مؤخرًا؛ أصبحت خلافات الجيرة، واحدة من أهم الأسباب، التى تؤدى إلى نشوب مشاجرات، بين العديد من الأسر وأفرادها، الأمر الذى يتحول بعد ذلك إلى جرائم قتل أو شروع فيها، مثل ما حدث في منطقة العجوزة؛ حيث ضرب سائقٌ، بكافة العادات والتقاليد وحق الجيزة، عرض الحائط، وتعدى على جاره وطعنه، بسبب خلافات سابقة بينهما، وهذا ما سنعرفه من التفاصيل التى تحكيها السطور التالية. البداية جاءت من خلال التحقيقات، التى أجرتها نيابة شمال الجيرة، في القضية رقم 61491 لسنة 2019، حيث تبين أن بلاغًا ورد لضباط مباحث القسم، من بعض الأهالى بمنطقة أرض اللواء، يشيرون فيه إلى حدوث مشادة كلامية، بين سائق وجاره، تطورت إلى مشاجرة، على إثرها تعدى أحدهما على الآخر بسلاح أبيض «مطواة»، فسدد له عدة طعنات نافذة، فسقط مغشيًا عليه، ولفظ أنفاسه الأخيرة، وتوفى قبل نقله إلى المستشفى، مما دفع الأهالى إلى إبلاغ الشرطة، بعدما منعهم المتهم من الاقتراب أو التدخل. وأضافت التحقيقات؛ أن قوة أمنية انتقلت لمكان الحادث، فتم العثور على جثة المجنى عليه، وتبين أنه يُدعى «ر. م. ع»، سائق، في العقد الرابع من العمر، وبالفحص تبين أنه مصاب بثلاث طعنات، في مناطق متفرقة من جسده، وبعمل التحريات وسؤال بعض الأهالي؛ تبين أن وراء ارتكاب الحادث، المتهم «أ. ط»، يبلغ من العمر 30 عاما، يعمل سائقًا، بسبب خلافات الجيرة، التى كانت بين المجنى عليه والمتهم، الذى تمكن من الهرب، بعدما ارتكب الحادث. وأشارت التحقيقات، التى أجرتها النيابة، أن ضباط مباحث القسم، اتخذوا الإجراءات اللازمة، التى تمكنوا من خلالها، من تحديد مكان تواجد المتهم، لدى أحد أقاربه، بمدينة نصر، وخرجت قوة أمنية، استهدفت مكان تواجده، وتمكنوا من ضبطه، واقتياده إلى قسم الشرطة، وإخطار النيابة، التى بدأت التحقيق معه، وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة؛ حيث أكد أنه جارٌ للمجنى عليه، منذ عدة سنوات، وأن علاقتهما كانت طبيعية، ومع مرور الوقت تغير كل شيء، وأصبحا على خلاف. وأوضح المتهم في التحقيقات أن أسباب تلك الخلافات، ترجع إلى تشاجر زوجتيهما سويا، الأمر الذى دفع المجنى عليه والمتهم للمعاتبة، لكن الوضع لم يتغير، وأصبح كلاهما لا يرغب في التعامل مع الآخر، واستمر الحال حتى يوم الواقعة، حيث تجددت الخلافات، ونشبت بينهما مشادة كلامية، تحولت إلى مشاجرة، وتدخل الأهالى لفض الخلاف، لكن المتهم بيت النية على الانتقام من المجنى عليه. وأضاف، أنه، في يوم الواقعة؛ استغل مروره بالشارع، فاستوقفه وتحدث معه قليلًا، ولم تمر سوى ثوانٍ معدودة حتى نشبت بينهما مشاجرة، أخرج خلالها المتهم مطواة من سيارته، وسدد بها المجنى عليه، عدة طعنات في أنحاء متفرقة من جسده، حتى سقط على الأرض، وسط ذهول الأهالي، الذين لم يتمكنوا من إنقاده، بسبب تهديد المتهم لهم بالقتل، حال اقتراب أحدهم. وفور انتهاء التحقيق معه؛ أمرت النيابة بحبسه، والتجديد له في الميعاد، وبعد ورود تقرير الطب الشرعى الخاص بالمحنى عليه، والذى أكد أن الوفاة ناتجة عن الطعنات التى تلقاها من جسم صلب مدبب، وتحريات الأجهزة الأمنية، بالإضافة إلى أقوال شهود العيان، واعترفات المتهم، أمرت النيابة بإحالة القضية لمحكمة الجنايات. وبعد تداول القضية، خلال عدة جلسات؛ أصدرت محكمة الجنايات، برئاسة المستشار محمد ناجى شحاتة، وعضوية المستشارين محمد محمد النجدى، وعمرو أحمد عبده، حكمها بمعاقبة المتهم بالسجن المشدد لمدة 10 سنوات، بعد توجيه تهمة القتل العمد، وحيازة سلاح أبيض إليه.