غرب مركز ملوي بمحافظة المنيا مدينة عرفها العالم في العصر الفرعوني باسم » تاونس » ثم باسم »تاحنت »في العصر الروماني،والكلمتان بمعني البحيرة أو البركة،وجاء العرب وأضافوا حرف التاء إلي كلمة »ونة » بمعني الأرنب لتصبح توني وأضيف اسم الجبل إليها لوقوعها في منطقة جبلية صحراوية ، ليظهر اسمها الذي نعرفه حاليا » تونا الجبل»،وكانت هي الجبانة الخاصة بالإقليم الخامس عشر من أقاليم الصعيد وهو »إقليم الأرنب»،الذي كانت عاصمته هي مدينة الأشمونين وكان معبودها الرسمي »تحوت» إلي جانب »ثامون» الاشمونين و» ونت » أي الثعبان ، وتمثل جبانة تونة الجبل أهمية خاصة، حيث تجسد التزاوج الفني بين الفن المصري الفرعوني القديم والفن اليوناني. ومن أهم المعالم في تلك المدينة »مقبرة بيتوزيرس» التي كشفها للمرة الأولي عام 1919 م العالم الفرنسي » ليفافر» وقد اعتقد الناس لمظهره الخارجي أنه يمثل أحد دور العبادة المصرية ، لكنه في الحقيقة كان قبرا عائليا ، ليس فقط لبيتوزيرس نفسه ولكن لوالده ، وجده ، وبعض أفراد عائلته ، وقد شغل جميع أفراد تلك العائلة وظائف كهنوتية كبري تتصل بالمعبود » تحوت » وبعض المعبودات الأخري التي عبدت في ذلك المكان. وتحتوي الجبانة المجاورة علي مقابر غريبة للإغريق وحديقة خصصت لطائر أبي منجل والقردة، وعدد كبير من الحجرات والممرات تحت الأرض مملوءة بالبقايا المحنطة لهذه الحيوانات المقدسة ، وقد كشفت حفائر جامعة القاهرة بتونة الجبل عن مدينة كاملة تقع خلف قبر بتوزيريس،وتضم بيوتاً جنائزية تتصل بالقبور يقصدها أقارب الموتي في الأعياد،وترجع إلي الفترة من العصر الفارسي » الأسرة 27 » وحتي العصر البطلمي ، وتمثل فناً خليطاً من الفن المصري والإغريقي،كما يوجد بها بئر ضخم رائع يرجع للعصر الروماني. ويوضح الدكتور أحمد رشاد أستاذ التاريخ بالمنيا أن مقبرة بيتوزيرس تعد من أهم المقاصد السياحية في المنيا،خاصة السياحة الالمانية والفرنسية،ويشير إلي أنها مازالت تستقبل الوفود السياحية الصغيرة وتحتفظ تحتفظ بعوامل الجذب الخاصة بها في حال عودة السياحية إلي مصر والي محافظة المنيا بصفة عامه.