سيدة لا تعرف سوى عمل الخير، تجد متعتها في جلوسها وسط الصبية تحفظهم آيات من القرآن الكريم، قلبها أوسع من غرفتها الضيقة، نور يدخل من شباكها يضيء ما حولها في المكان، إلا أن ثمة شرير قلبه أشد قسوة من الحجارة، لم يتركها وقدرها فسالت دماؤها النقية على يديه الآثمة، تاركًا خلفه دماء وجثة سيدة عاشت للخير وماتت بيد لا تعرف سوى الشر، لتعثر نجلتها على جثتها غارقة في دمائها، وتبدأ بعدها سلسلة من الأحداث تكشفت عنها العديد من المفاجآت. مسنة تبلغ من العمر (74 عاما) تقيم بمفردها داخل شقة صغيرة، بمنطقة الدرب الأحمر حيث إن أولادها الخمسة متزوجون، ويعيشون بأماكن متفرقة، وكانوا يترددون عليها من آن لآخر للاطمئنان عليها، نظرًا لتقدمها في العمر ومن أجل ذلك كانت لا تخرج من مسكنها نهائيا إلا لشراء وجبة الفطار، لكنها لم تدر أن نهايتها ستكون على يد نجل شقيقها المدعو «عادل»، بسبب خلاف على الميراث بين الجانى والضحية منذ عدة أعوام. جريمة قتل في الطابق الثاني بذات العقار الذي شهد الجريمة، يقطن «عادل»، نجل شقيق الضحية مع والدته، وكان الجميع بالمنطقة يعلم أن هناك خلافا على الميراث بين الجانى، ولكن كانت الأمور تسير طبيعية دون مشكلات وكل طرف منشغل في حياته، قبل الحادث تزوج عادل وبعد وقت قصير ترك شقته وزوجته، وحضر للمنطقة ومكث مع والدته وكان لا يترك الشقة ولا يخرج منها نهائيًا، وكانت والدته تتولى الأنفاق عليه طيلة هذه المدة، نظرًا لأنها مدرسة وتتحصل على راتب شهرى، مما دفعه للاعتماد عليها في المصاريف. الطمع أعمي قلب «عادل»، وفى يوم الواقعة استغل أن الضحية تقيم بالمنزل بمفردها، وتسلل إلى شقتها، وبعد الدخول، حدثت بينهما مشادة كلامية بعدما طلب منها أن تقوم بإقراضه مبلغا ماليا، حتى يستطيع الخروج من الأزمة المالية التى ألمت به في الفترة الأخيرة، وبعد عدد من المحاولات فشل في الحصول على أى مبلغ منها، اختمرت في ذهنه فكرة التخلص منها، وعلى الفور قرر تنفيذ الخطة في ثوان، وأسرع بالدخول نحو المطبخ واستل سكينا وقام بتسديد عدد من الطعنات لها في منطقة الصدر، وفر هاربا. خيط الجريمة لم يتخيل المتهم أن يتم كشف جريمته بهذه السرعة، فبعد ارتكاب الجريمة حضرت ابنة الضحية لزيارة والدتها، وبطرق الباب لم ترد عليها، فاستعانت بالجيران لفتح باب الشقة، ووجدت الضحية جثة هامدة، غارقة في دمائها، ومسجاة على وجهها وبها 4 طعنات في مناطق متفرقة من الجسد، منها طعنتان نافذتان بالرقبة والصدر، كما لوحظ بعثرة محتويات الشقة، وعلى الفور توجهت نجلتها لقسم الشرطة وأبلغت عن الواقعة، وبعد عمل التحريات تم تشكيل فريق بحث جنائى أسفرت جهوده عن التوصل إلى شاهدة للواقعة تقطن بذات العقار تدعى «نادية» والتى أقرت أنها شاهدت كلا من «عادل. م.ع»، نجل شقيق المجنى عليها، ووالدته حال نزولهما من الشقة سكن المجنى عليها في وقت معاصر لارتكاب الواقعة، وأن عادل كان يرتدى ملابس ملوثة بالدماء، وفور مشاهدته لها هددها بالقتل في حال الإبلاغ عنه، مشيرًا إلى أن التحريات أكدت صحة ما قررته الشاهدة، وبعدها نجح رجال المباحث في ضبطهما.