هنأ اللواء أسامة القاضى محافظ المنيا، وزارة السياحة والآثار بالإعلان عن الكشف الأثري الرابع على التوالي على أرض المحافظة، معربًا عن سعادته أن يكون الاكتشاف الأول هذا العام لوزارة السياحة والآثار بالمنيا. وقال المحافظ إن المنيا أرض لها تاريخ أزلي وعريق جعلها، تزخر بتنوع حضاري فريد من نوعه، يجمع ما بين التاريخ الفرعوني، واليوناني، والروماني، والقبطي، والإسلامي، ففيها ظهر مفهوم التوحيد، وخرجت أول دعوة له على يد "إخناتون"، وعلى أرض المنيا، مرت العائلة المقدسة فمنحتها البركة، وبين جنباتها نشأت وعاشت السيدة مارية القبطية أم المؤمنين زوجة النبي محمد عليه الصلاة والسلام. جاء ذلك خلال زيارة الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار، منذ قليل إلى محافظة المنيا، وكان في استقباله اللواء أسامه القاضي محافظ المنيا، والدكتور مصطفى وزيري أمين عام المجلس الأعلى للآثار، وعدد من القيادات التنفيذية والشعبية، وذلك للإعلان عن الكشف الأثري الجديد بمنطقة تونا الجبل غرب مركز ملوي. وسيجرى الوزير جولة تفقدية لعدد من المواقع الأثرية منها كنيسة السيدة العذراء بدير جبل الطير بمركز سمالوط، وكذلك منطقة آثار البهنسا والتي تقع على بعد 16 كيلو متر من مركز بني مزار ناحية الغرب من محافظة المنيا. وأضاف المحافظ، أن المنيا نموذج مصغر "لعظمة مصر"، لما حباها المولى عز وجل من الإمكانيات الحضارية، والتراثية، والثقافية، والسياحية، حيث تحتل المرتبة الثالثة ضمن المحافظات الأثرية، والسياحية، على مستوى الجمهورية بعد الجيزة والأقصر. وأكد المحافظ على أهمية الاستقرار الذي تشهده محافظة المنيا، موجهًا الشكر للقيادة السياسية لما تبذله من جهود داخليا وخارجيا ولرجال القوات المسلحة والشرطة لنشر الأمن والأمان في جميع ربوع مصر وتتويجًا لتلك الجهود تحقق الاستقرار الذي يعتبر من العوامل الأساسية لجذب السائحين، وهو ما ظهر جليًا وفقًا للإحصائيات الأخيرة التي رصدتها الإدارة العامة للسياحة بديوان عام المحافظة، حيث سجلت ارتفاعًا ملحوظًا في عدد السائحين الأجانب والعرب، والذين زاروا المعالم الأثرية بالمحافظة خلال عام 2019، حيث تعدي ال 100 ألف سائحًا، من مختلف الجنسيات، وجاءت منطقة تل العمارنة، في المرتبة الأولى كوجهة للزائرين، ثم منطقة البهنسا، ثم بني حسن في المركز الثالث. وتقع مدينة تونا الجبل غرب مركز ملوي بمحافظة المنيا وغرب مدينة الأشمونين بنحو 10 كم تقريبًا حيث عرفت المدينة باسم ( تاونس ) في العصر الفرعوني ثم (تاحنت) في العصر الروماني ومعنى الاسمين البحيرة أو البركة ( إشارة إلى بحيرة كانت تتكون جنوب المنطقة نتيجة لفيضان النيل ) ثم أضاف العرب حرف التاء إلى كلمة (ونة) بمعنى الأرنب لتصبح تونى وأضيف اسم الجبل إليها لتمييزها نظرا لوقوعها في منطقة جبلية صحراوية، وهى تؤرخ للأسرة التاسعة عشر حتى 100 عام ق. م. وكانت المنطقة هي الجبانة الخاصة بالإقليم الخامس عشر من أقاليم الصعيد وهو إقليم الأرنب والذي كانت عاصمته هي مدينة الأشمونين وكان معبودها الرسمي ( تحوت ) إلى جانب ثامون الأشمونين و(ونت) الثعبان، وتمثل جبانة تونة الجبل أهمية خاصة، لأنها تبرز مظاهر التزاوج الفني بين الفن المصري القديم والفن اليوناني. ومن أهم المعالم بها مقبرة بيتوزيرس ومقبرة ايزادورا وجبانة المعبود تحوت أو السراديب والساقية الرومانية، ولوحة حدود مدينة إخناتون، وهي أفضل اللوحات التي حفظت حدود المدينة، ونحتت في أحد صخور المنطقة قبل مدخل جبانة "تونة الجبل" صور عليها إخناتون ونفرتيتي وبناتهما يتعبدون للإله آتون.