وسط تسارع وتصاعد حدة الأحداث الثقافية الأخيرة، وتوالي وتيرتها بدرجة كبيرة، بدأ الكثير من المثقفين في اختيار وزير بديل للدكتور محمد صابر عرب وزير الثقافة الحالي، حتى إذا ما نجحت الخطوات التي بدأها، بالإطاحة به كأحد أهم مطالب مؤتمر "من أجل ثقافة تليق بمصر" الذي عقد بأتيليه القاهرة الخميس الماضي. "البوابة نيوز" استطلعت آراء المثقفين في الأسماء البديلة وأهم معايير الاختيار وأهم المطالب من الوزير المقبل وفيما يلي أهم الآراء... عبد المجيد وزيرا من جانبه رشح الشاعر خميس عز العرب، الروائي إبراهيم عبدالمجيد، لتولي وزارة الثقافة، خلفًا للدكتور صابر عرب، إذا ما نجح المثقفون في الإطاحة به، بناء على توصيات مؤتمر "من أجل ثقافة تليق بمصر" الذي انتهت فعالياته الأول أمس. وقال عز العرب: من أهم المعايير التي دفعتني لترشيح عبدالمجيد، أنه مبدع وله إسهام ثقافي حقيقي، وليس محسوبا على النظام الأسبق، كما أنه متصل بمشكلات الثقافة والمثقفين بحكم تعرضه لها ومعاناته منها، كما أنه بلا شلة ولا مطمع في الكرس، وطالب الوزير المقبل أن يقوم بعملية تطهير واسعة لقيادات الوزارة، ولا يخطئ نفس الخطأ الذي وقع فيه غيره من الوزراء السابقين. أمر صعب فيما أكد الروائي محمد العون الحاصل على جائزة الدولة التشجيعية عام 2013، أن اختيار بديل للدكتور صابر عرب وزير الثقافة إذا ما نجح المثقفون في الإطاحة به، أمر صعب من ناحيتين، وأعتقد أن الأسماء لن تخرج عن قيادات الوزارة الحاليين، فمن سيأتي من الخارج سوف يتعرض لكل أنواع "البهدلة" ولن يرضى عنه أحد في الغابة التي تسمى وزارة الثقافة. وأضاف العون: إن معايير اختيار وزير جديد للثقافة يجب أن تتمثل في الخبرة وهي أهم شرط في رأيي ولن تجدها متوفرة في كثيرين، وكذلك الكفاءة، والخبرة لا تأتي غير من العمل في وظائف وتولّي المناصب وإثبات الكفاءة من خلال العمل في هذه المناصب. وتابع العون، إحدى أهم مشكلات الوزارة أنها تعتمد على دعم الحكومة الكامل، فهي وزارة غير منتجة، لذلك فإن كل مَن يتولّى إدارتها سوف يتعرّض لمشكلات كثيرة، أما مسألة تفكيك الوزارة فلا بد أن تحدث من خلال خطة شاملة للحكومة، وإلا ستكون مسألة فوضوية. صحوة المثقفين بينما قال الناقد أحمد عبد الرازق أبو العلا إن صحوة المثقفين تكمن في مواجهتهم للسياسات غير القادرة على تحقيق مصالح الجميع، والقائمة على إزاحة الأغلبية من المبدعين، والاحتفاء والاحتماء بعدد قليل منهم، مشيرا إلى أن تلك الصحوة جاءت متأخرة كثيرا، وربما يقول البعض إن الذين يعلنون غضبهم يضغطون على المسئولين للحصول على حقوقهم، لكني أقول إن هذا ليس اتهاما- في حقيقة الأمر- وإنما تعبير عن غضب، نظرا لضياع فكرة العدالة ومقاومة للإقصاء.. هذه السياسة البغيضة هي التي اتبعها فاروق حسني، مع المختلفين معه ومع سياساته، وقت أن كان وزيرا. وأضاف أبو