قالت مجلة فورين بوليسي الأمريكية، إنه رغم أن مصر تواجه العديد من المخاطر، بدءا من التمرد المسلح المتزايد في سيناء، وإلى النظام الرئاسي غير المستقر، إلا أن التحولات الحادة في موارد الطاقة في البلاد في الأعوام الأخيرة، والتحديات القوية التي تفرضها على الاقتصاد، قد تكون المشكلة الكبرى أمام رجل مصر القوى المشير عبد الفتاح السيسي. وأضافت المجلة أنه قبل الربيع العربي، حولت مصر احتياطياتها الوفيرة من الغاز الطبيعي التي اعتبرت ثالث أكبر احتياطي في أفريقيا، إلى صادرات مربحة تشحنها إلى أوروبا وآسيا، وأن مصر أرسلت الغاز إلى دول جوار مثل الأردن وإسرائيل عبر خطوط أنابيب، وكان لها خطط طموحة لتطوير موارد غاز خارج أراضيها، ووسعت نظام توليد الكهرباء عبر محطات للطاقة تعمل بالغاز. ولكن الآن الوضع اختلف لأن مصر حاليا مضطرة لاستيراد الغاز لتلبية احتياجاتها المحلية التي ارتفعت بشدة، وأغلقت معظم منافذ تصدير الغاز. وتزعم المجلة أن هناك أنباء تتردد عن محادثات لاستيراد الغاز من إسرائيل على حد وصفها، وهي مؤشر للكيفية المتسارعة التي تغير فيها وضعها الذي كان متميزا من قبل، في ظل دعم حكومي كبير للطاقة. وتضيف المجلة أن نقص الطاقة يهدد قطاع الكهرباء وجزءا كبيرا من قطاع الصناعة، في ظل تراجع معدل نمو الاقتصاد وزيادة البطالة، وأن انقطاع الكهرباء المتكرر يذكر بالاحتجاجات التي أسقطت الرئيسين السابقين مبارك ومرسي، وأن صادرات مصر من الغاز بلغت 647 مليار قدم مكعب في عام 2009، وانخفضت بمقدار أكثر من النصف في عام 2012 إلى 256 مليار، وتواصل انخفاضها عاما بعد عام. وتشير المجلة إلى أن نقص صادرات الغاز لا يعود فقط لتراجع الإنتاج، ولكن بشكل كبير إلى زيادة الاستهلاك المحلي الذي ارتفع بمقدار 25% من 2009 إلى 2012، وتضاعف خلال عشر سنوات، وكذلك بيع الصادرات بالدولار وبيع الاحتياجات المحلية بسعر بقى رخيصا بشكل متعمد للإبقاء على دعم حكومي تبلغ قيمته 10% من الناتج المحلي الإجمالي. وتضيف المجلة أن رفع أسعار الطاقة المحلية يهدد باضطراب اجتماعي، لكن إنفاق المليارات على دعمها يفاقم من عجز الميزانية ويحرم البلاد من عوائد التصدير الحيوية. وتشير المجلة إلى معاناة مصانع مثل مصانع الأسمنت من نقص الطاقة، وإلى تخفيض الحكومة لحصصها من الغاز بنسبة 50%، وبالتالي تخفيض إنتاجها بنفس النسبة، وأن المشاكل لا تتوقف عن نقص الطاقة في مصر، ولكن هناك أيضا تراجع عوائد السياحة بسبب الاضطراب السياسي والإرهاب، وإلى ما هو أسوأ متمثلا في قطع التيار الكهربائي، الذي كان فيما سبق ظاهرة تتكرر في الصيف، أصبحت تتكرر في الشتاء أيضا. وتتوقع المجلة أن خبراء الطاقة يرون أن طوابير أنابيب الغاز الطويلة وانقطاع الكهرباء الذي حدث أيام مرسي قد يتكرر مع السيسي المحتمل ترشحه للرئاسة، ويثير غضب الجماهير ويوسع دعم الاحتجاجات.