مدينة تونا الجبل غرب مركز ملوي بمحافظة المنيا من أشهر المناطق الأثرية في مصر تؤرخ للأسرة التاسعة عشر حتي 100 عام ق. م، وكانت معروفة باسم »تاونس» في العصر الفرعوني أو البحيرة بالعربية، وجاء العرب وأضافوا حرف التاء إلي كلمة »ونة» »لتصبح توني ثم أضيف اسم الجبل لوقوعها في منطقة جبلية، وكما يقول الدكتور أحمد رشاد أستاذ التاريخ القديم بالمنيا، فقد كانت هي الجبانة الخاصة بالإقليم الخامس عشر من أقاليم الصعيد وهو إقليم الأرنب وكانت عاصمته في مدينة الاشمونين ومعبودها الرسمي »تحوت»، إلي جانب »ثامون الأشمونين» و»ونت» أي الثعبان. ويشير الدكتور رشاد إلي أنه تم نحت صورة علي أحد صخور المنطقة قبل مدخل جبانة »تونة الجبل» تصور إخناتون ونفرتيتي وبناتهما يتعبدون للإله »آتون السراديب» أو »بئر الطير» كما يطلق عليه أهالي ملوي، ويوضح أن ذلك السرداب يعد بمثابة مدينة كاملة تحت الأرض علي مساحة تصل لأكثر من 3 كم في جميع الاتجاهات، خصصت لدفن الحيوانات المقدسة »قرد البابون والطائر الايبس وهو المعروف بمالك الحزين وأبو منجل- وأبو قردان»، وكلها من رموز المعبود تحوت أو توت، وكانت تحنط وتوضع بتوابيت خشبية أو حجرية أو فخارية داخل بغرفة خاصة خارج اعلي السرداب، ويتم دفنها كقرابين، تشير التقديرات إلي أن عددها يزيد علي حوالي 5 ملايين تابوت، وقد قام العالم الأثري الكبير الدكتور سامي جبرة بالعديد من الاكتشافات خلال فترة الثلاثينيات وحتي الخمسينيات من القرن الماضي ونجح في إزاحة جبال من الرمال التي كانت تغطي المنطقة بالكامل والوصول إلي أربع ممرات، وتصل تفريعات أحد تفريعاته إلي أكثر من 1000 شارع، كما يلفت الدكتوراسحاق شفيق أستاذ الجغرافيا بجامعة المنيا إلي أن كثيرين تخيلوا أن تلك السراديب مليئة بالكنوز فأكثروا النبش فيها ودمروا العديد من محتوياتها، ومؤكدا أن المنطقة تحتفظ بالكثير من أسرارها.