قال الناقد أحمد عبد الرازق أبو العلا إن الحياة العصرية عكست مفهوما مختلفا للحب.. جعلته مرتبطا بالعقل.. في زمن السكون (الزمن السهل) كان من الممكن أن يكون الحب رومانسيا خالصا ( انظر إلى كلمات الأغاني وأنت تعرف).. لكن الآن، وسط الحياة الصاخبة.. القاسية، لم تعد الرومانسية هي نفسها.. رغم أنني أري أن العودة للرومانسية في ظل تلك الظروف الصعبة.. القاسية، ربما تستطيع بها مواجهة، ومجابهة القسوة.. العقل يتحكم الآن في الحب.. وأضاف أبو العلا تعليقا على عيد الحب وعلاقة الحب بالعمل الإبداعي: يمكن أن تحب امرأة وتبادلك نفس الشعور، لكن حين تتحدثا عن الارتباط.. تجدها وتجد نفسك تتحدثان عن كيفية مواجهة الحياة، وفي تلك الأثناء تغطي سحابة المخاوف، وجه الحب الرومانسي، لتجعله عقلانيا، فإذا خفق القلب، فإنما يخفق خوفا من المستقبل، أو خوفا على الحب ذاته من أن يضيع، وتضيع ملامحه.. ربما يختلف إنسان عن إنسان آخر، فأنا مثلا من برج الحوت، ومعروف عن أصحاب هذا البرج أنهم رومانسيون.. الواقعية بالنسبة لهم في خلفية المشهد، والعقل لا يمثل لهم حاجزا بشكل كامل، لكنهم يخشون الفشل، ويتمنون استمرار حالة الحب بمفهومها المثالي.. الرائق.. وحين يصطدمون بالواقع.. يرون العكس تماما، فيعيشون حالة الإحباط.. وحالة التمني، وحالة انتظار مالا يتحقق أبدا.. انتظار مالا يجيء.. يعيشون الرومانسية بمفهومها الشامل.. لكنهم تعساء صديقي.. لماذا ؟؟ لأنهم يبحثون عن الحب.. الحب الذي لايصطدم بالواقع ويضيع.. هذا التوصيف هو حالتي الخاصة تماما، اعتقد أنها حالة معظم الرومانسيين من أمثالي. وتابع أبو العلا: أحببت امرأة واكتشفت أنني أكتب شعرا في ذهني فقط، فشجعتني أن أنقله إلى الورق، ولأني أحبها، حققت أمنيتها، وكتبت ما كنت أغنيه في ذهني فقط، فكان ديواني الأول الذي صدر بعد الثورة مباشرة، وكانت أشعاره التي كتبتها قبل الثورة، تتحدث عن الثورة التي استشعرتها، ديوان ( غنائيات الذات والوطن )، ألهمتني المرأة حين كتبت بعض الأشعار، وساعدتني المرأة حين لم أكن أفكر في نشرها فنشرت تلبية لطلبها.. هكذا تكون العلاقة بين الإنسان والإنسان، فما بالك أن كان مبدعا، وما بالك –أيضا- إن كان فاشلا في الحب ورومانسيا، فشلت في الحب لأنني أومن بالحب.. هذا التناقض حقيقة واقعة، وليس مجرد تقرير حالة.. فشلت في الحب.. لأنني أبحث عنه ولا يجيء، أو ربما يجيء، لكنني أريده رومانسيا، ولأنه لم يعد كذلك، فلا أراه، حديث الحب حديث ذو شجون.. لكن حب عنترة وعبلة، وقيس وليلي.. وحب أبطال فيلم ( تيتانيك) وروميو وجولييت، لم يعد موجودا بالشكل نفسه، الذي نراه في الحواديت والأفلام. كتبت أقول للحبيبة التي لاتجيء أقول:: لو كنت في عنقود الهوي سكر دوبني من غير ماتفكر وبلاش تتغندر وبلاش تتشطر خليني أوصلك ولا أفكر أزاي أدوب في حلاوة حسنك وأقدر أدخل قلبك وأبقي في غصنك وردة تعطر لو كان قلبي بيحلم برده الحلم ممكن يتفسر