشييع جثمان الشهيد إلى مقابر القرية، وهتف المشاركون فى مراسم الجنازة ضد الجماعة الإرهابية: «الإخوان أعداء الله، يا رئيس الجمهورية الإخوان بلطجية، لا إله إلا الله، الشهيد حبيب الله». عقب انتهاء مراسم الدفن، جلست الزوجة أمام منزلها المتواضع المكون من دور واحد تسند ظهرها المكسور بفقد عائلها إلى حائط المنزل والتفت حولها نساء القرية، يرتدين لون الحزن الأسود لتقديم واجب العزاء ومواساة الزوجة المكلومة، فيما انخرطت إحدى نجلات الشهيد فى بكاء هيستيرى، قائلة: «ربنا ينتقم منهم، دا مش عمره عمل حاجة وحشة فى حد»، وظلت تردد تلك العبارة مرات عديدة. روت الزوجة المكلومة مأساة فقد عائل الأسرة ل«الوطن» قائلة: «كنت قاعدة فى البيت بأجهز الأكل، وبعدين لقيت حد من زمايل عبدالرحمن بيتصل ويقولنا إنه انضرب بالنار عند كوبرى أبوالأخضر، صرخت، وقلت يا رب يكون بخير وطلعت أجرى فى الشارع، والجيران اتجمعوا وناس منهم راحوا معايا لمكان الحادثة اللى بيبعد عن بلدنا حوالى 3 كيلو بس لما رحنا كانت الإسعاف نقلته المستشفى». وتابعت: «أنا ماحسيتش بنفسى، لما وصلنا ولقينا الناس بتقول إنه مات وأغمى عليا، وبعدين الجيران رجعونى البيت»، وأردفت بصوتها المذبوح بإرهاب الإخوان: «كان قلبى حاسس خصوصاً بعدد ما زمايله، اتقتلوا الأيام اللى فاتت وقولتله مش يروح بالملابس الميرى، بس مش سمع كلامى، وقالى العمر واحد والرب واحد»، ثم انخرطت فى البكاء للحظات وعادت لتواصل حديثها: «كان حامل هم عياله، وهم مصاريفهم وكان بيحرم نفسه عشان يجيب لعياله اللى عاوزينه حتى لما وجد أن تكاليف المواصلات، عشان يروح شغله فى العاشر كتيرة جاب موتوسيكل، وكان بيروح بيه الشغل وكان بيسوق لمدة أكتر من ساعة عشان مش يصرف فلوس فى المواصلات، لأن الأجرة رايح جاى «10 جنيهات»، ورفعت الزوجة يديها للسماء قائلة: «حسبى الله ونعم الوكيل، فى اللى قتله وحرق قلوبنا عليه، ربنا ينتقم منهم، الظالمين اللى مش عندهم رحمة، ووجهت رسالة لقتلة زوجها: «ربنا مش هيسبكوا وهياخد حق اللى قتلتوهم ودمهم هيكون لعنة عليكوا ليوم القيامة». وقال الحاج محمد أبوالعلا، شقيق الشهيد: «أخويا كان طول عمره راجل غلبان وفى حاله ومكنش عاوز أى حاجة من الدنيا غير أنه يربى عياله»، مشيراً إلى أن الشهيد كان العائل الوحيد لأسرته التى تتكون من 5 أبناء «محمد»، دبلوم صنايع، أبوالعلا، طالب بالفرقة الأولى بجامعة الزقازيق، نسرين 23 عاماً، مروة، طالبة بالثانوى العام، هايدى، طالبة بالمرحلة الإعدادية، لافتاً إلى أن نجل الشهيد الأكبر أصبح العائل الوحيد لأسرته بعد وفاة والده. وتساءلت «مروة» نجلة الشهيد، قائلة: «أبويا اتقتل ليه؟ ذنبه إيه؟ وإحنا ذنبنا إيه نتحرم من أحن حد علينا فى الدنيا على إيد الإرهابيين؟ «أبويا كان سندنا وظهرنا اللى اتكسر وطالبت بالقصاص لأبيها وبألا تمر تلك الأعمال الإرهابية مرور الكرام، ويظل القاتل مجهولاً. كان اللواء سامح الكيلانى، مدير أمن الشرقية، تلقى إخطاراً من العميد رفعت خضر، مدير المباحث الجنائية يفيد تلقيه إشارة من مستشفى الأحرار بالزقازيق بوصول رقيب أول عبدالرحمن أبوالعلا محمد طلب، 42 عاماً، من قوة قسم ثانى العاشر من رمضان، مقيم بقرية الشبانات التابعة لمركز الزقازيق جثة هامدة إثر إصابته بطلق نارى بالرأس على أيدى إرهابيين أثناء عودته لمنزله عقب انتهاء عمله، مستقلاً دراجة بخارية حيث تربص له الجناة وأطلق أحدهم الأعيرة النارية عليه، ما أودى بحياته.