واصلت قوى الإرهاب الأسود عملياتها الإجرامية تجاه رجال الشرطة والجيش، حيث ودّعت محافظة الشرقية، شهيدها العاشر من أفراد الشرطة، خلال شهر واحد، فى جنازة عسكرية مهيبة تقدمها القيادات الأمنية، وبحضور الآلاف من الأهالى وضباط وأفراد الشرطة، ملفوفا بالعلم المصرى، وهو الرقيب عبد الرحمن أبو العلا محمد،50 سنة، من قوة أفراد مركز شرطة ثان العاشر من رمضان، والذى استشهد، بنفس الأسلوب على يد عناصر إرهابية ملثمة بطلق نارى فى الرأس، ما أدى إلى وفاته بالحال، أثناء عودته من عمله بملابسه الأميرية، بالقرب من عزبة حسن أباظة، بالعصلوجى مركز الزقازيق، ولاذوا بالفرار، بعد أن قاموا بسرقة حافظة نقوده.. حيث تم دفنه بمسقط رأسه بقرية الشبانات مركز الزقازيق.
تقدم الجنازة اللواء سامح الكيلانى مدير أمن الشرقية واللواء رفعت خضر مدير المباحث الجنائية والعميد عاطف الشاعر رئيس المباحث الجنائية.. كما قام الدكتور سعيد عبد العزيز، محافظ الشرقية بتقديم واجب العزاء لأهالى الشهيد.
وفى نفس السياق، وبعد 42 ساعة من استشهاد رقيب الشرطة، قامت عناصر إرهابية ملثمة يستقلون دراجة بخارية بدون لوحات معدنية، باستهداف العقيد عصام محمد المحلاوى24سنة، بالقوات المسلحة بطلقات نارية على طريق بلبيس - القاهرة، أثناء تواجده أمام قرية الحصة والمشروع بدائرة مركز الزقازيق لمتابعة أحد المشروعات، حيث فوجئ بعناصر إرهابية ملثمة، أطلقوا عليه عدة أعيرة نارية بطريقة عشوائية، وفروا هاربين. وتم نقله إلى العيادات الخارجية بالقوات المسلحة بالقرب من إدارة مرور الزقازيق، ثم إلى المستشفى العسكرى بالقاهرة لاستكمال علاجه حيث أصيب بطلق نارى بالفخذ الأيسر.. وبذلك تكون الحصيلة 11 شهيدا وإصابة ضابطى جيش وخمسة مجندين وأمناء الشرطة خلال شهر واحد.
خرجت جنازة الشهيد الرقيب من مسجد أبوداود بالعرب الكبيرة بالقرية، وسط هتافات تطالب بإعدام الإخوان والقصاص من قتلة رجال الأمن بالشرقية وطالبت زوجة الشهيد بسرعة القصاص من قتلة زوجها الشهيد حتى تبرد نار قلبها، لافتة إلى أن خبر استشهاد زوجها نزل عليها كالصاعقة، وأنها لا تصدق رحيله.
أما محمد نجل الشهيد الأكبر فيقول: احتسب والدى عند الله من الشهداء، مؤكدا أن «ترك الجماعة الإرهابية وأعوانهم تقتل فى رجال الشرطة والقوات المسلحة حاجة أصبحت لا تطاق والصبر نفد، ولابد من إعدامهم فى ميدان عام ليكونوا عبرة لغيرهم ممن تسول لهم أنفسهم الإقدام على مثل هذه الأعمال الإرهابية الجبانة والخسيسة».
أما الحاج محمد أبو العلا، شقيق الشهيد فقال إن شقيقه أجدع الناس ولسانه حلو ولم يتأخر يوما عن مساعدة محتاج حتى ولو دفع أى مبلغ من جيبه، وأنه بعد العمليات الإرهابية التى تمت ضد رجال الشرطة طلب من شقيقه الشهيد منذ يومين عدم ارتداء الملابس الميرى أو السفر بالدراجة البخارية للحفاظ على حياته، وكأنى كنت أشعر بقرب أجله لكنه رد علىَّ قائلا «يا خويا الرب واحد والعمر واحد اعتمد على ربنا ويا ريت الواحد يموت شهيد»، ولقد طلبها ونالها من الله، ولكننا فى حالة حزن عليه لسابقة استشهاد شقيقى أحمد أيضا فى حرب أكتوبر 1973، ولكن لابد من القصاص لينعم الوطن بالاستقرار كفاية خراب بيوت.
وأكد محمد حسن، صهر الشهيد: أن الشهيد كان مثالا يُحتذى به فى الأخلاق والتفانى فى العمل. وله خمسة أبناء محمد حاصل على دبلوم ومتزوج وأبوالعلا حاصل على ثانوية أزهرية ويعمل باليومية ونسرين ثانية ثانوى وهايدى ثالثة إعدادى وولاء متزوجة.
وصرخ قائلا: «الإخوان هم اللى قتلوه، وهم أساس البلاء الذى نعيش فيه ولابد من الانتقام منهم، وتنظيم محاكمات فورية لهم.. مطالبا الحكومة والداخلية أن تقتص له من قتلته حتى لا يفعلوها مرة أخرى مع الشرطة، كما طالب بالنظر بعين الرحمة والرأفة لأسرة الشهيد وتعيين ابنه الأكبر محمد حتى يتكفل بأشقائه ويستطيع تجهيز شقيقاته البنات واستكمال رسالة والده وأكد عدد من أمناء وأفراد الشرطة خلال تشييعهم لجنازة زميلهم الشهيد الحادى عشر لجهاز الشرطة بالشرقية أن مثل هذه العمليات الإرهابية لن تنال من عزيمتهم.
وشددوا على أنهم سيظلون موجودين فى الشوارع لتحقيق الأمن بين الناس وأنهم لن يتركوا حق الشهداء.