العلا في تصريحات خاصة: لقد واجهت– على المستوى الشخصي- تلك السياسة، وكنت أتكلم وأكتب وأقول لكنني كنت وحدي مع نفر قليل لا تأثير لهم وسط اتباع سياسة الحظيرة التي استقطبت الأغلبية، ولذلك فإن فعل المقاومة الجماعي يمكن أن يعيد الأمور إلى نصابها، ويجعل المثقف يشعر بدوره وفاعليته، وبأنه لا بد أن يكون مؤثرا وعضويا، وما نراه الآن على الساحة من حالة تعبير عن الغضب، أمر طبيعي جدا، مع حياة تطمح إلى التغيير إلى الأفضل، وما نراه هو – في حقيقة الأمر – استمرار للسياسات القديمة، وكأن ثورة لم تقم!! وتابع أبو العلا: إن اتباع نفس سياسات الحظيرة التي عمق مفهومها ( جابر عصفور) ونفذها بغباء شديد تلاميذه الذين لا يعترفون بأن ثمة تغيير قد حدث في مصر.. في هذا السياق ينادي البعض بضرورة تغيير وزير الثقافة وترشيح بديل له، أقول نعم أنا مع التغيير، ولكنني – في الوقت نفسه- لا اعترف بأن تغيير وزير الثقافة وحده هو الحل، الحل، في اعتقادي، هو ضرورة يقظة المثقف، وقيامه بدوره المنوط به، لأن الوزير أي وزير ما هو إلا أداة تنفيذية، لا يصبح إيجابيا إلا إذا كان المثقف ذاته إيجابيا، والأداء السلبي للوزير معناه أن المثقفين لا يستطيعون القيام بدورهم، ولا يؤمنون به كثيرا، هذه حقيقة، ولا يصح إغفالها، ولا يصح أن ندفن رؤوسنا في الرمال هروبا منها!! وطالب أبو العلا المثقفين بأن يقوموا أولا بمعرفة دورهم، ورسالتهم، وثانيا: عليهم التخلص من فكرة طلب ما وصفه ب"العلف" من أي مسئول، تمسكا بالحق، وأن ما يحصل عليه من مؤسسة الثقافة هو حق طالما يملك شروط الحصول عليه، وثالثا: على المثقف أن يكون قادرا على تحديد مشروع ثقافي كبير يفرضه على المسئول، ويشارك في صنعه حتى لا يكون سلبيا، أرى أن المثقف هو كل شيء وليس الوزير، إذا صلح المثقف صلح الوزير وصلح المسئول، الشللية والمصلحية يصنعها المثقف، ويهيئ مناخها، وليس المسئول. وقال أبو العلا: لا ينبغي أن ننسى موقف صنع الله إبراهيم حين أراد جابر عصفور تدجينه – مثلما دجن معظم المثقفين وأدخلهم حظيرة المجلس الأعلى للثقافة، فقام بمنحه جائزة كبيرة، رفضها صنع الله إبراهيم لأنه يدرك أنها– على الرغم من حقه فيها- ورقة لإدخاله الحظيرة، حتى يشعر المسئول- هنا - أنه استطاع أن يسيطر على ممثل لليسار المصري، ليكون فاتحا لزملائه، ومشجعا للدخول!! هنا نرى المثقف صنع الله إبراهيم) العضوي الإيجابي، أحرج السلطة، وضرب فكرة التدجين في مقتل، هذا المثل مجرد مثل أضربه حتى أوضح ما أقصده بضرورة أن يكون للمثقف موقفا تجاه كل ما يحدث من حوله، وليس في مجال الثقافة فقط، ومن هذه الرؤية التي وضحتها، تكون مسألة ترشيح وزير جديد للثقافة، مسألة لا قيمة لها، لأن أي شخص يصلح للقيام بهذه المهمة طالما كان قادرا على تحقيق ما يريده المثقفون، تحقيقا وتفعيلا لمشروع ثقافي واضح المعالم يشارك فيه الجميع.